ـ وحج عمر بالناس عشر حجج خلافته كلها.
ـ وحج عثمان ـ رضي الله عنه ـ بالناس تسع حجج، واستناب في بقية مدته.
ـ وأما سيدنا علي فحج بالناس قبل ولايته حججا لم يضبط عددها، وأما زمن ولايته فلم يتفرغ للحج بنفسه في شيء منها، بل كان مشغولا بالحروب، وكان مع ذلك يبعث للناس من يحج بهم.
ـ وحج الحسن بن علي ـ رضوان الله عليهما ـ خمس عشرة حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه.
ـ وروى سحنون أن علي بن شعيب حج نيفا وستين حجة من نيسابور على قدميه.
ـ وسافر المغيرة بن حكيم إلى مكة أكثر من خمسين سفرة حافيا محرما صائما، لا يترك قيام السحر في سفره، بل إذا كان السحر قام يصلي ويمضي أصحابه، فإذا صلى الصبح لحقهم متى ما لحق.
ـ وحج أبو العباس العباسي ثمانين حجة على قدميه.
ـ وحج أبو عبد الله المقري سبعا وتسعين حجة.
ـ وحج حسن أخو شيبان الدينوري ست عشرة حجة حافيا.
ـ وحج بكير بن عتيق ستين حجة.
ـ ويحكى عن علي بن الموفق أنه حج سبعين حجة.
ـ ويروى أن جعفر الخواص حج قريبا من ستين حجة.
ـ وأخبر الحسين بن عمران بن أخي سفيان، قال: حججت مع سفيان آخر حجة حجها سنة سبع وتسعين ومائه، فلما كنا بجمع وصلى استلقى على فراشه ثم قال:
لقد وافيت هذا الموضع سبعين عاما، أقول في كل عام: اللهم لا تجعله آخر العهد، وإني قد استحييت من الله من كثرة ما أسأله ذلك، فرجع فتوفي في السنة الداخلة.
ـ قال سري السقطي: خرجت إلى الحج عن طريق الكوفة فلقيت جارية حبشية تمشي. فقلت: إلى أين يا جاريه؟
فقالت: إلى مكة، فقلت لها: إن الطريق بعيد.
فقالت:
بعيد على كسلان أو ذي ملالة وأما على المشتاق فهو قريب. "
ـ ابن جريج يطالب أمير اليمن حمله للحج.
ـ قال الذهبي:
" وفي تاريخ القاضي تاج الدين عبد الباقي: أن ابن جريج قدم وافدا على معن بن زائدة لدين لحقه، فأقام عنده إلى عاشر ذي القعدة، فمر بقوم تغني لهم جارية بشعر عمر بن أبي ربيعة:
هيهات من أمة الوهاب منزلنا إذا حللنا بسيف البحر من عدن
واحتل أهلك أجيادا فليس لنا إلا التذكر أو حظ من الحزن
تالله قولي له في غير معتبة ماذا أردت بطول المكث في اليمن
إن كنت حاولت دنيا أو ظفرت بها فما أصبت بترك الحج من ثمن
قال فبكى ابن جريج وانتحب، وأصبح إلى معن وقال: إن أردت بي خيرا فردني إلى مكة، ولست أريد منك شيئا، قال: فاستأجر له أدلاء، وأعطاه خمس مئة دينار، ودفع إليه ألفا وخمسمائة، فوافى الناس يوم عرفة "
ـ اللؤلؤي يترك لؤلؤه لأجل الحج.
ـ قال ابن الجوزي:
" أبو الحسن اللؤلؤي، وكان خيرا فاضلا قال: كنت في البحر فانحسر المركب وغرق كل ما فيه، وكان في وطائي لؤلؤ قيمته أربعة آلاف دينار. وقربت أيام الحج وخفت الفوات، فلما سلم الله عز وجل روحي ونجاني مشيت، فقال لي جماعة كانوا في المركب: لو توقفت عسى يجيء من يخرج شيئا فيخرج لك من رحلك شيئا. فقلت: قد علم الله عز وجل ما مر مني، وكان في وطائي شيء قيمته أربعة آلاف دينار وما كنت بالذي أوثره على وقفة بعرفة. فقالوا: وما الذي ورثك هذه المنزلة؟ فقلت: أنا رجل مولع بالحج، أطلب الربح والثواب، حججت في بعض السنين وعطشت عطشا شديدا فأجلست عديلي في وسط المحمل، ونزلت أطلب الماء والناس معطشون أيضا.
فلم أزل أسأل رجلا رجلا ومجمعا مجمعا. أمعكم ماء؟ والناس شرع واحد، حتى صرت في ساقة القافلة بميل أو ميلين فمررت بمصنع مصهرج وإذا رجل فقير جالس في أرض المصنع وقد غرز عصاه في أرض المصنع، والماء ينبع من موضع العصا وهو يشرب فنزلت إليه وشربت حتى رويت وجئت إلى القافلة والناس قد نزلوا، فأخرجت قربة ومضيت فملأتها ورجعت. فلما رآني الناس والقربة على كتفي مملوءة فكأنه نودي فيهم أن الماء وراءكم فتبادروا إليه بالقرب. فلما روي الناس عن آخرهم وسارت القافلة جئت لأنظر فإذا البركة ملأى تلتطم بأمواجها والناس يرمون الدلاء ويرتجزون عليه.
فموسم يحضره مثل هؤلاء، يقولون: اللهم اغفر لمن حضر الموقف ولجماعة المسلمين أوثر عليه أربعة آلاف دينار؟
لا والله ولا الدنيا بأسرها وترك اللؤلؤ وجميع ما فيه، قال الشيخ: فبلغني أن قيمة ما كان غرق له خمسون ألف دينار. "
ـ كهل ضعيف يتلذذ بتعبه في الوصول للبيت.
ـ قال الحضراوي:
¥