فقال: كأني أنظر إلى موسى ـ عليه السلام ـ مهبطا له جؤار إلى الله بالتكبير، ثم أتى على ثنية فقال: كأني أنظر إلى يونس ـ عليه السلام ـ على ناقة حمراء جعدة خطامها ليف وهو يلبي وعليه جبة صوف "
3 ـ وعنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" صلى في مسجد الخيف سبعون نبيا، منهم موسى ـ صلى الله عليه وسلم ـ، كأني أنظر إليه وعليه عباءتان قطوانيتان، وهو محرم على بعير من إبل شنوءة مخطوم بخطام ليف، له ضفيرتان "
4 ـ وعن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" لقد مر بالروحاء سبعون نبيا، فيهم نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ، حفاة عليهم العباء، يؤمون بيت الله العتيق "
5 ـ عن بن عمر:
" أنه رأى رفقة من أهل اليمن، رحالهم الأدم فقال: من أحب أن ينظر إلى أشبه رفقة كانوا بأصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلينظر إلى هؤلاء "
6 ـ وكان ابن عمر:
" إذا نظر إلى ما أحدث الحجاج من الزي والمحامل يقول: الحاج قليل والركب كثير، ثم نظر إلى رجل مسكين رث الهيئة تحته جوالق فقال: هذا نعم من الحجاج "
ـ قال ابن الجوزي:
" عن الفضل بن ربيع قال: حججت مع هارون الرشيد، فمررنا بالكوفة، فإذا بهلول المجنون يهذي، فقلت: اسكت فقد أقبل أمير المؤمنين. فسكت: فلما حاذاه الهودج قال: يا أمير المؤمنين حدثني أيمن بن نابل قال: أنبأنا قدامة بن عبد الله العامري قال: رأيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمنى على جمل وتحته رحل رث، فلم يكن ثم طرد ولا ضرب ولا إليك إليك. قلت: يا أمير المؤمنين إنه بهلول المجنون. قال: قد عرفته، قل يا بهلول. قال: يا أمير المؤمنين.
هب أنك قد ملكت الأرض طرا ودان لك البلاد فكان ماذا؟
أليس غدا مصيرك جوف قبر ويحثو الترب هذا ثم هذا؟
قال: أجدت يا بهلول، أفغيره؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، من رزقه الله جمالا ومالا فعف في جماله، واتقى في ماله، كتب في ديوان الأبرار.
قال: فظن أنه يريد شيئا. قال فإنا قد أمرنا بقضاء دينك. قال لا تفعل يا أمير المؤمنين، لا تقض دينا بدين، اردد الحق إلى أهله واقض دين نفسك من نفسك.
قال: إنا قد أمرنا أن تجرى عليك جراية. قال: لا تفعل يا أمير المؤمنين، لا يعطيك وينساني، أجري علي الذي أجري عليك لا حاجة لي في جرايتك. "
وسياق القصة في البداية والنهاية فيه زيادة، ونصها:
" قال (يعني هارون الرشيد): إنا أمرنا أن يجرى عليك رزق تقتات به، قال: لا تفعل يا أمير المؤمنين، فإنه سبحانه لا يعطيك وينساني، وها أنا قد عشت عمرا لم تجر على رزقا، انصرف لا حاجة لي في جرايتك.
قال: هذه ألف دينار خذها، فقال: ارددها على أصحابها فهو خير لك، وما أصنع أنا بها انصرف عنى فقد آذيتنى، قال: فانصرف عنه الرشيد وقد تصاغرت عنده الدنيا "
ـ قال ابن جماعة:
" ويروى أن الرشيد حج ماشيا من المدينة إلى مكة، ففرش له في الطريق اللبود والمرعزي، فاستند يوما إلى ميل ليستريح وقد تعب، فإذا هو بسعدون المجنون، قد عارضه وهو يقول:
هب الدنيا تواتيك أليس الموت يأتيك
فما تصنع بالدنيا وظل الميل يكفيك
ألا يا طالب الدنيا دع الدنيا لشانيك
كما أضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيك
فشهق الرشيد شهقة خر مغشيا عليه "
صلاة ركعتين قبل الخروج من البلد
1 ـ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: " كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا ينزل منزلا إلا ودعه بركعتين "
2 ـ وفي الحديث " ما خلف عبد على أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد سفرا "
قال المناوي:
" في الأذكار ـ يعني للنووي ـ: قال بعض أصحابنا: ويستحب أن يقرأ في الأولى الفاتحة والكافرون، وفي الثانية الإخلاص، وقال بعضهم: يقرأ في الأولى الفلق وفي الثانية الناس ثم إذا سلم قرأ سورة الكرسي ولإيلاف قريش."
الدعاء إذا نهض من جلوسه للسفر
ـ عن أنس قال: " لم يرد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سفرا قط إلا قال حين ينهض من جلوسه: اللهم بك انتشرت، وإليك توجهت، وبك اعتصمت، اللهم أنت ثقتي وأنت رجائي، اللهم اكفني ما أهمني وما لا اهتم به وما أنت أعلم به مني، وزودني التقوى واغفر لي ذنبي ووجهني للخير حيث ما توجهت، قال: ثم يخرج "
توديع الأهل والولد
¥