" يأتي الركن اليماني يوم القيامة أعظم من أبي قبيس، له لسانان وشفتان "
16 ـ وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن، فسودته خطايا بني آدم "
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن خزيمة في صحيحه إلا أنه قال:
" أشد بياضا من الثلج "
ورواه البيهقي مختصرا قال:
" الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك "
17 ـ عن عبد الله بن عمرو يرفعه قال:
" لولا ما مسه من أنجاس الجاهلية، ما مسه ذو عاهة إلا شفى، وما على الأرض شيء من الجنة غيره "
18 ـ عن مسافع الحجبي، سمع عبد الله بن عمرو يقول: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" إن الركن والمقام من ياقوت الجنة، ولولا ما مسهما من خطايا بني آدم لأضاءا ما بين المشرق والمغرب، وما مسهما من ذي عاهة ولا سقيم إلا شفى "
ـ قال الغزالي:
" وأما الاستلام فاعتقد عنده أنك مبايع لله ـ عز وجل ـ على طاعته، فصمم عزيمتك على الوفاء ببيعتك، فمن غدر في المبايعة استحق المقت.
وقد روى ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (الحجر الأسود يمين الله ـ عز وجل ـ في الأرض يصافح بها خلقه كما يصافح الرجل أخاه) "
ـ وقد بين ابن تيمية هذا المعنى فقال:
" فقد روى عن النبي بإسناد لا يثبت، والمشهور إنما هو عن ابن عباس قال: (الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه).
ومن تدبر اللفظ المنقول تبين له أنه لا إشكال فيه إلا على من لم يتدبره، فإنه قال: (يمين الله في الأرض) فقيده بقوله: (في الأرض) ‘ ولم يطلق فيقول: (يمين الله)، وحكم اللفظ المقيد يخالف حكم اللفظ المطلق.
ثم قال: (فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه)، ومعلوم أن المشبه غير المشبه به، وهذا صريح في أن المصافح لم يصافح يمين الله أصلا، ولكن شبه بمن يصافح الله، فأول الحديث وآخره يبين أن الحجر ليس من صفات الله كما هو معلوم عند كل عاقل، ولكن يبين أن الله تعالى كما جعل للناس بيتا يطوفون به جعل لهم ما يستلمونه ليكون ذلك بمنزلة تقبيل يد العظماء، فان ذلك تقريب للمقبل وتكريم له كما جرت العادة، والله ورسوله لا يتكلمون بما فيه إضلال الناس، بل لابد من أن يبين لهم ما يتقون، فقد بين لهم في الحديث ما ينفى من التمثيل "
ـ قال ابن جماعة:
" والحظ عند ذلك أن الحجر ياقوتة من يواقيت الجنة، وأن مقبله ومستلمه يضع شفتيه على موضع وضع عليه سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وغيره من رسل الله وأنبيائه وملائكته شفاههم. ويباشر بكفه محلا باشروه بأكفهم ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ فاجمع في الاقتداء بهم بين الصورة والمعنى، وقابل هذه النعمة العظيمة بملازمة التقوى، ومراقبة الله ـ عز وجل ـ في السر والنجوى "
ـ قال ابن جماعة:
" والحظ أيضا أن الحجر الأسود نزل من الجنة أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم، وأنها إذا أثرت في الحجر فتأثيرها في القلب أعظم، فينبغي لذلك أن تجتنب، ولهذا المعنى ـ والله أعلم ـ أبقى الله السواد عبرة "
فضل الطواف وأسراره
1 ـ عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول:
" من طاف بالبيت، وصلى ركعتين، كان كعتق رقبة "
2 ـ وعن ابن عباس أيضا ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: الطواف حول البيت صلاة إلا أنكم تتكلمون فيه، فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير "
حرصهم على الطواف:
قال الحضراوي:
" كل شيء لا يطيقه الناس من العبادة كان يتكلفه ابن الزبير، فجاء سيل فطبق البيت فامتنع الناس من الطواف، فجعل ابن عباس يطوف سباحة "
قال ابن جماعة:
" وأخبرني والدي ـ رحمه الله ـ أن والده ـ رحمه الله ـ أخبره أنه طاف بالبيت سباحة كلما حاذى الحجر غطس لتقبيله، وأخبرني بعض المكيين أنه اتفق له مثل ذلك "
ماذا نستحضر عند الطواف؟
قال الغزالي:
¥