" وأخرج الدينوري في المجالسة عن الحميدي - وهو شيخ البخاري رضي الله عنهما - قال: كنا عند ابن عينية فحدثنا بحديث (ماء زمزم لما شرب له)، فقام رجل من المجلس ثم عاد فقال: يا أبا محمد، أليس الحديث الذي قد حدثتنا في زمزم صحيحا؟ فقال: بلى. فقال الرجل: فإني شربت الآن دلوا من زمزم على أن تحدثني بمائة حديث. فقال سفيان ـ رضي الله عنه ـ: اقعد فقعد. فحدثه بمائة حديث. "
ـ عن أبي جمرة قال:
" كنت ادفع الناس عن بن عباس، فاحتبست أياما، فقال: ما حبسك؟ قلت: الحمى.
قال: إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: إن الحمى من فيح جهنم فأبردوها بماء زمزم "
3 ـ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم، وشفاء السقم، وشر ماء على وجه الأرض ماء بوادي برهوت، بقبة بحضرموت، كرجل الجراد، تصبح تتدفق، وتمسي لا بلال فيها "
4 ـ وعن أبي الطفيل عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: سمعته يقول:
" كنا نسميها شباعة (يعني زمزم) وكنا نجدها نعم العون على العيال "
5 ـ عن عبد الله بن الصامت قال قال أبو ذر: " خرجنا من قومنا غفار، وكانوا يحلون الشهر الحرام، فخرجت أنا وأخي أنيس وأمنا، فنزلنا على خال لنا فأكرمنا خالنا وأحسن إلينا، فحسدنا قومه، فقالوا: إنك إذا خرجت عن أهلك خالف إليهم أنيس، فجاء خالنا فنثا علينا الذي قيل له،
فقلت: أما ما مضى من معروفك فقد كدرته، ولا جماع لك فيما بعد، فقربنا صرمتنا فاحتملنا عليها، وتغطى خالنا ثوبه فجعل يبكي، فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة، فنافر أنيس عن صرمتنا وعن مثلها، فأتيا الكاهن فخير أنيسا فأتانا أنيس بصرمتنا ومثلها معها، قال: وقد صليت يا بن أخي قبل أن ألقي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بثلاث سنين.
قلت: لمن؟
قال: لله.
قلت: فأين توجه؟
قال: أتوجه حيث يوجهني ربي، أصلى عشاء حتى إذا كان من آخر الليل ألقيت كأني خفاء حتى تعلوني الشمس.
فقال أنيس: إن لي حاجة بمكة فاكفني، فانطلق أنيس حتى أتى مكة فراث علي ثم جاء.
فقلت: ما صنعت؟
قال: لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن الله أرسله.
قلت: فما يقول الناس؟
قال: يقولون شاعر كاهن ساحر، ـ وكان أنيس أحد الشعراء ـ. قال أنيس: لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم، ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر فما يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر، والله إنه لصادق، وإنهم لكاذبون.
قال: قلت: فاكفني حتى اذهب فانظر.
قال: فأتيت مكة فتضعفت رجلا منهم، فقلت: أين هذا الذي تدعونه الصابئ؟
فأشار إلي فقال: الصابئ، فمال علي أهل الوادي بكل مدرة وعظم حتى خررت مغشيا علي،
قال، فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب احمر،
قال: فأتيت زمزم، فغسلت عني الدماء، وشربت من مائها، ولقد لبثت يا بن أخي ثلاثين بين ليلة ويوم، ما كان لي طعام إلا ماء زمزم، فسمنت حتى تكسرت عكن بطني، وما وجدت على كبدي سخفة جوع،
قال: فبينا أهل مكة في ليلة قمراء أضحيان، إذ ضرب على أسمختهم، فما يطوف بالبيت أحد، وامرأتين منهم تدعوان إسافا ونائلة،
قال: فأتتا علي في طوافهما، فقلت: انكحا أحدهما الأخرى.
قال: فما تناهتا عن قولهما،
قال: فاتتا علي فقلت: هن مثل الخشبة غير أني لا أكني، فانطلقتا تولولان وتقولان: لو كان ها هنا أحد من أنفارنا.
قال: فاستقبلهما رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبو بكر وهما هابطان.
قال: ما لكما؟
قالتا: الصابئ بين الكعبة وأستارها.
قال: ما قال لكما؟
قالتا: إنه قال لنا كلمة تملأ الفم، وجاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى استلم الحجر وطاف بالبيت هو وصاحبه، ثم صلى، فلما قضى صلاته قال أبو ذر: فكنت أنا أول من حياه بتحية الإسلام، قال: فقلت: السلام عليك يا رسول الله فقال وعليك ورحمة الله، ثم قال: من أنت؟
قال قلت: من غفار.
قال: فأهوى بيده فوضع أصابعه على جبهته، فقلت: في نفسي كره أن انتميت إلى غفار، فذهبت آخذ بيده فقدعني صاحبه، وكان أعلم به مني، ثم رفع رأسه ثم قال: متى كنت ها هنا؟
قال قلت: قد كنت ها هنا منذ ثلاثين بين ليلة ويوم.
قال: فمن كان يطعمك؟
¥