" وانو عند حلق شعرك أنك قد أسقطت عنك التبعات، وأدناس الخطيئات، وفارقت أصحابك في غير التقوى والطاعات "
فضل أيام التشريق
ـ قال تعالى: " واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون "
1 ـ عن عقبة بن عامر أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: إن يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب "
فضل رمي الجمار
1 ـ عن بن عباس رفعه قال:
" لما أتى إبراهيم خليل الله المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثانية، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثالثة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض.
قال بن عباس: الشيطان ترجمون وملة أبيكم تنعون "
.
2 ـ وعنه قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" إذا رميت الجمار كان لك نورا يوم القيامة "
3 ـ وفي الحديث الطويل عن عبادة بن الصامت:
" وأما رميك الجمار قال الله ـ عز وجل ـ: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} "
قال الغزالي " وأما رمي الجمار، فاقصد به الانقياد للأمر إظهارا للرق والعبودية، وانتهاضا لمجرد الامتثال من غير حظ للعقل والنفس فيه، ثم اقصد به التشبه بإبراهيم ـ عليه السلام ـ حيث عرض له إبليس ـ لعنه الله تعالى ـ في ذلك الموضع ليدخل على حجه شبهة، أو يفتنه بمعصية، فأمره الله ـ عز وجل ـ أن يرميه بالحجارة طردا له وقطعا لأمله.
فإن خطر لك أن الشيطان عرض له وشاهده فلذلك رماه، وأما أنا فليس يعرض لي الشيطان، فاعلم أن هذا الخاطر من الشيطان، وأنه الذي ألقاه في قلبك ليفتر عزمك في الرمي، ويخيل إليك أنه فعل لا فائدة فيه، وأنه يضاهي اللعب فلم تشتغل به، فاطرده عن نفسك بالجد والتشمير في الرمي فيه برغم أنف الشيطان.
واعلم أنك في الظاهر ترمي الحصى إلى العقبة، وفي الحقيقة ترمي به وجه الشيطان وتقصم به ظهره، إذ لا يحصل إرغام أنفه إلا بامتثالك أمر الله ـ سبحانه وتعالى ـ تعظيما له بمجرد الأمر من غير حظ للنفس والعقل فيه "
ـ قال ابن جماعة:
" وتذكر عند رمي الجمار كلما رميتها رمي الشيطان والتحصن منه بكلمات الله التامات وطاعاته، فإنك في الظاهر ترمي الحصى إلى الجمرة، وفي الحقيقة ترمي به وجه الشيطان وتقصم به ظهره، إذ لا يحصل إرغام أنفه إلا بامتثال أمر الله تعالى تعظيما لمجرد أمره من غير حظ للنفس فيه "
ـ قال ابن جماعة:
" وانو عند رمي الجمار أنك رميت عيوبك وسالف ذنوبك، وأقلعت عنها "
نحر الهدي:
قال ابن جماعة:
" وتذكر عند نحر الهدي والأضحية، أنك نحرت عدو الله تعالى وعدوك إبليس، برجوعك إلى طاعة ربك وتوبتك من سالف ذنبك "
بر الحج
1 ـ عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال:
" سئل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما بر الحج؟
قال: إطعام الطعام، وطيب الكلام "
ـ قال ابن جماعة:
" والمبرور: الذي لا يخالطه إثم. وقيل: المتقبل، وقيل: الذي لا رياء فيه ولا سمعة ولا رفث ولا فسوق، وقيل: الذي لا معصية بعده.وقال الحسن البصري: الحج المبرور أن ترجع زاهدا في الدنيا، راغبا في الآخرة "
حديث يجمع فضائل الحج
1 ـ وروى ابن عمر رضي الله عنهما قال:
" كنت جالسا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مسجد منى، فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما، ثم قالا:
يا رسول الله جئنا نسألك.
فقال: إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت، وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت.فقالا: أخبرنا يا رسول الله.
فقال الثقفي للأنصاري: سل.
فقال: أخبرني يا رسول الله.
فقال: جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه، وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما، وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه، وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه، وعن رميك الجمار وما لك فيه، وعن نحرك وما لك فيه مع الإفاضة.
فقال: والذي بعثك بالحق لعن هذا جئت أسألك.
¥