تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

خامساً: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: [إن الأعياد من جملة الشرائع والمناهج والمناسك، التي قال الله سبحانه وتعالى: {لكل أمةٍ جعلنا منسكاً هم ناسكوه}. [الحج: 67]. كالقبلة والصلاة والصيام فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع العيد، موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعة: موافقة في بعض شُعب الكفر، بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر. فالموافقة فيها موافقة من أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره، ولاريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه] أ. هـ. كلامه.

تهنئة النصارى بأعيادهم:

وبعد هذا: فاتقوا الله يا عباد الله. اتقوا الله يا مسلمون

كيف تهنئون النصارى؟

كيف تهنئون الكفر ((بعيد الكريسمس))؟ ...

كيف تهنئونهم بعيد ((رأس السنة الميلادية))؟ ...

أيقول واحد من المسلمين لأحد الكفار: (ميري كرسمس) أو (هابي نيويير). كيف يقول للكافر: عيد سعيد؟!! والله عز وجل قد توعد هذا الكافر بالنار يصلاها خالداً فيها أبداً.

قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه العظيم ((أحكام أهل الذمة)). قال: [أما تهنئتهم بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام بالاتفاق، وذلك مثل أن يهنئهم بأعيادهم فيقول: عيدك مبارك. أو تهنأ بهذا العيد: (أو العبارات التي نسمعها الآن). فهذا إن سلم قائله من الكفر ((والعياذ بالله)). فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه .. فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر، فقد تعرض لمقت الله وسخطه] أ. هـ. كلامه.

فيا إخواني المسلمون: لا يجوز أبداً أن تهنئوا وأن ترسلوا الكفرة ببطاقة تهنئة ومعايدة، ولا يجوز تهنئتهم بعبارة أو أخرى. وكيف بالله عليكم تهنئونهم وهم النصارى الذين مكنوا لليهود في أرض فلسطين؟! هم الصليبيون الحاقدون بإرسالياتهم التبشيرية، يمكنون لليهود ولأعداء الله عز وجل أن يكيدوا ويبطشوا بالمسلمين، وبعد ذلك يذهب بسيط من بسطاء المسلمين المغرورين ليهنئهم على ذلك.

كما لا يجوز لك أبداً أن تتقبل منهم بطاقة معايدة بل ردها عليهم.

إهداء النصارى وإعانتهم على أعيادهم:

ومن التبجح حقاً – أيها الأخوة – أنَّ من المسلمين من يهدي للكفار بهذه المناسبة ((شجرة الكريسمس)) مزينة بالأنوار. علماً بأن هذه الشجرة هي أيضاً رمز ديني لعقيدتهم الباطلة. كما قال سبحانه وتعالى لمريم: {وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً} [مريم: 25].

فهم يعتقدون أن مريم ولدت المسيح عليه السلام تحت شجرة .. وهكذا يتخذون هذه الشجرة رمزاً دينياً لهم. فإذا ما أصبح الصباح وجد الكبار والصغار الهدايا تحت هذه الشجرة. فيتساءل الطفل: من أين هذه الهدية؟ من جاء بهذه الهدية إلى هنا؟. عندئذ يقولون: إن هذه الهدية منحة من الرب يسوع، أرسلها عن طريق ذلك الدجال الذي يسمونه (بابا نويل) .. فهل يجوز لنا يا موحدون أن نهديهم تلك الشجرة أو غيرها؟!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: [ولا يجوز بيع كل ما يستعينون به على إقامة شعائر دينهم]، أي لا يجوز أن يباع لهم أي شيء يستعينون به على إقامة كفرهم وضلالهم وشعائرهم الدينية، فالذي يستورد لهم شجرة الميلاد، والذي يبيع لهم أنوار الزينة، والذي يبيع لهم بطاقات المعايدة والتهنئة، والذي يؤجر لهم الفنادق أو المسارح أو الأحياء المغلقة، أو المجمعات السكنية ليقيموا فيها حفلات الميلاد، فعمله هذا حرام، وهو معصية، وهو تواطؤ مع الكفر وأهله، ومالُهُ الذي يجنيه من ذلك سحت. ((وأي لحم نبت من سحت فالنار أولى به)).

عطلة عيد (الكريسمس) وعيد رأس السنة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير