تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: و مما يقوي هذا الدليل ما أخرجه الإمام أحمد رحمه الله في المسند (1/ 115): (حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن أبي إسحاق عن علي بن ربيعة قاله مرة قال عبد الرزاق وأكثر ذاك يقول أخبرني من شهد عليا حين ركب فلما وضع رجله في الركاب قال باسم الله فلما استوى قال الحمد لله ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا الي ربنا لمنقلبون ثم حمد ثلاثا وكبر ثلاثا ثم قال اللهم لا إله الا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي انه لا يغفر الذنوب الا أنت ثم ضحك قال فقيل ما يضحكك يا أمير المؤمنين قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل مثل ما فعلت وقال مثل ما قلت ثم ضحك فقلنا ما يضحكك يا نبي الله قال العبد أو قال عجبت للعبد إذا قال لا إله الا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي انه لا يغفر الذنوب الا أنت يعلم انه لا يغفر الذنوب الا هو).

فبتتبع الروايات يتبين لنا أن الروايات عن علي بن ربيعة لم تكن متحدة، فقد ذكر:

- أنه شاهد عليا رضي الله عنه، و مثله أنه رأى عليا رضي الله عنه.

- أنه كان ردف علي رضي الله عنه.

- أنه أخبره من شاهد عليا رضي الله عنه.

و أخرج المصنف في هذه التقدمة عن علي بن المديني بإسناد صحيح أنه قال: (ذكرت ليحيى بن سعيد حديث أبي إسحاق عن علي بن ربيعة قال: لا أراه سمعه من علي بن ربيعة).

و قد أثبت الإمام البخاري في التاريخ الكبير (6/ 273) لعلي بن ربيعة السماع من علي رضي الله عنه،

و مما يؤيد ما جزم به الإمام البخاري رحمه الله: أن علي بن ربيعة روى حديثا صحح إسناده الحافظ في تغليق التعليق (2/ 421) قال: (خرجنا مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه متوجهين ها هنا وأشار بيده إلى الشام فصلى ركعتين ركعتين حتى إذا رجعنا ونظرنا إلى الكوفة حضرت الصلاة فقالوا يا أمير المؤمنين هذه الكوفة نتم الصلاة قال لا حتى ندخلها.

ورواه أيضا من رواية الثوري عن وقاء.

وهكذا أخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن الثوري به و إسناده صحيح أخرجه الحاكم في مستدركه) انتهى.

قلت: لكنه من رواية وقاء بن إياس عن علي بن ربيعة ووقاء هذا قال فيه الحافظ نفسه في التقريب: (لين الحديث).

2 - عدم سماع أبي إسحاق للحديث من علي بن ربيعة:

و أخرج المصنف في العلل أيضا (1/ 272): (قال: أخبرنا عبد الرحمن بن بشر النيسابوري فيما كتب إلي قال ذكر عبد الرحمن ابن مهدي حديث علي بن ربيعة الذي رواه قال: كنت ردف علي فلما ركب قال سبحان الله الذي سخر لنا هذا، فسمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول قال شعبة: فقلت لأبي إسحق: ممن سمعته؟ قال من يونس ابن خباب؟ فأتيت يونس بن خباب فقلت ممن سمعته فقال من رجل رواه عن علي بن ربيعة) انتهى.

قلت: و رواية يونس تقدمت و قد عرفت ما فيها، و الرجل المبهم قد يكون شقيق الأزدي كما بينته رواية الطبراني في الأوسط و قد تقدمت. و بهذا يكون مرد الرواية إلى يونس بن خباب و قد عرفت ما فيها.

لكن جاء في بعض الروايات أن أبا إسحاق السبيعي صرح بالسماع عند: عبد بن حميد (59) و البيهقي في الكبرى (5/ 252) و البغوي في المعالم (4/ 135) و لم يقع هذا إلا في رواية معمر عنه، و كل الذين ذكرناهم لم يرووه عنه إلا معنعنا.و الوهم في ذكر صيغة التحديث قد يقع فيه الثقات، و الصحيح أنه لم يصرح بالسماع كما جزم هو بنفسه، وكما يرجح من رواية الكثرة من الثقات، و لا يلتفت إلى التصريح بالسماع إذا ثبت بالقرائن أن ذلك متعذر في الرواية

و الراجح خلافه، كما نبه على هذا النقاد من المتقدمين.

و الذي يترجح لدينا في ضوء ما سبق، أن أبا إسحاق لم يسمعه من علي.

خلاصة القول:

- طريق أبي إسحاق السبيعي في نقدنا معلة بعدم سماعه لهذا الحديث من علي بن ربيعة كما صرح هو بنفسه و جزم به أئمة النقد و العلل، ثم لرجوعها إلى رواية يونس بن خباب و قد علمت ضعفه الشديد.

- لا نسلم أن علي بن ربيعة لم يسمع من علي رضي الله عنه مطلقا لما سبق نقله عن البخاري، لكن ما جاء من أدلة في عدم سماعه لهذا الحديث لا سيما معضودا بما أخرجه أحمد عن عبد الرزاق، يقوي الظن في هذا الإتجاه و الله أعلم.

- قد بان أنه لم تسلم طريق مما خرجناه سابقا من مقال و بعضها أشد ضعفا من بعض و مرد ذلك كله إلى:

1 - طريق علي بن ربيعة: و جاءت عنه من رواية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير