تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعلم الله - جلّ في علاه -، ثمّ بعض أعضاء الملتقى، أنّني كنت قد قرّرت أن أنقطع عن الكتابة في المنتديات؛ لأسباب ليس هذا مجال ذكرها ... لكن لمّا طفح الكيل، ووقع الويل ... رأيت أنّ ذمّتي لن تبرأ إلاّ بهذا البيان الذي أسأل الله - تعالى - أن يكون مفتاحا للخير، مغلاقا لباب إن ترك مشرعا؛ أدّى إلى خطوب تدمي القلوب ...

وقد أسفت؛ إذ لم أر انتصارا لرجل نصر السّنّة وأهلها، وأمضى حياته مجاهدا بلسانه وبنانه ... غفر الله له، ورحمه، وتجاوز عنّي وعنه ...

لا أكتمكم أنّني رأيت بعض الإخوة قد تجاوز الحدّ في تجريد الشّيخ مقبل من الفقه ... وهذا إجحاف لا يليق بنبيه، وأنا أعلم بعض الأسباب والملابسات التي تحمل على ذلك ... لكن ذلك كلّه لا يحمل اللّبيب أن يركب الصّعب؛ للنّيل من رجل نذر نفسه لنصرة السّنّة وأهلها، وهو بشر يصيب ويخطي ... وإذا بلغ الماء قلّتين؛ لم يحمل ( ... ).

وليعلم الغامز - غير معلّم - أنّ الشّيخ - رحمه الله رحمة واسعة، وكبت وبتّ شانئيه - درس في معهد الحرم المكّيّ سبع سنين، ثمّ درس أربع سنوات في الجامعة الإسلاميّة، بطيبة الطيّبة؛ فحصل على شهادة كلّيتي الشّريعة والدّعوة، وكان من أنجب طلبة الجامعة بشهادة كبار شيوخنا وشيوخه بالجامعة، ثمّ نال درجة العالميّة في حالة تستخرج العَبرة من ذوي العِبرة ... = فرجل يدرس الفقه عند علماء مكّة في زمن كان فيه فحول العلماء في حدود سنة 1385 إلى سنة 1392، ثمّ في المدينة من 1392 إلى سنة 1399 ... ثمّ جرت خطوب وكوائن لست أذكرها ... فظنّ خيرا ولا تسأل عن الخبر ...

لا يقبل البتّة ممّن درس على مقاعد الدّراسة النّظاميّة على (أناس) لا أريد أن أغمس يراعي؛ لتعريتهم = أن يتحكّم ... وأن يعيدها جذعة؛ حربا بين مدرسة أهل الحديث والأثر، ومدرسة أهل الفقه والنّظر = بين مدرسة شعارها التّليد، ومهيعها السّديد الرّشيد:

العلم قال الله قال رسوله ***** قال الصّحابة ليس بالتّمويه

ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ***** بين الرّسول ورأي فقيه

وبين مدرسة توغّل كثير من أصحابها في الرّأي، ووصل الأمر ببعض روادها إلى ردّ السّنن، راكبين مهيعا لا أحبّ أن أصفه وأكشفه ...

والمنصف يوقن أنّه قد وقع بين الرّفقاء - الفرقاء - وقائع وكوائن، يعتبر بها اللّبيب، ويتحاماها ويتحاشاها الأريب، ويسعى - جهده - لردم الفصام الذي حيك وحبك بين الفريقين ...

وعقلاء المدرستين لا يرضون بما حصل، ويحصل، من مهاترات، كان يجب أن يوجّه الجهد المستفرغ فيها في حرب الكفرة والفجرة، وأعداء التّوحيد و السّنّة ... وكأنّني بالسّلفيّين الأثريّين: ابن تيميّة الحنبليّ، والذّهبيّ الشّافعيّ، وابن أبي العزّ الحنفيّ - حفيدهما بالتّلمذة -، والشّاطبيّ المالكيّ = كانوا يستحون حين رقمهم بعض ما جرى من الفرقاء، الذين كان يجب أن يسعوا ليكونوا رفقاء ...

ورحم الله الطّحاويّ الحنفيّ القائل في عقيدته السّائرة الطّائرة:

" وعلماء السّلف من السّابقين، ومن بعدهم من التّابعين: أهل الخبر والأثر، وأهل الفقه والنّظر = لا يذكرون إلاّ بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السّبيل ".

ورفع الله درجة مدبّج كتاب " الاتّباع " الذي أحسن التّعليق على سلفه في شرح كتابه، وأبدع في (براعة اختتام) شرح كلامه؛ بذكره قوله تعالى:

{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.

والواجب أن نتعاون جميعا على نصرة دين الله - عزّ وجلّ -، وألاّ ننال من أكابرنا، وأن نكون يدا واحدة على أعداء التّوحيد والسّنّة ...

ولا يجوز البتّة لفقيه أن يطعن في محدّث، ولا لمحدّث أن يطعن في فقيه، إلاّ إن خرج عن السّبيل، ويكون الرّدّ بالدّليل، على الرّسم الذي رسمه أئمّة الجرح والتعديل ... وللإمام المعلّميّ اليمنيّ - رحمه الله، وأكرم مأواه - تأصيل وتفصيل لكلّ ما أشرت إليه في كتابه الحفيل الجليل " التّنكيل، بما في تأنيب الكوثريّ من الأباطيل " ...

وأرجو ألاّ يطول المراء في هذا، كما قد جرى في مواضيع سابقة ...

ورحم الله امرءا عرف قدره؛ فلم يتجاوزه (1).

وكلامي عن الشّيخ - رحمه الله تعالى - كلام خبير به، عارف به؛ فلست - بحمد الله - ممّن يهرف بما لا يعرف ...

وأرجو - مؤكّدا مشدّدا - ألاّ يقتحم هذا الموضوع من لا ناقة له - فيه - ولا جمل، ولا أتعب رحله ولا ارتحل ... فقد بلينا بأناس يتعشّقون تقحّم المقحمات ...

ومن هذى بعد ذا؛ فلا يلومنّ إلاّ نفسه، وسيعلم أيّ مهلك أوقع فيه نفسه ...

وليعلم أنّ أصل ما كتبته الآن رسالة خاصّة ... ثمّ حوّرتها وعمّمتها؛ لأمور اقتضت ذلك ...

كتبته - وأنا مصدور مفؤود - ناصحا متأثّما؛ فلا يجدنّ النّاصح لنفسه في نفسه موجدة ...

وأرجو التّأمّل - مليّا - في البيتين الظّاهرين في توقيعي ...


(1) لا أصل لهذا مرفوعا، وإن عزاه بعض مجازفي عصرنا إلى النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولا أثر له حتّى في الكتب التي حشدت وحشرت الأكاذيب الموضوعة، والأخلوقات المصنوعة ...
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير