[تأويل لحديث الإفتراق ....]
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[02 - 12 - 05, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله بركاته ...
سمعت من يقول أن المقصود بقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فى حديث الافتراق " أمتي " أي أمة الدعوة بما فيها من يهود ونصارى وغيرهم وليس المقصود أمة الإجابة ...
فما الرد عليه ...
(أتمنى الرد تفصيلاً)
وجزاكم الله خيرا ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[02 - 12 - 05, 01:36 ص]ـ
سأجيبك أخي من خلال ما علق من ذاكرتي .. إذا كان المقصود هي أمة الدعوة فإن سياق الحديث (فيما أعتقد) سيكون ركيكا، إذ أن الحديث يخص كل فرقة بانقسام خاص بها، وعليه فالسياق لا يتسع لهكذا مفهوم.
بالمناسبة، لم تذكر لنا صاحب هذا الرأي ... آمل ألا يكون من أنصاف طويلبي العلم.
أخيرا أذكر أنني قرأت كلاما طيبا عن حديث الفرقة الناجية في كتاب (السلفية وقضايا العصر)، للدكتور عبد الرحمن الزنيدي-دار إشبيليا للنشر-الرياض، وأصل الكتاب رسالة دكتوراه في قسم الثقافة الإسلامية نال بها صاحبها الدكتوراه مع مرتبة الشرف، وتوصية بالطبع .. أنصحك بقراءته.
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[02 - 12 - 05, 03:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
وجزاك الله خيراً أخى أبو مالك على اهتمامك بالموضوع وأتمنى أن تستفيض فى الرد بارك الله فيك ...
أما من قال هذا الرأي فهو أحد الأساتذة بجامعة الأزهر ولا أحب أن أذكر اسمه ...
وأقول لك أخي الكريم -نفع الله بعلمك- أن ما أدين الله به أن الأمة المقصودة فى هذا الحديث هي أمة الإجابة، ولكنى أحببت معرفة الرد على هذا القول إن قاله لي أحد (وقد قيل لي بالفعل) ...
فأتمنى التوسع بالرد منك ومن باقي الأخوة بارك الله فيكم ونفع بكم ..
وجزاكم الله خيرا ..
والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 12 - 05, 06:06 ص]ـ
الحمد لله
لفظ الحديث: عن أبي عامر الهوزني عن معاوية بن أبي سفيان أنه قام فينا فقال: ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال: «إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابَ افْتَرَقُوا فِي دِينِهِمْ عَلَى اثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً –يَعْنِي الْأَهْوَاءَ–، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلا وَاحِدَةً، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ. وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَجَارَي بِهِمْ تِلْكَ الْأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلْبُ بِصَاحِبِهِ، فلا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلا مَفْصِلٌ إِلا دَخَلَهُ».
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَفَرَّقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ أَوْ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً. وَالنَّصَارَى مِثْلَ ذَلِكَ. وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً».
عن أبي الصهباء البكري [27] قال: سمعت علي بن أبي طالب، وقد دعا رأس الجالوت وأسقف النصارى. فقال: «إني سائلكم عن أمرٍ، وأنا أعلم به منكما، فلا تكتماني. يا رأس الجالوت، أنشدتك الله –الذي أنزل التوراة على موسى، وأطعمكم المن والسلوى، وضرب لكم في البحر طريقاً، وأخرج لكم من الحجر اثنتي عشرة عيناً، لكل سبط من بني إسرائيل عين– إلا ما أخبرتني على كم افترقت بنو إسرائيل بعد موسى؟ فقال له: ولا فرقة واحدة. فقال له –على ثلاث مرار–: «كذبت. والله الذي لا إله إلا هو لقد افترقت على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة». ثم دعا الأسقف فقال: «أنشدك الله الذي أنزل الإنجيل على عيسى، وجعل على رحله البركة، وأراكم العبرة، فأبرأ الأكمه، وأحيا الموتى، وصنع لكم من الطين طيوراً، وأنبأكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم». فقال: «دون هذا أصدقك يا أمير المؤمنين». فقال: «على كم افترقت النصارى بعد عيسى من فرقة»؟ فقال: لا والله ولا فرقة. فقال –ثلاث مرار–: «كذبت. والله الذي لا إله إلا هو لقد افترقت على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة. فأما أنت يا زفر فإن الله يقول] ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون [فهي التي تنجو. وأما أنت يا نصراني فإن الله يقول] منهم أمةٌ مقتصدةٌ وكثير منهم ساء ما يعملون [فهي التي تنجو. وأما نحن فيقول] وممن خلقنا أمةٌ يهدون بالحق وبه يعدلون [وهي التي تنجو من هذه الأمة».
عن شريك البرجمي (مستور ذكره ابن حبان في الثقات)، قال حدثني زاذان أبو عمر (ثقة)، قال: قال علي: «يا أبو عمر. أتدري على كم افترقت اليهود؟».قلت: «الله ورسوله أعلم». فقال: «افترقت على إحدى وسبعين فرقة، كلها في الهاوية إلا واحدة وهي الناجية. والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، كلها في الهاوية إلا واحدة هي الناجية. يا أبا عمر. أتدري على كم تفترق هذه الأمة؟». قلت: «الله ورسوله أعلم». قال: «تفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في الهاوية إلا واحدة وهي الناجية». ثم قال علي: «أتدري كم تفترق فيَّ؟». قلت: «وإنه يفترق فيك يا أمير المؤمنين؟!». قال: «نعم. اثنتا عشرة فرقة، كلها في الهاوية إلا واحدة فيّ الناجية وهي تلك الواحدة –يعني الفرقة التي هي من الثلاث والسبعين– وأنت منهم يا أبا عمر».
فهذه الشبهة الواهية يدندن عليها البوطي، لا تتناسب مع لفظ الحديث. لأن الحديث يخبر عن تفرق هذه الأمة مثلما تفرق اليهود ومثلما تفرق النصارى. مما يفهم منه بالضرورة أن اليهود والنصارى غير داخلين في هذه الأمة، وبالتالي فليست هي أمة الدعوة.