و عن أوس بن عبد الله الربعي أنّه كان يقول: (لأن يجاورني القردة و الخنازير في دار، أحب إليّ من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء).
[رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد: 1/ 131، و ابن بطة في الإبانة الكبرى: 2/ 467].
يتبع،،
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[02 - 12 - 05, 03:05 م]ـ
قال الإمام الطحاوي رحمه الله: (نسأل الله أن يثبتنا على الإيمان، و يختم لنا به، و يعصمنا من الأهواء المختلفة، و الآراء المتفرقة، و المذاهب الرديّة، من الذين خالفوا السنّة و الجماعة، و حالفوا الضلالة، و نحن منهم براء، و هم عندنا ضلال و أردياء).
[شرح الطحاوية، لابن أبي العز، ص: 520]
قلت: و ما أكثر المذاهب الضالة و الجماعات المضلة يا شيخنا .. ألا إني أسأل الله تعالى أن يردهم إلى دينهم رداً جميلاً و أن يطهر رءوسهم من البدع و الضلال.
و قال الإمام البغوي رحمه الله: (و قد مضت الصحابة و التابعون، و أتباعهم، و علماء السنن على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدع و مهاجرتهم).
[شرح السنّة، للبغوي: 1/ 227]
قلت: و أنا متبع لنهج الصحابة و التابعون و أتباعهم و علماء السنن.
و قال الشاطبي: (إن فرقة النجاة، و هم أهل السنة، مأمورون بعداوة أهل البدع، و التشريد بهم، و التنكيل بمن انحاش إلى جهتهم، و نحن مأمورون بمعاداتهم، و هم مأمورون بموالاتنا و الرجوع إلى الجماعة).
[الاعتصام، للشاطبي: 1/ 120].
قلت: ما أعظم هذه القوة و العزة في الدين .. لا الهوان و المذلة و الخذلان!!
يقول: ((و نحن مأمورون بمعاداتهم، و هم مأمورون بموالاتنا و الرجوع إلى الجماعة))، و نحن نقول: ((بل نحبهم و نتودد إليهم لعلهم يرجعوا إلى الحق .. )) و كذبنا!! .. فإن معاداتك لهم و هجرك لهم في بدعتهم على قدر ما فيهم من بدعة و موالاتهم على ما هم فيه من خير هو أنكل بهم و أردع لهم .. و لن تجد لسنة الله تحويلاً.
و قال الإمام أبو عثمان إسماعيل الصابوني رحمه الله حكايةً عن أهل السنّة: (و يبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، و لا يحبونهم، و لا يصحبونهم).
[عقيدة السلف أصحاب الحديث، للصابوني، ص: 118].
قلت: عجباً لقوم .. يقولون عن أصحاب البدع و الأهواء .. هم رجال نحسبهم على خير!!!
و وصفهم بأنهم (يحابّون في الدين، و يتباغضون فيه، و يتقون الجدال في أصول الدين، و الخصومات فيه، و يجانبون أهل البدع و الضلالات، و يعادون أصحاب البدع و الأهواء المرديات الفاضحات).
[عقيدة السلف أصحاب الحديث، للصابوني، ص: 117].
قلت: إن البغض في الله .. أصبح للأسف من نوادر هذا الزمن - إلا من رحم الله - فتجد الناس قد يحبون النصارى بقولهم: الراجل ده طيب و جدع!! .. فلا عجب إن أحبوا أهل البدع من المسلمين!! .. و إنا لله و إنا إليه راجعون، و ساعد على ذلك ضياع العلماء و التضييق على من هم على المنهج القويم لتصحيح عقائد الناس فأصبحنا في ظلمات لا تكد ترى يديك منها .. فاللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن.
و قد تحقق معنى البراءة من أهل الأهواء عند سلفنا الصالح فأعرضوا عنهم، و أعلنوا البراءة منهم، و أذاعوا بين الناس كراهيتهم و بغضهم كما يلي في الرسالة القادمة بإذن الله ..
يتبع،،
ـ[مشرف منتدى نور الإسلام]ــــــــ[02 - 12 - 05, 03:06 م]ـ
قد تحقق معنى البراءة من أهل الأهواء عند سلفنا الصالح فأعرضوا عنهم، و أعلنوا البراءة منهم، و أذاعوا بين الناس كراهيتهم و بغضهم كما يلي:
فعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه أنه قال: (ما في الأرض قوم أبغض إليّ أن يجيئوني فيخاصموني من القدريّة في القدر، و ما ذاك إلا أنّهم لا يعلمون قدر الله، و أنّ الله عزّ وجل لا يُسأل عمّا يفعل و هم يُسألون).
[رواه الآجري في الشريعة برقم 213].
و عن ابن عمر رضي الله عنه أنّه قال في أهل القدر: (أخبرهم أني بريء منهم، و أنهم مني براء).
[رواه البغوي في شرح السنّة (1/ 227) و روى نحوه عبد الله بن الإمام أحمد في شرح السنّة (2/ 420) و رواه الآجري في الشريعة، ص: 205، و اللالكائي (2/ 588) و غيرهم].
¥