تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال: وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! إني سمعت الله يقول: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} [النور: 63].

فهذا فقه الصحابة والتابعين والأئمة، وأما أهل البدع فيقولون: وأي فتنة، إنما هي ذكر وصلاة وأميال نتقرب بها إلى الله!

فلا ينبغي لعاقل أن يغتر بكلام هؤلاء، فإن الشيطان قد زين لهم أعمالهم، وكرهوا أن يخالفوا شيوخهم وأرباب طريقتهم.

قال سفيان بن عيينة رحمه الله: البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، لأن المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها.

واعلم أنه ما ابتدع إنسان بدعة إلا وترك من السنة مثلها أو أعظم منها، ولهذا تجد أصحاب الأذكار المخترعة أجهل الناس بالأذكار النبوية التي واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فقلما يوجد منهم من يقول في صباحه ومسائه: سبحان الله وبحمده مائة مرة، أو يقول: أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وملة أبينا إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين. أو يقول: أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده. أو يقول: سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته.

إلى غير ذلك مما يمكنك الوقوف عليه في الكتب المعنية بأذكار الصباح والمساء وغيرها.

والحاصل أنه لا يجوز لك أن تشارك والديك في هذه الأذكار المبتدعة، بالأعداد التي ذكرت.

وأما ما ذكرته عن سورة الفيل، ورمي الأحجار عند قوله {ترميهم} فهذه خرافة وشعوذة، لا يجوز الإقدام عليها ولا التقرب إلى الله بها، وما أكثر الأعداء الذين واجههم الرسول صلى الله عليه وسلم، فلم يدع عليهم بهذه الطريقة، وإنه ليخشى أن يكون في ذلك تقرب إلى الشياطين واستعانة بهم.

وأما اعتقاد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان نورا، فهذا لا أصل له، ولم يرد به كتاب ولا سنة صحيحة، وقد أخبرنا الله تعالى أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم بشر مثلنا، غير أن الله تعالى فضله بالوحي والرسالة، فقال: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد} [الكهف: 110]

وقال: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين} [فصلت: 6].

ومن غلاة المتصوفة من يعتقد أنه نور، وأنه أول خلق الله، ومن نوره خلقت المخلوقات، وهذا كذب وضلال، وليس لهم فيه مستند إلا حديث باطل موضوع.

نسأل الله أن يجنبك ووالديك البدع وأهلها.

والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير