تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التاسع أن المؤمن احوج الناس إلى أن يدعى له بالمغفرة والرحمة والنجاة من العذاب واما النبي فغير محتاج أن يدعى له بذلك فالصلاة عليه زيادة في تشريف الله له وتكريمه ورفع درجاته وهذا حاصل له وان غفل عن ذكره الغافلون فالامر بالصلاة عليه احسان من الله للامة ورحمة بهم لينيلهم كرامته بصلاتهم على رسوله بخلاف غيره من الأمة فإنه يحتاج إلى من يدعو له ويستغفر له ويترحم عليه ولهذا جاء الشرع بهذا في محله وهذا في محله

العاشر انه لو كانت الصلاة على غيره سائغة فإما أن يقال باختصاصها ببعض الأمة أو يقال تجوز على كل مسلم

فإن قيل باختصاصها فلا وجه له وهو تخصيص من غير مخصص وان قيل بعدم الاختصاص وانها تسوغ لكل من يسوغ الدعاء له فحينئذ تسوغ الصلاة على المسلم وان كان من أهل الكبائر فكما يقال اللهم تب عليه اللهم اغفر له يقال اللهم صل عليه وهذا باطل

وان قيل تجوز على الصالحين دون غيرهم فهذا مع انه لا دليل عليه ليس له ضابط فإن كون الرجل صالحا أو غير صالح وصف يقبل الزيادة والنقصان وكذلك كونه وليا لله وكونه متقيا وكونه مؤمنا كل ذلك يقبل الزيادة والنقصان فما ضابط من يصلى عليه من الأمة ومن لا يصلى عليه

قالوا فعلم بهذه الوجوه العشرة اختصاص الصلاة بالنبي وآله

وخالفهم في ذلك آخرون فقالوا تجوز الصلاة على غير النبي وآله

قال القاضي أبو الحسين بن الفراء في رؤوس مسائله وبذلك قال الحسن البصري وخصيف ومجاهد ومقاتل بن سليمان ومقاتل بن حيان وكثير من أهل التفسير قال وهو قول الإمام احمد نص عليه في رواية أبي داود وقد سئل اينبغي أن يصلي على أحد إلا على النبي قال اليس قال علي لعمر رضي الله عنهما صلى الله عليك قال وبه قال اسحاق بن راهويه وابو ثور ومحمد بن جرير الطبري وغيرهم وحكى أبو بكر بن أبي داود عن ابيه ذلك قال أبو الحسين وعلى هذا العمل واحتج هؤلاء بوجوه

أحدها قوله سبحانه وتعالى (خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم) التوبة 103 فأمر سبحانه أن يأخذ الصدقة من الأمة وان يصلي عليهم ومعلوم أن الأئمة بعده يأخذون الصدقة كما كان يأخذها فيشرع لهم أن يصلوا على المتصدق كما كان يصلى عليه النبي

الثاني في الصحيحين من حديث شعبة عن عمرو عبن عبد الله بن أبي اوفى قال كان النبي إذا اتاه قوم بصدقتهم قال اللهم صل على آل فلان فأتاه أبي بصدقته فقال اللهم صل على آل أبي اوفى

والاصل عدم الاختصاص وهذا ظاهر في انه هو المراد من الاية

الثالث ما رواه حجاج عن أبي عوانة عن الاسود بن قيس عن نبيه العنزي عن جابر بن عبد الله أن امرأة قالت يا رسول الله صل علي وعلى زوجي فقال صلى الله عليك وعلى زوجك رواه احمد وابو داود في السنن

الرابع ما رواه ابن سعد في كتاب الطبقات من حديث ابن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله أن عليا دخل على عمر وهو مسجى فلما انتهى اليه قال صلى الله عليك ما أحد القى إلى الله بصحيفته احب الي من هذا المسجى بينكم

الخامس ما رواه اسماعيل بن اسحاق حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا نافع بن عبد الرحمن أبي نعيم القارئ عن نافع عن ابن عمر انه كان يكبر على الجنازة ويصلي على النبي ثم يقول اللهم بارك فيه وصل عليه واغفر له واورده حوض نبيك

السادس أن الصلاة هي الدعاء وقد امرنا بالدعاء بعضنا لبعض احتج بهذه الحجة أبو الحسين

السابع ما رواه مسلم في صحيحه من حديث حماد بن زيد عن بديل عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة قال إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها قال حماد فذكر من طيب ريحها وذكر المسك قال ويقول أهل السماء روح طيبة جاءت من قبل الأرض صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه وذكر الحديث

هكذا قال مسلم عن أبي هريرة موقوفا وسياقه يدل على انه مرفوع فإنه قال بعده وان الكافر إذا خرجت روحه قال حماد وذكر من نتنها وذكر لعنا ويقول أهل السماء روح خبيثة جاءت من قبل الأرض قال فيقال انطلقوا به إلى آخر الاجل قال أبو هريرة فرد رسول الله ريطة كانت على انفه هكذا وهذا يدل على أن رسول الله حدثهم بالحديث وقد رواه جماعة عن أبي هريرة مرفوعا منهم أبو سلمة وعمر بن الحكم واسماعيل السدي عن أبيه عن أبي هريرة وسعيد بن يسار وغيرهم

وقد استوفيت الكلام على هذا الحديث وامثاله في - كتاب الروح -

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير