يترجح لدي القول الثاني القائل بالإباحة لقوة ما استصحب، أما القول الأول فنحن نتفق معه أن الضرر المتحقق المعتبر يُحرِّمها، والتدليس يُحرِّمها.
أما قولهم أنها تغيير لخلق الله، فنقول:
تغيير خلق الله المنهي عنه هو أن يعمل في الجسد عملاً يُغير من خلقته تغييراً باقياً دائماً، بخلاف ما مؤقتاً أو كان طمساً أو زيادة (كمساحيق التجميل)
فما ترجيح مشايخنا الكرام؟
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[06 - 12 - 05, 11:32 ص]ـ
العدسات الملونة والرموش الصناعية إنما تفعلها النساء من أجل الزينة من غير حاجة طبية إلى ذلك وهذا كله داخل في تغيير خلق الله تعالى وهو أمر منهي عنه ومتوعد عليه باللعن فهو بذلك كبيرة من الكبائر، أما القول أن التغيير لا يمنع إلا إذا كان تغييرا دائما فليس على ذلك دليل، وكذلك القول أن التغيير لا يمنع في حق الزوج فذلك أيضا لا دليل عليه بل هو مخالف للدليل، ولدي بحث طويل في شرح هذه المسألة ذكرت فيما ذكرت فيه ضوابط التغيير الممنوع أعرضه عليكم وجزى الله خيرا من دلني على خطأ أو قصور فيه فإلى البحث:
باب تحريم تغيير خلق الله للحسن والزينة
قال عبد الله بن مسعود: "لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ تَعَالَى مَالِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ النَّبِيُّ ? وَهُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ) "
اللغة:
لعن:لعن يلعن لعنا:طرد وأبعد، واللعن:الطرد والإبعاد.
الواشمات: جمع مفرده واشمة، والواشمة هي الفاعلة للوشم، والوَشْم:أن يغرز في العضو المراد وشمه إبرة أو نحوها حتى يسيل الدم، ثم يُحشى ذلك الموضع بنورة أو نحوها فيخضر، وقد يفعل ذلك بدوائر أو نقوش ورسوم، وقد يكثر وقد يقل، والفاعلة هي الواشمة، والمفعول بها ذلك هي موشومة، وقد يكون ذلك أيضا بالخِيلان التي تجعل في الوجه بكحل أو مداد.
المستوشمات:جمع مفرده مستوشمة وهي التي تطلب فعل الوشم
النامصات والمتنمصات: النامصات جمع نامصة والنَّمْص رقة الشعر ودقته، والنمص أيضا نتف الشعر، وتنمصت المرأة:أخذت شعر جبينها بخيط لتنتفه، والنامصة:المرأة التي تزين النساء بالنمص أي تزيل الشعر من الوجه، ويقال:إن النمص مختص بإزالة شعر الحاجبين لترفيعهما أو تسويتهما.
المتنمصات:جمع مفردة متنمصة وهي التي تطلب فعل ذلك بها.
المتفلجا ت:جمع مفرده متفلجة، والفَلَج في الأسنان:تباعد ما بين الثنايا والرباعيات خِلْقة، فإن تُكِلِّف فهو التفلج، والمتفلجة التي تطلب الفلج أو تصنعه، بأن تبرد ما بين أسنانها الثنايا والرباعيات، والفلج بمعنى الوشر، والوشر أن تحدد المرأة أسنانها وترققها، والواشرة التي تفعل ذلك، والموتشرة التي تأمر من يفعل بها ذلك.
للحسن:طلبا للحسن ورغبة فيه
شرح الحديث:
خلق الله تعالى الخليقة على النحو الذي أراده، فجعل للإنسان خلقته، وجعل للحيوان خلقته، ثم نوع ذلك أنواعا، والله تعالى أحسن كل شيء خلقه، وهو يريد لهذه الخلقة أن تبقى على النحو الذي خلقها عليه، فإن الخلق من عمل الخلاق، والله تعالى هو الخلاق العليم، فكان تغيير شيء من هذه الخلقة فيه تشبه بعمل الخلاق العليم، كما كانت التصاوير فيها مضاهاة لخلق الله تعالى، لذلك كان تغيير خلق الله من كبائر الذنوب التي لعن الله تعالى من فعلها أو طلب فعلها، وتغيير خلق الله هو مما يأمر به الشيطان ويحض عليه، كما قال الله تعالى عما توعد به الشيطان بني آدم:"ولآمرنهم فليغيرن خلق الله"
حكم تغيير خلق الله:
تغيير خلق الله تعالى من كبائر الذنوب، وقد دل على عدها كبيرة لفظ "لعن" إذ قد ذكر العلماء أن من علامات الكبيرة لعن فاعلها، ويستوي في الحكم بذلك، الطرق كلها التي يتم بها التغيير، سواء أكان ذلك عن طريق النمص، أو الوشم، أو التفلج، كما دل عليه حديث الباب، أو كان التغيير بوصل الشعر بشعر آخر كما دل على ذلك قوله ?:"لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة " والواصلة:هي التي تصل شعر المرأة بشعر آخر، والمستوصلة:هي التي تطلب فعل ذلك بها.
¥