تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل يحسب للمسلم أجر العبادات إن كان ماله حراما]

ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[09 - 12 - 05, 07:44 م]ـ

بسم الله الرحمان الرحيم

هل يحسب للمسلم أجر العبادات إن كان ماله حراما، علما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال " إن الله تعالى طيبب لا يقبل إلا طيبا " أم أن الأمر يتعلق بجهتان منفكتان لا علاقة لأحدهما بالأخرى؟

ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[11 - 12 - 05, 07:32 م]ـ

لا زلت أنتظر الجواب.

ـ[محمد رشيد]ــــــــ[15 - 12 - 05, 01:19 ص]ـ

هل تقصد بالعبادات، العبادات المالية؟ .. أما هذا فنعم .. إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا

ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[17 - 12 - 05, 11:34 م]ـ

سأعيد صياغة السؤال

إن كنت أصلي و أصوم و أزكي ... لكن مطعمي حرام و مشربي و ملبسي حرام، فهل صلاتي و زكاتي و صيامي لي أجر عليها ... أم أنني كمن يسقط الدين عن نفسه فقط.؟

ـ[ابو بكر جميل بن صبيح]ــــــــ[22 - 12 - 05, 11:04 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:

في قصة خيبر وما أخرج من حصن الصعب بن معاذ قال: وزقاق خمر فأهريقت , وعمد يومئذ رجل فشرب منه , فرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكره ذلك وخفقه بنعله وأمرهم فخفقوه بنعالهم , وكان يقال له: عبد الله الحمار , وكان لا يصبر عن الشراب فضربه رسول الله مرارا , فقال عمر: اللهم العنه , ما أكثر ما يضرب! فقال: لا تفعل يا عمر , فإنه يحب الله ورسوله. و قال شيخ الاسلام في المنتهاج: حديث ثابت و ضعفه غيره.

المعنى أنه اثبت له " حب الله و رسوله " مع أنه كان سكرانا ً و " حب الله و رسوله " المذكور هنا هو من باب " الفضل " اي من باب الشئ الزائد على الأصل والا لو كان شيئا لا تبرأ الذمة الا به لما مدحه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بذلك فليس كل مسلم (يتضح) عليه حب الله و رسوله. و قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده ... الحديث " يراد به كمال الايمان و الا قل من تجده مسلما بهذا القيد.

و المسألة في العبادات مشهورة كأن يصلي في ثوب حرير و غير ذلك وليس فيها نص صريح غير حديث ورد عند ابي داود بعدم قبول من صلى في الحرير و هو حديث ضعيف و يعضد عدم البطلان حديث الخاتم عند مسلم الذي صلى به الصحابي ثم نزعه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فالقاه ولم يأمره باعادة صلاه غير ان الخاتم ليس داخل في شروط الصلاه.

و ثبت في الاحاديث الصحيحة عن امرأة من بني اسرائيل انها كانت زانية ومع عهرها و فجورها سقت كلبا قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " فشكر الله لها فغفر لها " ومعلوم أن سقيا الكلب ليست فرضا على بني اسرائيل وانما تطوع ومع هذا شكر الله لها و أثابها على ذلك و غفر لها.

و في السلسلة الصحيحة للالباني بسند جيد:" مر رجل ممن كان قبلكم بجمجمة، فنظر إليها، فحدث نفسه بشيء ثم قال: يا رب! أنت أنت، وأنا وأنا، أنت العواد بالمغفرة، وأنا العواد بالذنوب! وخر لله ساجدا، فقيل له: ارفع رأسك، فأنت العواد بالذنوب، وأنا العواد بالمغفرة، فرفع رأسه، فغفر له" و حسنه ابن عدي في الكامل. ومعلوم أن هذه السجدة لم تكن فرضا على هذا الرجل العواد بالذنوب ومع هذا تقبلها الله عز وجل و غفر له بها.

و ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال في صدقات الكفار أن الله عز وجل يثيبهم عليها في الدنيا و ليس لهم يوم القيامة شئ في احاديث اثبتها الالباني في صحاح كتبه فان كان هذا حال الكافر في تفضله فكيف بحال المسلم؟

و كذلك ما جاء في الصحيح من أن الله عز وجل يكافئ - احسبه - ابا لهب على اعتاقه جاريته التي بشرته بمولد رسول الله وجعلها مرضعة له بان يفجر له في ابهام يده ماء يمصه في جهنم.

و ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة:" لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده و يسرق الحبل فتقطع يده " ومعلوم ان السارق مأكله و مشربه حرام ولو كان يترتب على ذلك رد كل عمل له يبتغي به وجه الله عز وجل للامه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لفقد كل ذلك الفضل العظيم ولم يقتصر في لومه على فقده ليده!.

ويقول الله عز وجل " ومن يعمل مثقال ذرة خير يره " و يقول تعالى " ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما " وهذه عمومات لا اعلم شيئا يخصصها الا في مسألة رد الدعاء والدعاء قد يكون مسألة فيكون حاجة وعبادة او يكون حاجة فقط كمسألة المضطر الذي لا يعني بها التذلل لله والخضوع بين يديه فقد يكون من الصالحات و قد لا يكون و قد يكون الشئ من الصالحات ولكن صاحبه ليس بمؤمن و لا مخلص فيه فلا يثاب عليه.

و إن قيل بأن المعصية إن خالطت البدن صار هذا البدن عاطلا عن عمل الصالحات لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " جسد نبت من السحت النار اولى به " فهذا دليل على دخوله النار ان لم يتب وليس دليل على بطلان كل عمل لذلك الجسد و الا فالمصلي يصلي وهو يوسوس و يفكر في اشياء يخجل المرء من ذكرها ومع هذا قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" ان الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها " فهذه معصية في حال الطاعة مرتبطة بذهن وقلب الانسان ومع هذا لم تبطل العبادة.

المعنى من كل هذا أن فضل الله واسع ولكن الله لا يعبد بالمعصيه و لا بالحرام و المال الحرام يفسد كل شئ وان لم يفعل فانه ينقص الاجر فثوب حرام وماء حرام ودار حرام ثم يقول " أصلي بها!!! " أين أجري؟

هذا أمر خطير حتى وان قيل بأن الله تعالى لا يظلم مثقال ذرة ....

والمسألة لها فروع من حيث الاجزاء ومن حيث التطوع فيما ليس فيه اجزاء ومن حيث ما يتصل و من حيث المنفك الذي لا يتصل ...

والله أعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير