تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وسبقه إلى ذلك ابن القيم في "المنار".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في أحاديث سئل عنها "رقم 23" من نسختي: (هذا ليس له إسناد عند أهل العلم , ولا هو في شيء من كتب المسلمين , إنما يروونه عن سنان , وليس معناه صحيحاً على الإطلاق , فقد يأكل مع المسلمين والكفار والمنافقون).

ضعف معنى كما تكونوا يولى عليكم

320 - (كما تكونوا يولى عليكم) حديث ضعيف.

ثم إن الحديث معناه غير صحيح على إطلاقه عندي , فقد حدثنا التاريخ يولي رجل صالح عقب أمير غير صالح , والشعب هو هو.

عدم جواز قيام الرجل للرجل

345 - (يقوم الرجل للرجل , إلا بني هاشم لا يقومون لأحدٍ) موضوع.

ومما يدل على وضع هذا الحديث أنه يقرر عادة تخالف ما كان الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم – وهو سيد بني هاشم- فإنهم كانوا لا يقومون له صلى الله عليه وسلم لما يعلمون من كراهيته لذلك , وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.

على أنه قد جاء ما يخالف هذا الحديث نصاُ , ولكن إسناده ضعيف عندنا , فلا يحتج به , وهو الحديث الآتي:

346 - (لا تقوموا كما تقوم الأعاجم , يعظم بعضها بعضاُ) ضعيف.

نعم , معنى هذا الحديث صحيح من حيث دلالته على كراهة القيام للرجل إذا دخل , وقد جاء في ذلك حديث صحيح صريح فقال أنس بن مالك رضي الله عنه (ما كان شخص في الدنيا أحب إليهم رؤية من رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكانوا لا يقومون له لما يعلمون من كراهيته لذلك) الصحيحة 358.

فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره هذا القيام لنفسه , وهي المعصومة من نزعات الشيطان , فبالأحرى أن يكرهه لغيره ممن يخشى عليه الفتنة , فما بال كثير من المشائخ وغيرهم قد استساغوا هذا القيام , وألفوه , كأنه أمر مشروع , كلا , بل إن بعضهم ليستحبه مستدلاُ بقوله صلى الله عليه وسلم (قوموا إلى سيدكم) , ذاهلين عن الفرق بين القيام للرجل احتراماُ , وهو المكروه , وبين القيام إليه لحاجة , مثل الاستقبال , والإعانة على النزول , وهو المراد بهذا الحديث الصحيح , ويدل عليه رواية أحمد له بلفظ (قوموا إلى سيدكم , فأنزلوه) الصحيحة رقم 67.

اجر من عشق وكتم وعف

409 - (من عشق وكتم وعف فمات فهو شهيد) موضوع

وقد عدا النبي صلى الله عليه وسلم الشهداء في الصحيح , فذكر المقتول في الجهاد , والحرق , والغرق , والمبطون , والنفساء يقتلها ولدها , وصاحب ذات الجنب , ولم يذكر منهم من يقتله العشق.

وحسب قتيل العشق أن يصح له هذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما على أنه لا يدخل الجنة حتى يصبر لله , ويعف لله , ويكتم لله , لكن العاشق إذا صبر , وعف , وكتم , مع قدرته على معشوقه , وآثر محبته لله , وخوفه , ورضاه , فهو من أحق من دخل تحت قوله تعالى (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) النازعات40 - 41 , وتحت قوله تعالى (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) الرحمن46.

قال ابن القيم: ((فإنَّ هذا الحديثَ لا يصِحُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز أن يكونَ من كلامه، فإنَّ الشهادة درجةٌ عالية عند الله، مقرونةٌ بدرجة الصِّدِّيقية، ولها أعمال وأحوال، هى شرط فى حُصُولها، وهى نوعان: عامةٌ وخاصةٌ.

فالخاصة: الشهادةُ فى سبيل الله.

والعامةُ خمسٌ مذكورة فى ((الصحيح)) ليس العشقُ واحداً منها. وكيف يكون العشقُ الذى هو شِرْكٌ فى المحبة، وفراغُ القلب عن الله، وتمليكُ القلب والروح، والحب لغيره تُنال به درجةُ الشهادة، هذا من المحال، فإنَّ إفساد عشق الصور للقلب فوقَ كل إفساد، بل هو خمرُ الروح الذى يُسكرها، ويصدُّها عن ذكر الله وحبِّه، والتلذذِ بمناجاته، والأنسِ به، ويُوجب عبودية القلب لغيره، فإنَّ قلبَ العاشق مُتَعبِّدٌ لمعشوقه، بل العشقُ لُبُّ العبودية، فإنها كمال الذل، والحب والخضوع والتعظيم، فكيف يكون تعبُّد القلب لغير الله مما تُنال به درجةُ أفاضل الموحِّدين وساداتهم، وخواص الأولياء، فلو كان إسنادُ هذا الحديث كالشمسِ، كان غلطاً ووهماً، ولا يُحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظُ العشق فى حديث صحيح ألبتة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير