تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

معنى هذا الحديث غير صحيح عندي , لأن الحسنة لا يمكن أن تصير سيئة أبداً , مهما كانت منزلة من أتى بها , وإنما تختلف الأعمال باختلاف مرتبة الآتين بها إذا كانت من الأمور الجائزة التي لا توصف بحسن أو قبح , مثل الكذبات الثلاث التي أتي بها إبراهيم عليه السلام , فإنها جائزة , لأنها كانت في سبيل الإصلاح , ومع ذلك فقد اعتبرها إبراهيم عليه السلام سيئة , واعتذر بسببها عن أن يكون أهلاً لأن يشفع في الناس صلى الله عليه وعلى نبينا وسائر إخوانهما أجمعين.

وأما اعتبار الحسنة التي هي قربة إلى الله تعالى سيئة بالنظر إلى أن الذي صدرت منه من المقربين , فمما لا يكاد يعقل.

الحسنة سبب في زيادة الرزق و إطالة العمر

181 - (إن الرزق لا تنقصه المعصية , ولا تزيده الحسنة , وترك الدعاء معصية) موضوع.

ومما يدل على بطلان هذا الحديث قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (من أحب أن يبسط له في رزقه , وأن ينسأ له في أثره , فليصل رحمه) رواه الشيخان وغيرهما وهو مخرج في "صحيح أبي داود".

فهذا يدل على أن الحسنة سبب في زيادة الرزق , كما أنها سبب في إطالة العمر , ولا تعارض بين هذا وبين قوله تعالى: (فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) النحل61 , ولبسط هذا موضع آخر.

أن الصلاة عليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الجمعة تبلغه ولا يسمعها من المصلي عليه

203 - (من صلى علي عند قبري , سمعته , ومن صلى علي نائياً , وكل بها ملك يبلغني , وكفي بها أمر دنياه وآخرته , وكنت له شهيداً أو شفيعاً) موضوع بهذا التمام.

فائدة: قال الشيخ ابن تيمية: (وهو لو كان صحيحاً , فإنما أنه يبلغه صلاة من صلى عليه نائباً , ليس فيه أنه يسمع ذلك , كما وجدته منقولاً عن هذا المعترض [يعني الأخنائي] , فإن هذا لم يقله أحد من أهل العلم , ولا يعرف في شيء من الحديث , وإنما يقوله بعض المتأخرين الجهال , يقولون: [إنه ليلة الجمعة ويوم الجمعة , يسمع بأذنيه صلاة من يصلي عليه].

فالقول إنه يسمع ذلك من نفس المصلين عليه باطل , وإنما في الأحاديث المعروفة أنه يبلغ ذلك , ويعرض عليه , وكذلك السلام تبلغه إياه الملائكة).

قلت: ويؤيد بطلان قول أولئك الجهال قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة , فإن صلاتكم تبلغني ...... ) الحديث , وهو صحيح , فإنه صريح في أن هذه الصلاة يوم الجمعة تبلغه ولا يسمعها من المصلي عليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

الأقربون أولى بالمعروف ليست آية

376 - (الأقربون أولى بالمعروف) لا أصل له بهذا اللفظ.

كما أشار إليه السخاوي في ((المقاصد)) , وبعضهم يتوهم أنه آية وإنما في القرآن قوله تعالى: (قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) البقرة215.

كتاب الجنة والنار

الجزاء إنما يكون على الكسب والعمل

130 - (إن الله تعالى لا يعذب حسان الوجوه , سود الحدق) موضوع.

ولست أشك في بطلان هذا الحديث , لأنه يتعارض مع ما ورد في الشريعة , من أن الجزاء إنما يكون على الكسب والعمل (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) الزلزال8,7 , لا على ما صنع ولا يد للإنسان فيه , كالحسن , أو قبح , وإلى هذا أشار صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم , ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) رواه مسلم وغيره.

ومثل هذا الحديث الموضوع في البطلان الحديث الآتي , وهو:

131 - (عليكم بالوجوه الملاح , والحدق السود , فإن الله يستحي أن يعذب وجهاً مليحاً بالنار) موضوع.

ـ[جمعه بن آل طاحون]ــــــــ[11 - 12 - 05, 05:54 م]ـ

جزاك الله خيرا فهو موضوع هام

ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[11 - 12 - 05, 06:54 م]ـ

بارك الله فيك يا أخي

هلا وضعته على هيئة ملف ملحق ( attatchment) .....

ـ[الاستاذ]ــــــــ[11 - 12 - 05, 07:23 م]ـ

جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد.

ولقد جمعت مثل هذه الفوائد , وأودعتها كتابي (فرائد الشوارد لما في كتب الألباني من فوائد) ويقع في مجلدين كبار. وهو من مطبوعات دار الأنصار.

ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[11 - 12 - 05, 07:31 م]ـ

جزاك الله خير الجزاء

وأتوقع أن أجد فوائد أخرى منك يا أستاذي الأستاذ فهلا أتحفتنا إن وجد ..

ـ[الاستاذ]ــــــــ[11 - 12 - 05, 08:16 م]ـ

وجزاكم الله مثله أيها الحبيب.

ولو كنت أملك أن أضع لكم الكتاب هنا لوضعته , فحجمه كبير جدا , والماسح الضوئي الذي أملكه لا يتمكن من تصويره.

فلو نشط أخي طالب العلم لهذه المهمة فجزاه الله خيرا.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير