[هل تشتكي من خلق زوجتك؟ يجيبك الإمام ابن الجوزي.]
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[12 - 12 - 05, 08:59 ص]ـ
يكثر الطلاق فتجد الرجل يطلق زوجته ويضع الملامة عليها
وتجد الثاني يشتكي من حياته الزوجية وانه يعيش في نكد ومشاكل
والاخر يبكي والثالث علي وشك فراق وقد تزوج قبل بضعة اشهر والله لانها لمأساة يندي لها الجبين
ولكن ما هو سر تمرد وعصيان النساء لازواجهم؟
وما هو سر نشوزهم؟ ولماذا خلقها سئ تجاهك
هل تعرفون ما هو سبب؟ انما هو من معصية الله
وقد كان بعض السلف يعرفون معصيتهم من خلق اهلهم ودوابهم
وكذلك اذا رأيت ابنك او ابنتك تؤذيك فلا تشتكي ولكن انظر الي نفسك وارجع اليها لعلك
تجزي بذنب فعلته في ايام شبابك
وها هو الامام ابن الجوزي يعظ رجلا اشتكي اليه من زوجته
ويعظه موعظة لو اخذ بها الناس في هذا العصر لقل الطلاق والفراق ...
ولم يتركه علي حاله بل وصف له الدواء ونعم الدواء هو وهذا الدواء لا تحتاج ان تذهب الي الصيدلة
ولا ان يعمل عليك عملية ....
================
قال الامام ابن الجوزي رحمه الله:
شكا لي رجل من بغضه لزوجته ثم قال: ما أقدر على فراقها لأمور منها كثرة دينها علي وصبري قليل ولا أكاد أسلم من فلتات لساني في الشكوى وفي كلمات تعلم بغضي لها.
فقلت له: هذا لا ينفع وإنما تؤتى البيوت من أبوابها! فينبغي أن تخلو بنفسك فتعلم أنها إنما سلطت عليك بذنوبك فتبالغ في الاعتذار والتوبة.
فأما التضجر والأذى لها فما ينفع كما قال الحسن بن الحجاج: عقوبة من الله لكم فلا تقابلوا عقوبته بالسيف وقابلوها بالاستغفار.
واعلم أنك في مقام مبتلي ولك أجر بالصبر " وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم " فعامل الله سبحانه بالصبر على ما قضى واسأله الفرج.
فإذا جمعت بين الاستغفار وبين التوبة من الذنوب والصبر على القضاء وسؤال الفرج حصلت ثلاثة فنون من العبادة تثاب على كل منها.
ولا تضيع الزمان بشيء لا ينفع ولا تحتل ظاناً منك أنك تدفع ما قدر: " وإن يمسسك اللّه بضر فلا كاشف له إِلاَّ هو ".
وقد روينا أن جندياً نزل يوماً في دار أبي يزيد فجاء أبو يزيد فرآه فوقف وقال لبعض أصحابه: أدخل إلى المكان الفلاني فاقلع الطين الطري فإنه من وجه فيه شبهة فقلعه فخرج الجندي.
وأما أذاك للمرأة فلا وجه له لأنها مسلطة فليكن شغلك بغير هذا.
وقد روي عن بعض السلف أن رجلاً شتمه فوضع خده على الأرض وقال اللهم اغفر لي الذنب الذي سلطت هذا به علي.
قال الرجل: وهذه المرأة تحبني زائداً في الحد وتبالغ في خدمتي غير أن البغض لها مركوز في طبعي.
قلت له: فعامل الله سبحانه بالصبر عليها فإنك تثاب.
وقد قيل لأبي عثمان النيسابوري: ما أرجى عملك عندك.
قال: كنت في صبوتي يجتهد أهلي أن أتزوج فآبي.
فجاءتني امرأة فقالت: يا أبا عثمان إني قد هويتك وأنا أسألك بالله أن تتزوجني.
فأحضرت أباها - وكان فقيراً - فزوجني منها وفرح بذلك.
فلما دخلت إلي رأيتها عوراء عرجاء مشوهة.
وكانت لمحبتها لي تمنعني من الخروج فأقعد حفظاً لقلبها ولا أظهر لها من البغض شيئاً وكأني على جمر الغضا من بغضها.
فبقيت هكذا خمس عشرة سنة حتى ماتت فما من عملي شيء هو أرجى عندي من حفظي قلبها.
قلت له: فهذا عمل الرجال وأي شيء ينفع ضجيج المبتلى بالتضجر وإظهار البغض.
وإنما طريقه ما ذكرته لك من التوبة والصبر وسؤال الفرج.
وبالغ فإن وقع فرج فشيء كأنه ليس في الحساب وإلا فاستعمال الصبر على القضاء عبادة.
وتكلف إظهار المودة لها وإن لم تكن في قلبك تثبت على هذا.
وليس القيد ذنباً فيلام إنما ينبغي التشاغل مع من قيدك به والسلام
ـ[أبومشعل]ــــــــ[12 - 12 - 05, 05:19 م]ـ
رائع جدا!!
ما أحوجنا لمثل هذا!!
لا تحرمنا من مثلها ..
جزاك الله خيراً.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[13 - 12 - 05, 07:11 ص]ـ
واياك يا اخي الحبيب