((سالت أبي عن حديث رواه المؤمل بن إسماعيل عن سفيان عن محمد بن المكندر عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:فذكره. سمعت أبي يقول:هذا خطا،أنما هو كما رواه حسن بن صالح عن محمد بن المكندر قال: حدثت عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم)).
قلت: وقد أخرجه من حديث ابن عمرو أبو الحسن الحربي في ((الفوائد المنتقاة)) (3/ 155/2) من طريق المؤمل به.
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعاً مختصراً بلفظ:
((مدمن الخمر كعابد وثن)).
أخرجه البخاري في ((التاريخ الكبير)) (1/ 1/386)،وابن ماجه (3375)،وأبو بكر الملحمي في ((الوسيط)) (1/ 255)، والضياء المقدسي في ((المنتقى من الأحاديث الصحاح والحسان)) (278/ 2) من طرق عن محمد بن سليمان بن الأصبهاني عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة. وقال الآبنوسي:
((قال الدارقطني: تفرد به محمد بن سليمان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة)).
قلت: وفي رواية للبخاري عن سليمان عن سهيل بن أبي صالح عن محمد بن عبد الله عن أبيه قال النبي صلى الله عليه وسلم:فذكره. وقال: ((لا يصح حديث أبي هريرة في هذا)).
قلت: وأكثر الرواة عن محمد بن سليمان وصلوه، وهو الأرجح عندي.
ومحمد بن سليمان قال الذهبي في ((الضعفاء)):
((صدوق، قال ابوحاتم: لا يحتج به)).
وقال الحافظ في ((التقريب)):
((صدوق يخطئ)).
قلت: فالحديث بمجموع طرقه حسن أو صحيح.والله اعلم.
(فائدة): ذكر الضياء عن ابن حبان –وهو في صحيحه- الإحسان)) (7/ 367) -أنه قال:
((يشبه أن يكون معنى الخبر: من لقى الله مدمن خمر مستحلاً لشربه، لقيه كعابد وثن، لا ستوائهما في حالة الكفر)).
الفرق بين التطير والتفاؤل
762 - (كَانَ لَا يَتَطَيَّرُ مِنْ شَيْءٍ، وَكَانَ إِذَا بَعَثَ عَامِلًا سَأَلَ عَنْ اسْمِهِ، فَإِذَا أَعْجَبَهُ اسْمُهُ فَرِحَ بِهِ، وَرُئِيَ بِشْرُ ذَلِكَ فِي وَجْهِه، ِ وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهُ رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَإِذَا دَخَلَ قَرْيَةً سَأَلَ عَنْ اسْمِهَا، فَإِنْ أَعْجَبَهُ اسْمُهَا فَرِحَ بها، وَرُئِيَ بِشْرُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهَا رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ).
أخرجه أبودود (2/ 859)،وابن حبان (1430)،وتمام في ((الفوائد)) (109/ 2)،وأحمد (5/ 347 - 348)،وابن أبي خيثمة في ((التاريخ)) (1920)،وابن عساكر (2/ 136/1)،عن هشام عن قتادة عن عبدالله بن بريدة عن أبيه مرفوعاً.
وليس عند ابن حبان قضية العامل، وهي عند تمام دون قضية القرية.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
أخرجه ابن عدي (28/ 2) من طريق أوس بن عبدالله بن بريدة عن حسين بن واقد عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال:
((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتطير، ولكن يتفائل. فذكر قصة إسلام بريدة. الحديث)).
و أوس هذا ضعيف جداً، ولكن تفاؤله صلى الله عليه وسلم ثابت عنه في غير ما حديث، وما قبله صحيح بمتابعة قتادة. والله أعلم.
والحديث عزاه في ((الجامع)) للحكيم والبغوي عن بريده. قال المناوي:
((ورواه عنه أيضاً قاسم بن أصبغ، وسكت عليه عبدا لحق مصححاً له.
قال ابن القطان: وما مثله يصح. فإن فيه أوس بن ... منكر الحديث وروى أبودود عنه قول ((كان لا يتطير)). قال: وإسناده صحيح)).
قلت: الصواب تصحيح عبدا لحق، وليس هو تصحيحاً لذته حتى يرد عليه ما تعقبه ابن قطان، وإنما هو التفصيل الذي ذكرته، فتنبه ولا تكن من الغافلين.
ثم وجدت للحديث شاهداً من حديث ابن عباس رضي الله عنه مرفوعاً بلفظ:
((كان يتفاءل ولا يتطير)).
ويأتي تخريجه قريباً إن شاء الله تعالى برقم (777).
(فائدة): في الحديث أوس بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: من أنت؟ قال: بريدة، فقال صلى الله عليه وسلم ((برد امرنا وصلح)) وعزاه ابن تيمية في آخر ((الكلم الطيب)) إلي (الصحاح) هو وهم تبعه عليه ابن القيم، وحاباهما الشيخ إسماعيل الأنصاري كما هي عادته، وقد رددت عليه في ((الضعيفة)) (4112).
معنى خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ
862 - (إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ).
أخرجه أحمد (2/ 244): ثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً.
¥