وقد أخرجه عنه عبد الله بن المبارك في ((الزهد)) (679) مرسلاً؛ فقال: أخبرنا أسامة بن يزيد عن رجل من بلحارث بن عقبة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
وهذا الرجل هو أبو الأسباط الحارثي بشر بن رافع؛ كما ذكر المعلق الفاضل على ((الزهد)).
وبهذا الإسناد أخرجه ابن وهب في ((الجامع)) (ص39): حدثني أسامة بن زيد به.
وقد وجدت للحديث شاهداً- ولكنه مما لا يفرح به لشدة ضعفه، أذكره لبيان حاله-أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (19/ 82/166)،وابن عدي أيضاً (7/ 163) عن يوسف بن السفر: ثنا الأوزاعي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه مرفوعاً به.
قال الهيثمي في ((المجمع)) (1/ 82):
((وفيه يوسف بن السفر وهو كذاب)).
(فائدة): قال أبو جعفر الطحاوي رحمه الله:
(("الغر" في كلام العرب: هو الذي لاغائلة ولا باطن له يخالف ظاهره، ومن كان هذا سبيله أمن المسلمون ((الأصل: من المسلمين)) من لسانه ويده، وهي صفة المؤمنين. و (الفاجر): ظاهره خلاف باطنه؛ لأن باطنه هو ما يكره؛ وظاهره مخالف لذلك؛ كالمنافق الذي يظهر شيئا غير مكروه منه؛ وهو الإسلام الذي يحمده أهله عليه، ويبطن خلافه؛ وهو الكفر الذي يذمه المسلمون عليه)).
َلَا يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ
986 - (خَيْرُ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُ مِائَةٍ، وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ، وَلَا يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ).
أخرجه ابوداود (1/ 407)، والترمذي (1/ 294)، والطحاوي في ((المشكل)) (1/ 239)، وابن خزيمة في ((صحيحه)) (1/ 255/1)، وابن حبان (1663) من طريق أبي يعلى، وهذا في ((المسند)) (4/ 459/2587)، والحاكم (1/ 443و 2/ 101)، وأحمد (1/ 294)، وعبد بن عبد الحميد في ((لمنتخب من المسند)) (73/ 1)، ومحمد بن مخلد في ((المنتقى من حديثه)) (2/ 3/2)، والضياء في ((المختارة)) (62/ 292/2) من طريق وهب بن جرير: ثنا أبي: سمعت يونس عن الزهري عن عبيد الله بن عبدا لله عن ابن عباس مرفوعاً. وقال الحاكم:
((صحيح على شرط الشيخين؛ ولم يخرجاه لخلاف بين الناقلين فيه عن الزهري)).
وكذا قال الذهبي.
وقال الترمذي:
((حديث حسن غريب، لا يسنده كبير أحد غير جرير بن حازم، وإنما روى هذا الحديث عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وقد رواه حبان بن علي العنزي عن عقيل عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه الليث بن سعد عن عقيل عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً))).
قلت: جرير بن حازم ثقة احتج به الشيخان، وقد وصله، وهي زيادة يجب قبولها، ولا يضره رواية من قصر به على الزهري، ولذلك قال ابن القطان كما في ((الفيض)):
((هذا ليس بعلة، فالأقرب صحته)).
وقد تابعه حبان بن علي العنزي على وصله كما ذكره الترمذي.
ووصله لوين في ((حديثه)) (ق2/ 2): حدثنا حبان بن علي به.
وهكذا وصله ابن عدي (108/ 1)، والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (2/ 226) من طريق أخرى عنه.
وأخرجه الطحاوي في ((المشكل)) (1/ 238) من طريق النسائي عن لوين به.
وزاد في آخره:
((إذا صبروا وصدقوا)).
وقال النسائي:
((وحبان ليس بالقوي)).
وأخرجه الدارمي (2/ 215) هكذا: ثنا محمد بن صلت: ثنا حبان بن علي عن يونس وعقيل عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس مرفوعاً به نحوه بلفظ:
((وما بلغ أثنى عشر ألفاً فصبروا وصدقوا، فغلبوا من قلة)).
وأخرجه أحمد (1/ 299)، وأبو يعلى (5/ 103/2714) عن حبان عن عقيل وحده.
ورجاله كلهم ثقات رجال البخاري؛ غير حبان بن علي وهو ضعيف؛ لكنه لم يترك كما قال الذهبي، فمثله يستشهد به.
ورواية الليث التي علقها الترمذي عن عقيل عن الزهري مرسلاً وصلها الطحاوي من طريق ابن صالح عنه.
وابن صالح اسمه عبد الله كاتب الليث، وفيه ضعف؛ فلا يحتج به عند التفرد؛ فكيف عند المخالفة؟
استدراك:
هذا ما كان وصل إليه علمي منذ أكثر من عشرين سنة، ثم وقفت على أمور اضطررت من أجلها إلي أن اعدل عن القول بصحة الحديث، راجياً من المولى سبحانه وتعالى أن يلهمني الصواب في ذلك، وإليك الأمور المشار إليها:
¥