تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كما سبق بيانه أن شروط الاستدلال بالسنة هما شرطان:

صحة الدليل.

صحة الاستدلال.

وهذا الحديث قد طعن فيه من الوجهين (من حيث صحته – ومن حيث دلالاته على حرمت صيام السبت) وهى على النحو الاتى:

أولاً: من حيث صحة الدليل

هذا الحديث كذب.

هذا الحديث مضطرب.

هذا الحديث شاذ.

هذا الحديث منسوخ.

ثانياً: من حيث صحت الاستدلال

جواز صيام يوم السبت منفرد.

جوز صيام يوم السبت مع يوم قبله أو يوم بعده.

وألان سوف نقوم إن شاءا لله تعالى بإثبات صحة هذا الحديث واثبات دلالاته على الحكم وهو حرمت صيام السبت إلا في الفرض.

لقد اتصف هذا الحديث (لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إِلَّا فِيمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا لِحَاءَ عِنَبَةٍ أَوْ عُودَ شَجَرَةٍ فَلْيَمْضُغْهُ) , بأربع علل ولقد قام الشيخ الالبانى رحمه الله تعالى بالرد على كل علة حتى رفع الحديث إلى درجة الصحة والعلل هي:-

أولاً: من حيث صحة الدليل

هذا الحديث كذب

قال أبو داود: قال مالك: هذا الحديث كذب.

قال الإمام النووي: لا يقبل هذا منه (يعنى الإمام مالك) وقد صححه الأئمة.

هذا الحديث مضطرب

قال النسائي: هذا الحديث مضطرب قد اختلف فيه على وجوه من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ

· من حديث بْنِ بُسْرٍ عن أخته الصماء

· من حديث الصماء عن عائشة رضي الله عنها

· من حديث ابن بسر عن أمه

· من حديث ابن بسر عن أبيه

· من حديث ابن بسر مرفوعا

ولهذا أعله النسائي بالاضطراب

قال ابن حجر في التلخيص " ج 938 " (لكن هذا التلون في الحديث الواحد بالإسناد الواحد مع اتحاد المخرج يوهن راويه، وينبئ بقلة ضبطه، إلا أن يكون من الحفاظ المكثرين المعروفين بجمع طرق الحديث فلا يكون ذلك دالا على قلة ضبطه، وليس الأمر هنا كذا، بل اختلف فيه أيضا على الراوي عن عبد الله بن بسر أيضا) أ.هـ.

قال الالبانى: في " الارواء 960 ":

" هذا الحديث صحيح وغير مضطرب لان الاضطراب عند أهل العلم على نوعين:

أحدهما: الذي يأتي على وجوه مختلفة متساوية القوة، لا يمكن بسبب التساوي ترجيح وجه على وجه.

والأخر: وهو ما كانت وجوه الاضطراب فيه متباينة بحيث يمكن الترجيح بينها فالنوع الأول هو الذي يعل به الحديث. وأما الأخر، فينظر للراجح من تلك الوجوه ثم يحكم عليه بما يستحقه من نقد.

فالنوع الأول هو الذي يعل به الحديث وإما الأخر فينظر للراجح من تلك الوجوه وهذا الحديث من هذا النوع فقد اختلف في سنده على ثور على وجوه هي:

الوجه الأول: ماخرجه أبو داود (2421) والترمذي (1/ 143) والدارمى (2/ 19) وابن ماجه (1726) والطحاوي (1/ 339) وابن خزيمة في (صحيحه) (2164) والحاكم (1/ 435) والبيهقي (4/ 302) وأحمد (6/ 368) والضياء المقدسي في (الاحاديث المختارة) (ق 114/ 1)، عن سفيان بن حبيب والوليد ابن مسلم وأبي عاصم، بعضهم عن هذا وبعضهم عن هذا وهذا، والضياء أيضا في (المنتقى من مسموعاته بمرو) (ق 34/ 1) عن يحيى بن نصر كلهم عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر السلمي عن أخته الصماء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الحديث.

فذكر الجميع الحديث كاملا إلا الترمذى ذكره دون زيادة (إِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا لِحَاءَ عِنَبَةٍ أَوْ عُودَ شَجَرَةٍ فَلْيَمْضُغْهُ).

الوجه الثاني: عنه عن خالد عن عبد الله بن بسر مرفوعا ليس فيه (عن أخته الصماء). رواه عيسى بن يونس عنه وتابعه عتبة بن السكن عنه أخرجه ابن ماجه وعبد بن حميد في (المنتخب من المسند) (ق 60/ 1) والضياء في (المختارة) (106/ 2 و 107/ 1) عن عيسى، وتمام في (الفوائد) (109/ 1) عن عتبة.

الوجه الثالث) - عنه عن خالد عن عبد الله بن بسر عن أمه، بدل (أخته). رواه أبو بكر عبد الله بن يزيد المقري سمعت ثور بن يزيد به. أخرجه تمام أيضا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير