تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الوجه الرابع) - وقيل عن عبد الله بن بسر عن الصماء عن عائشة. ذكره الحافظ في (التلخيص) (200) وقال: (قال النسائي: حديث مضطرب). فان الوجه الأول اتفق عليه ثلاثة من الثقات، والثاني اتفق عليه اثنان أحدهما وهو عتبة بن السكن متروك الحديث كما قال الدارقطني فلا قيمة لمتابعته. والوجه الثالث، تفرد به عبد الله بن يزيد المقري وهو ثقة ولكن أشكل على أنني وجدته بخطى مكنيا بأبى بكر، وهو إنما يكنى / صفحة 120 / بابى عبد الرحمن وهو من شيوخ أحمد. والوجه الرابع لم أقف على اسناده. ولا يشك باحث أن الوجه الاول الذي اتفق عليه الثقات الثلاثة هو الراجح من بين تلك الوجوه، وسائرها شاذة لا يلتفت إليها. على أن الحافظ حاول التوفيق بين هذه الوجوه المختلفة فقال عقب قول النسائي (هذا حديث مضطرب): (قلت: ويحتمل أن يكون عبد الله عن أبيه، وعن أخته، وعند أخته بواسطته وهذه طريقة من صححه، ورجع عبد الحق الرواية الاولى وتبع في ذلك الدارقطني). قلت وما رجحه هذا الامام هو الصواب ان شاء الله تعالى.

ثم وجدت لثور بن يزيد متابعا جيدا , فقال الامام احمد (6 - 368) (6 - 369) ثنا الحكم بن نافع قال: ثنا اسماعيل بن عياش عن محمد بن الوليد الزبيدى عن لقمان بن عامر عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر عن اخته الصماء.

وهذا اسناد جيد رجاله كلهم ثقات فإن إسماعيل بن عياش ثقة في روايته عن الشاميين وهذه منها. فهذا يؤيد الوجه الاول تأييدا قويا، ويبطل إعلال الحديث بالاضطراب إبطالا بينا، لانه لو سلمنا أنه اضطراب معل للحديث فهذا الطريق لا مدخل للاضطراب فيه. والحمد لله على توفيقه، وحفظه لحديث نبيه صلى الله عليه وسلم.

وقد جاء ما يؤيد الوجه الثاني من وجوه الاضطراب، فقال يحيى بن حسان: سمعت عبد الله بن بسر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكره مختصرا دون الزيادة.

أخرجه أحمد (4/ 189) والضياء في (المختارة) (141/ 1). قلت: وهذا سند صحيح رجاله ثقات، ويحيى بن حسان هو البكري الفلسطيني , وتابعه حسان بن نوح قال: سمعت عبد الله بن بسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ترون يدي هذه؟ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعته يقول: فذكره بتمامه. أخرجه الدولابي في (الكنى) (2/ 118) وابن حبان في (صحيحه) (940) وابن عساكر في (تاريخ دمشق) (9/ 4 / 1) والضياء في (المختارة) (106/ 1 - 2). ورواه أحمد في (المسند) (4/ 189) من هذا الوجه ولكن لم يقل: (سمعته)، ووإنما قال: (ونهى عن صيام. . .). وهو رواية للضياء أخرجوه من طريق مبشر بن اسماعيل وعلى بن عياش كلاهما عن حسان به. وخالفهما أبو المغيرة نا حسان بن نوح قال: سمعت أبا أمامة يقول سمعت رسول الله (ص): فذكره. أخرجه الروياني في (مسنده) (30/ 224 / 2): نا سلمة نا أبو المغيرة. قلت: وهذا سند صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير حسان بن نوح وثقه العجلى وابن حبان وروى عنه جماعة من الثقات وقال الحافظ في (التقريب): (ثقة). / صفحة 123 / قلت: فإما أن يقال: ان حسانا له إسنادان في هذا الحديث احدهما عن عبد الله بن بسر، والاخر عن أبى أمامة، فكان يحدث تارة بهذا، وتارة بهذا، فسمعه منه مبشر بن إسماعيل وعلي بن عياش منه بالسند الاول، وسمعه أبو المغيرة - واسمه عبد القدوس بن الحجاج الخولاني - منه بالسند الاخر، وكل ثقة حافظ لما حدث به.

واما أن يقال: خالف أبو المغيرة الثقتين، فروايته شاذة، وهذا أمر صعب لا يطمئن له القلب، لما فيه من تخطئة الثقة بدون حجة قوية. فان قيل: فقد تبين من رواية يحيى بن حسان وحسان بن نوح أن عبد الله بن بسر قد سمع الحديث منه صلى الله عليه وسلم، وهذا معناه تصحيح للوجه الثاني أيضا من وجوه الاضطراب المتقدمة، وقد رجحت الوجه الاول عليها فيما سبق، وحكمت عليها بالشذوذ، فكيف التوفيق بين هذا التصحيح وذاك الترجيح؟ والجواب: ان حكمنا على بقية الوجوه بالشذوذ وإنما كان باعتبار تلك الطرق المختلفة على ثور بن يزيد، فهو بهذا الاعتبار لا يزال قائما. لما وجدنا الطريقين الاخرين عن عبد الله بن بسر يوافقان الطريق المرجوحة بذاك الاعتبار، وهما مما لا مدخل لهما في ذلك الاختلاف

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير