و في الختام لا يسعني الا ان اقول بارك الله في الجميع على هذا النقاش القيم الذي يعلم الله كم انتفعت به وبارك الله في اخينا ابو سند محمد وارجو ان يكون مبتغانا الحق وليس النصرة للنفس
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم مرجان على المصري (كفر الشيخ)
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[15 - 02 - 06, 12:47 م]ـ
الأخوة الكرام ... جزاكم الله خيراً
أخي الكريم أبو سند ... أحسن الله إليه
الكلام عن عبارتي الطحاوي رحمه الله:
لقد قارنت أخي الكريم بين عبارة الطحاوي رحمه الله " فذهب قوم إلى هذا الحديث فكرهوا صوم يوم السبت تطوعاً " و عبارته الثانية في إنكار الزهري حديث الصماء و فيها "وقد أنكر الزهري حديث الصماء في كراهة صوم يوم السبت، ولم يعده من حديث أهل العلم بعد معرفته به " و خلصت من هذه المقارنة إلى قولك:
" فهذا الكلام من الطحاوي يوضح معنى الكراهة التى في كلامه الذي استدل به الشيخ الالباني رحمه الله "
فأنت تعني أن قوله الثاني " حديث الصماء في كراهة صوم السبت " يوضح معنى قوله الأول " فكرهوا " فهلا بينت لي المعنى الذي وضحه!
أنت أخي الكريم تقول أن مراده بقوله عن القوم " فكرهوا " هو فحرموا بدليل وصفه حديث الصماء بأنه " في كراهة صوم السبت " فكيف يستقيم هذا الكلام أخي الكريم؟
في العبارتين ذُكِرَتِ الكراهة و أنت تقول أن الكراهة تفسر الكراهة بأنها للتحريم فكيف يكون ذلك؟!!
لقد طلبت مني أن أتمعن في العبارتين لأتبين أن قصد الطحاوي هو ماذهب إليه الألباني رحمهما الله، فما رأيك لو تمعنتُ في العبارتين وقلتُ لك بل كلامه واضح في أن قصده هو الكراهة لا التحريم؟
أين في العبارتين ذكر التحريم أخي الكريم؟
إنني أذكرك أن الطحاوي رحمه الله يستخدم لفظ الكراهة للكراهة التحريمية كما يستخدمه للكراهة التنزيهية، فمن ذلك قوله في شرح معاني الآثار 4/ 199:
" ... فقال قائل ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما هذا ما يدل على كراهة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأكل لحم الضب قيل له قد يجوز أن يكون هذا على الكراهة التي ذكرها أبو سعيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي قد رويناه عنه لا على تحريمه إياه على الناس ... "
لكنني أقول أنه أراد في حديث السبت الكراهة التنزيهية و قد دللت على ذلك بقرائن منها:
1 - أن الخلاف في هذه المسألة قديم قدم الخلاف حول صحة الحديث، و القولان المشهوران فيها هما الجواز و الكراهة، فلا يتصور أن يهمل الطحاوي ذكر القول المشهور بالكراهة و ينقل القول بالحرمة الذي لم ينقل عن أحد قبله.
2 - كما أنه لم ينقل القول بالحرمة عن أحد قبل الطحاوي فكذلك لم ينقل عن أحد بعده، بل و لم أجد أحداً في أي من الكتب التي تعنى بذكر الخلاف ينقل القول بالحرمة لا عن الطحاوي و لا عن غيره.
فإما أن توافقني على ذلك فعندها لا يكون كلامه رحمه الله نقلاً للقول بالحرمة عن السلف، و إما أن تعارضني فتأتي بما تفند به حججي و تستدل به على صحة فهمك لكلامه بقرائن واضحة، و إما أن تتوقف فلا يترجح عندك مراده من كلامه و هذا أيضاً يُفقد عبارته الدلالة التي ترجوها منها، و أظن هذا الكلام عدل.
أما قولك وأما كلام ابن رشد فاعتقد انه اقرب للدلالة على انه قد اختلف في صيام يوم السبت وان منهم من قال بالتحريم
فكيف يكون ذلك أخي الحبيب؟ لقد طلبت منك أن تبين من كلامه الموضع الذي ينقل فيه عن أحد أنه قال بالحرمة، فهل يكون جواب هذا الطلب أن تقول لي أنك تعتقد أن كلامه أقرب لما ذهبتَ إليه؟! بالله عليك كيف يكون ذلك؟
إن القضية أخي الكريم ليست أن تعرض ما تعتقده و أعرض ما أعتقده فهذا الأمر لن يحتاج من كل منا إلى أكثر من بضع كلمات، القضية هنا أن كل واحد منا يعرض حججه على ما يعتقده في سبيل تحقيق ما ذكرتَه في إحدى مشاركاتك بقولك " يعلم الله , وهو على ما أقول شهيد , أنني ما كتبت هذا البحث إلا لبيان حكم من أحكام الله عز وجل فى هذه المسألة " فأهل السنة أخي الكريم يستدلون ثم يعتقدون، جعلني الله و إياك منهم، اللهم آمين.
¥