تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم قلتَ بارك الله فيك وانت اخي الكريم , عندما نقول أن الطحاوي قال بالكراهة , تقول انه لا يقصد كراهة التحريم , وعندما نقول إن الشيخ العثيمين قال بالاختلاف تقول انما يقصد الشيخ الالباني , فانت لم تات باليقين وانما هو ظنك فقط , فمن أين لك أن الطحاوي كان يقصد أن الكراهة ليست بكراهة الحرمة , ومن أين لك أن الشيخ العثيمين كان انما يقصد في هذا الخلاف الشيخ الالباني.

و أنت في هذا الكلام ـ غفر الله لك ـ لم تنصفني! ذلك أنني في موضوعك هنا لم أقل قبل اليوم ـ إن لم تخني الذاكرة ـ أن الطحاوي رحمه الله لم يرد كراهة التحريم بل قد قلتُ في المشاركة 20 " فأين في كلامه رحمه الله أن أحداً من السلف يقول بالحرمة؟ " و هذا مني تطبيق لقاعدة " البينة على من ادعى " فأنت أخي الفاضل تدعي أن قوله " فكرهوا " هو للكراهة التحريمية لا التنزيهية فأنت المطالب بالبينة و الدليل على ما تقول لا العكس.

و لم تنصفني أيضاً عندما اختزلت كل تعليقي على كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كلمتين، مع أنني قلتُ " يمكن أن يكون" فلم أجزم!

لذا فجوابي على " فمن أين لك ... " الأولى قد بينته لك قبل قليل، أما " ومن أين لك ... " الثانية فليس هذا هو المهم بل المهم هو أن نرى هل نسب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله القول بالحرمة لأحد من السلف أم لا؟ فهذا هو موضوعنا.

لقد أتيت بنقل جديد عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، فهل في هذا النقل ما يدل على أن أحداً من السلف قال بالحرمة؟ الجواب من كلامك أنتَ حيث قلتَ

لم يذكر الشيخ رحمه الله أن من قال بالتحريم مطلقا من المتقدمين او المتاخرين بل بعد أن ذكر الخلاف قال (وأحسن الأقوال في هذه المسألة ما ذهب إليه الإمام أحمد رحمه الله) فهو يذكر اقول العلماء.

فما دام الأمر كما تقول فكلامه رحمه الله لا يستفاد منه ما ترجوه، لكنني أريد أن أنبه هنا إلى نقطة منهجية و هي أن الشيخ رحمه الله لو قال مثلاً أنه ثبت عن بعض السلف القول بالحرمة فهو رحمه الله مطالب بالإحالة إلى قول عالم متقدم يذكر ذلك لأنه بين عصره رحمه الله و عصر السلف مفاوز، تماماً مثلما أن الشيخ الألباني رحمه الله عندما سئل عن سلفه في المسألة لم يقل: قال به بعض السلف، لكنه عزا نقل ذلك للطحاوي، فليتنبه.

أما قولك أيها الكريم نعم قال الشيخ الالباني رحمه الله بكراه صيامه منفردا , ثم قال بالحرمة , وكان سبب ذلك انما هو احاديث اخرى كما هو واضح لك وذلك لمحاولة الجمع معها ومع هذا الحديث

فعجيب جداً لأن عمدة بحثك هو كلام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى المبثوث في كتبه و أشرطته لكنني أراك لم تقرأ كلامه جيداً فصدر منك هذا الكلام، و تبياناً لهذ الكلام أقول:

قال الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء تعليقاً على حديث أم سلمة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثر ما كان يصوم من الأيام السبت و الأحد " ولو صح لم يصلح أن يعتبر ناسخاً لحديث ابن بسر ولا أن يعارض به كما ادعى الحاكم، لامكان حمله على أنه صام مع السبت يوم الجمعة، وبذلك لا يكون قد خص السبت بصيام، لان هذا هو المراد بحديث ابن بسر كما سبق عن الترمذي. " أما الذي سبق عن الترمذي فهو ما ذكره الشيخ رحمه الله قبل ذلك بقوله " وقال الترمذي: (حديث حسن، ومعنى كراهته في هذا أن يخص الرجل يوم السبت بصيام، لان اليهود تعظم يوم السبت) " ا. هـ من الإرواء تحت الحديث 960

فيستفاد من ذلك أمور:

1. أن الترمذي رحمه الله يقول أن حديث النهي يدل بنفسه على كراهة تخصيص السبت بصيام، لا جمعاً بينه و بين بقية الأحاديث، بل هذا هو معنى الحديث عنده لعلة أن اليهود تعظم هذا اليوم، فتأمل.

2. أن الشيخ الألباني رحمه الله كان يوافق الترمذي على هذا الفهم للحديث قديماً كما يظهر من النقل، فللحديث عند الشيخ فهم متقدم و فهم متأخر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير