الذي يهمني من هذا الكلام أن الترمذي صرح بفهم الكراهة من الحديث ولم ينكر عليه فهمه هذا أحد ممن جاء بعده و حكى قوله، أما قول الشيخ الألباني رحمه الله أنه لا معنى للحديث سوى معنىً واحد هو الحرمة ففضلاً عن كونه كان يقول بخلاف ذلك مما عددتَه أنت زلة فإنه رحمه الله قد قال فيما نقلتَه أنت عنه في المشاركة 22 ـ في معرض حديثه عن صيام السبت ـ " حينما نقول أننا سلفيون ولا نقول بقول إلا أن نسبق إليه، فأظنك تعلم ما نقوله في فهم النص الذي يمكن أن يكون له أكثر من وجه واحد.
وبخاصة أنَّه أنا شخصياً -كما هو معلوم- أعجمي الأصل، فأنا أتهم نفسي، والعرق دسَّاس، ولذلك عندما يكون هناك نصٌ يحتمل أكثر من وجه فأنا أجبن حينذاك إلا أن يكون لي سلف، "
و ليس هذا بقصد الإساءة للشيخ رحمه الله ـ معاذ الله ـ و لكن إنكار الشيخ على إمكان فهم الكراهة يعارضه الواقع من قبل الترمذي و عدم إنكار الأئمة، أما إنكار الشيخ رحمه الله فيحكم عليه من كلامه السابق رحمه الله.
أما قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (وظاهره تحريم صوم يوم السبت في غير الفرائض لأنه ما دام وصلت إلى حد أنه لا بد أن يأكل لحاء عنب أو عود شجرة فهو للتحريم).
فأين وجدتني أنكر أن الحديث يمكن أن يفهم منه التحريم؟ بل أين وجدتني أنكر أن هذا ظاهره؟ إن هذا أمر لا أجادل فيه، لكنني يا أخي بحمد الله سلفي و أنت كذلك إن شاء الله، و منهجنا قائم على فهم السلف للكتاب و السنة و على هذا ربى الشيخ الألباني رحمه الله الناس، و الذي يحز في نفسي كثيراً في هذه المسألة ـ مما حداني لكتابة بحثي فيها ـ أنني أرى من يتابع الشيخ عليها يخالف مذهبه و يعرض عن فهم السلف مقدماً فهم الشيخ رحمه الله!
أسألك سؤالاً بالله و أسأل كل أخ يأخذ بقول الشيخ رحمه الله في المسألة، لو أنه رحمه الله بقي على قوله القديم أو لو أنه لم يتحدث في المسألة أصلاً هل كان أحد منكم سيقول بحرمة صيام يوم السبت؟
إنني أزعم أن أحداً لو أقسم بين الركن و المقام أن أياً منكم لم يكن سيقول بالحرمة فلن يحنث في قسمه.
أكرر عليك السؤال و قد أقسمت عليك فبر لي قسمي.
أحسب أن منصفاً لن يقول سوى: لا، ما كان أحد ليقول بهذا القول، و السبب بسيط و هو أنه لن يجد في كتاب واحد من يقول بهذا القول إلا عبارة موهمة لصديق حسن خان قد يفهم منها القول بالحرمة.
يا أخي إن القول بحرمة صيام السبت يعني يقيناً تخطئة الأمة طوال ثلاثة عشر قرناً حتى قيض لها صديق حسن خان رحمه الله ليهديها إلى الحق في هذه المسألة، فكيف يكون ذلك و النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أخبر أن الأمة لا تجتمع على الضلال، أليس اجتماع الأمة على أن صوم السبت إما جائز مطلقاً أو مكروه مفرداً أو بخصوصه اجتماع على غير الحق و هو ما يقال أنه الحرمة؟!!!
سامحني على هذه الإطالة، لكنني أرى أنك تبتعد عن المنهجية التي طالبتَ بها في الرد فقرة فقرة، فالشيخ ابن عثيمين رحمه الله و كلامه ليس هو موضوع بحثنا، و مع ذلك فقد أجبتك عنه، ظاهر الحديث أن النهي للحرمة نعم، لكن السلف لم يفهموه كذلك و فهمهم مقدم على فهمنا.
من جهة أخرى الترمذي فهم النهي للكراهة و لم ينكر عليه الأئمة فهمه فدل هذا على خطأ القول أن للحديث فهماً واحداً هو الحرمة.
أما قولك 2) - قال الشيخ الالباني رحمه الله (هل أنتم تدَّعون الإجماع على صيام يوم السبت لأنه كان فيه يوم عرفة أو يوم عاشوراء أو أي يوم فضيلة عادةً؟ , ما يستطيعون أن يدَّعوا الإجماع على ذلك، هذا يُريحنا، ويكفينا دفعاً لشبهتهم، لأنَّه هم ما يقولون بالإجماع، فنحن بالأولى أن لا نقول بالإجماع، إذن طلبهم ساقطٌ).
فأنت أخي الكريم بهذا تشتت البحث و تبتعد به عن الهدف منه و هو بيان الحق في المسألة، و كلام الشيخ رحمه الله قد علقتُ عليه في بحثي هناك و أنت كما يظهر بجلاء لم تقرأ البحث قراءة متأنية لأن الكثير مما تطرحه توجد إجابته في بحثي و أنا أقوم بنسخه من هناك إلى هنا، أما الباقي من كلامك فعندما أناقشك فيه لا أجد رداً!!
¥