تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد سبق قول الشيخ رحمه الله أن طريقة الجمع التي ذكرها ابن القيم في التهذيب جيدة ولكن يعكر عليها أمران أولهما: المخالفة الصريحة لحديث النهي، و الثاني: ورود القاعدتين المذكورتين. وقد مرت معنا قبل قليل طريقة في الجمع تخلو من المحذور في الأمر الأول الذي ذكره الشيخ، وهي الطريقة التي حمل بها العام على الخاص، فإذا كانت هذه الطريقة خالية من هذا المحذور كما ذكرنا فلا يبقى مجال للأمر الثاني الذي ذكره الشيخ، أعني به إعمال القاعدتين الأصوليتين: تقديم الحاظر على المبيح وتقديم القول على الفعل.

بعبارة أخرى فأنت أيها القارئ الكريم إذا كنت مقتنعاً بأن هاتين القاعدتين هما من قواعد الترجيح لا الجمع كما هو مبين في محله من كتب أصول الفقه، وكنت مقتنعاً كذلك بأن الجمع مقدم على الترجيح وهو كذلك بلا ريب، فيجب عليك عندما تمعن النظر في طريقة الجمع التي ذُكرت آنفاً أو غيرها أن تخلي ذهنك عن هاتين القاعدتين وعن كل قواعد الترجيح، فلا يكون المانع لك من تقبل طريقة الجمع هذه أو تلك هو أن تقول: الجمع بهذه الطريقة غير صحيح لأنه مُعارَضٌ بقاعدة الحاظر مقدم على المبيح أو قاعدة القول مقدم على الفعل، والسبب هو أنهما من قواعد الترجيح فلا يصح أن تُعارَضَ طريقة من طرق الجمع بأي قاعدة من قواعد الترجيح، لأننا بذلك نكون قد قدمنا ما حقه أن يؤخر و أخرنا ما حقه أن يقدم.

نعم لو أننا حاولنا الجمع بكل طرق الجمع الممكنة فتعذر ذلك لكون الجمع غير ممكن بواحدة من هذه الطرق، لا لوجود قاعدة من قواعد الترجيح تعارضها، فحينئذ ـ لا قبل ذلك ـ يمكن الانتقال للترجيح و ذلك بإعمال قواعد الترجيح المناسبة.

و لكن الجمع بطريقة صحيحة في مسألتنا بين حديث النهي و أحاديث الإباحة غير متعذر فوجب المصير إلى الجمع و عدم تجاوزه إلى الترجيح، و الشيخ رحمه الله إن فعل غير ذلك فهو بشر يخطئ و يصيب، و كل يؤخذ من قوله و يرد إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم.

و بعد فهذا ما لدي الآن باختصار بخصوص أدلة الشيخ رحمه على حرمة صيام السبت في النفل، فعلى من أراد نقض الكلام السابق أن يأتي بما يدل على خطأ تطبيق طريقة الجمع المذكورة و هي حمل العام على الخاص في مسألتنا، و أن يأتي بما يدل على خطأ ما ذُكر بخصوص تقديم الجمع على الترجيح أو بخصوص كون القاعدتين اللتين اعتمدهما الشيخ رحمه الله من قواعد الترجيح لا من قواعد الجمع و التوفيق كما قال.

أما بخصوص سلف القائلين بالحرمة فأرجئ الكلام فيها للرد المفصل على البحث الأخير لأخينا أبي سند فعسى أن أفرغ منه قريباً بإذن الله.

ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[08 - 03 - 06, 06:43 ص]ـ

وقع خطأ في بداية المشاركة لزم التنبيه عليه

الخطأ فيمكن تلخيص كلامه رحمه الله في نقاط:

1 - رد تأويل الحديث بالنهي عن صوم السبت مفرداً بل النهي يتناول كل صور صوم السبت (في غير النفل).

الصواب (في غير الفرض)

ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[08 - 03 - 06, 08:07 ص]ـ

ريثما ييسر الله عز و جل الفراغ من الرد المفصل على بحث أخينا الكريم أبي سند أنقل منه هذا الكلام الذي له تعلق بمحوري المسألة و كان هذا الكلام قد ذُكر مني و من غيري

قال ابن حزم رحمه الله في مراتب الإجماع

" وأجمعوا أن من تطوع بصيام يوم واحد ولم يكن يوم الشك، ولا اليوم الذي بعد النصف من شعبان، ولا يوم الجمعة، ولا أيام التشريق الثلاثة بعد يوم النحر: فإنه مأجور حاشا الامرأة ذات الزوج ".

إذاً أجمع المسلمون أن من تطوع بصيام السبت أنه مأجور وهذا يعني أنهم أجمعوا أن صوم السبت في النفل ليس بحرام.

و كان ابن حزم قد قال في مقدمة كتابه " و إنما ندخل في هذا الكتاب الإجماع التام الذي لا مخالف فيه البتة الذي يُعلم كما يُعلم أن صلاة الصبح في الأمن و الخوف ركعتان، و أن شهر رمضان هو الذي بين شوال و شعبان ... "

و قد تعقب ابن تيمية رحمه الله كتاب ابن حزم هذا فانتقده في مواضع ليس هذا منها، فهذا إقرار منه رحمه الله لهذا الإجماع فيستفاد من ذلك أن الإجماع منعقد على عدم حرمة صيام السبت في النفل منفرداً و إلا كيف يؤجر؟

لقد طالب الشيخ الألباني رحمه الله أن يأتيه معارضوه بمثل هذا الإجماع، و لم أقرأ أو أسمع أن أحداً عرض عليه هذا الكلام، و الذي يفهم من كلامه رحمه الله أنه كان سيرجع عن قوله بالحرمة لو أتاه مثل هذا الإجماع، ترى هل سنجد من إخوتنا الذين يقلدونه في المسألة إنصافاً و تجرداً فيسلموا لهذا الإجماع؟

ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[08 - 03 - 06, 03:59 م]ـ

الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله

إخوتي الكرام هذه دعوة لإصلاح ذات البين بين الأخوين الكريمين أبي سند و الساحلي فلا أحسب أن ما يدور بينهما يرضي الله عز و جل أو يرضي المؤمنين، و لستُ هنا في معرض تأييد أحدهما و تغليط الآخر و لكنني أدعوهما لفتح صفحة جديدة بينهما، و أذكر نفسي و كل إخواننا بقوله صلى الله عليه و سلم

(إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم)

و بقوله صلى الله عليه و سلم كما في سنن الترمذي

(ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى قال صلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة

قال أبو عيسى هذا حديث صحيح ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين)

و بقوله عليه السلام

(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس)

و قد أمرنا الله عز و جل بالعدل حتى مع مع من نكن لهم البغض من الأعداء فكيف بإخواننا المسلمين بل كيف بمن يوافقنا منهم على المنهج و السبيل الذي ارتضاه الله عز و جل لهم؟

قال الله عز و جل {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}

فأوصي نفسي و إخواني بالعدل و الإنصاف في الرضا و الغضب و ألا نكون عوناً للشيطان على أنفسنا و إخواننا

اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير