ـ[أبو عبد الله الساحلي]ــــــــ[09 - 03 - 06, 10:08 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكناني وأشكر لك مبادرتك هذه وما هي إلا دليل على حسن خلقك (ولا أزكيك على الله) وأسأل الله أن تكون كتاباتنا ومشاركاتنا خالصة لوجه الله.
في الحقيقة ما أحزنني هو بعد بعض طلبة العلم عن المنهج العلمي الأصيل وهي مشكلة قد ظهرت وانتشرت بين طلبة العلم الذين يدعون المنهج السلفي في تلقي العلم وأنا كنت قد كررت كلمة المنهج العلمي مرات عديدة في ردودي على الأخ محمد أبي سند وهذا مما يظهر أن المشكلة ليست بيني وبين الأخ بقدر ما هي مع منهجه الذي يسلكه في التلقي والاستدلال وهذا أمر يتاج إلى تفصيل وبيان لا يتسع المقام لبحثه الآن.
ومهما يكن فأنا أقبل دعوة الكريم الكناني التي دعا إليها اللهم رب جبريل ومكائيل وأسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب و الشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[10 - 03 - 06, 02:06 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم الساحلي و جزاك الله خيراً
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[19 - 03 - 06, 04:28 م]ـ
أحسن الله للجميع و بارك فيهم ... فهذا تعليقي على كلام الأخ الكريم أبي سند كما وعدتُ، و إلا فإن أصل المسألة قد بحث بإيجاز في المشاركات من 71 ألى 73
قال الأخ الكريم
لقد تنازع أهل العلم سلفاً وخلفاً، في حكم صيام يوم السبت , وإذا كان الأمر كذلك، فالواجب رده إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم,
التنازع هو التخاصم و لا بد له من طرفين أو أكثر فيدلي هذا بحججه و ذاك بحججه، و نحن بلا شك مأمورون عند التنازع بالتحاكم إلى كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم فهما الحكمان العدلان بلا ريب.
إنه من المعلوم أن التنازع في العصر الحديث قد وقع حول حرمة صيام السبت فقال الشيخ الألباني رحمه الله به و أدلى بحججه و خالفه الآخرون و أدلوا بحججهم، فقول الأخ الكريم بخصوص تنازع أهل العلم خلفاً حول هذا الأمر صحيح.
أما تنازعهم سلفاً فما الدليل عليه؟ إن الأخ الكريم قد حاول جاهداً أن يثبت سلفاً للقائلين بالحرمة و أقصى ما أتى به هو عبارات لبعض أهل العلم قد يفهم منها ذلك و قد يفهم منها خلافه ـ و سنعرض للأمر في حينه ـ أما أن يقال أن السلف قد تنازعوا حول حرمة صيام السبت على المعنى الذي قدمناه فهذا يحتاج لدليل دونه خرط القتاد، و إلا فليذكر لنا الأخ الكريم أو من يوافقه نقاشاً دار حول هذه المسألة قديماً في أي كتاب من كتب أهل العلم.
نعم لقد تنازع أهل العلم قديماً في هذه المسألة على قولين الأول هو جواز صيام السبت في النفل مطلقاً و الثاني هو كراهة إفراده أو تخصيصه بالصيام، و لو أن الأخ الكريم أراد هذا التنازع لما علقنا على كلامه و لكن مراده غير ذلك فحسُن التنبيه.
فهذا الحديث يدل على تحريم صيام يوم السبت بثلاثة مؤكدات:
الأولى: قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ) , والأصل في النهي التحريم ما لم يصرف إلى الكراهة أو الإباحة و لا صارف.
أما الصارف فهو الكثرة المتكاثرة من الأحاديث المبيحة لصيام السبت إما بالنص عليه أو بدخوله تحت عموم الحث على الصيام مطلقاً أو تحت عموم الحث على صيام أيام قد يكون السبت واحداً منها. فورود هذه الأحاديث الدالة على الإباحة أو الاستحباب أضعفت دلالة حديث النهي على التحريم ونقلتها إلى الكراهة، قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج27/ 201:
(المقرر عند عامة الأصوليين أن النهي عن الشيء قاضٍ بتحريمه أو كراهته على حسب مقتضى الأدلة)
و قال رحمه الله في الاقتضاء (واحتج الأثرم بما دل من النصوص المتواترة على صوم يوم السبت) فأقل ما يقال في هذا المقام هو أن إباحة صيام السبت قد تواترت تواتراً معنوياً، فيحمل النهي في الحديث على الكراهة جمعاً بين الأدلة.
هذا و يمكن أن يضاف إلى ذلك فتوى عبد الله بن بسر رضي الله عنه راوي الحديث إذ نفى الإثم عن صائم يوم السبت بقوله " و لا عليك " و هذا دليل على أنه لم يفهم من الحديث حرمة الصيام، و فهمه و هو راوي الحديث مقدم على فهم غيره إذ لا يعلم له مخالف لا من الصحابة و لا من جاء بعدهم.
¥