تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فردك أخي الكريم على أصل الموضوع هو المهم لأن فيه نفعاً عاماً أما الرد على مغالطاتي فأكثر نفعه سيكون خاصاً بشخصي الضعيف و الأول أولى كما لا يخفى عليك، فلننته من أصل الموضوع إما بأن يوافق أحدنا الآخر و إما بأن نصل إلى طريق مسدود، ثم بين لي مغالطاتي هنا إن شئت أو في أي مكان آخر.

أما ردك على ما ذكرتُه في مشاركتي السابقة فهو كما ذكرتُ لك يتعلق بنقطة خارجة عن أصل موضوعنا هي: (هل يؤجر من أتى بعبادة على وجه مكروه؟) فهذه ربما كان من الأفضل أن تفتح لها موضوعاً مستقلاً إن شئت، و مع ذلك فسوف أعلق على بعض ما جاء في كلامك.

قلتَ بارك الله فيك

فمن غير الممكن ان تكون عبادة من وجه , وهي مكروهة من وجه اخر , هذا الاشكال موجود فقط في صيام يوم السبت لمن يرى بكراهته منفرد

و ماذا عن الذي يرى كراهة إفراد الجمعة بالصيام و هم الجمهور أيضاً، و الذي يرى كراهة صيام الدهر؟

مجموع الفتاوى ج: 10 ص: 393

والكلام في سرد الصوم وصيام الدهر سوى يومي العيدين وأيام التشريق وقيام جميع الليل هل هو مستحب كما ذهب إلى ذلك طائفة من الفقهاء والصوفية والعباد أو هو مكروه كما دلت عليه السنة وإن كان جائزا لكن صوم يوم وفطر يوم أفضل

مجموع الفتاوى ج: 22 ص: 301

وقد تنازع العلماء في سرد الصوم إذا أفطر يومي العيدين وأيام منى فاستحب ذلك طائفة من الفقهاء والعباد فرأوه أفضل من صوم يوم وفطر يوم وطائفة أخرى لم يروه أفضل وجعلوه سائغا بلا كراهة وجعلوا صوم شطر الدهر أفضل منه وحملوا ما ورد فى ترك صوم الدهر على من صام أيام النهي والقول الثالث وهو الصواب قول من جعل ذلك تركا للأولى أو كره ذلك

أما كلام الشيخ صالح حفظه الله فلم يتبين لي وجه إيرادك له فماذا تريد أن تقول؟

الشيخ يقول كما نقلتَ (النوع الثاني المكروه: وهو ما كان عن مقابلة، وهو أن يقول قائل مثلا: إن شفى الله جل وعلا مريضي صُمْتُ يوما، إن نجحت في الاختبار صليت ركعتين، إن تزوجت هذه المرأة تصدقت بخمسين ريالا -مثلا- أو بمائة ريالا.)

فهل هذا النذر عبادة أم لا؟ إن قلتَ لا سُرَّ القبوريون بذلك، و إن قلتَ نعم فهي عبادة مكروهة و الوفاء بها واجب، فهل قلتُ غير ذلك؟

أما ما نقلتَه عن الشيخ العثيمين و الشيخ محمد أمان رحمهما الله من التفرقة بين عقد النذر و الوفاء به فمعلوم و الحمد لله و لكنه لا يخرج هذه العبادة عن كونها عبادة غريبة و ما أشكل على العلماء قديماً و حديثاً لم يحله الشيخ صالح حفظه الله في نذر المقابلة فالإشكال قائم، و سوف أعرض لك الأمر بشكل آخر:

لقد نهى الشارع عن النذر ـ نذر المقابلة على الأقل ـ و المقرر عند جمهور الأصوليين أن النهي في العبادات يقتضي الفساد، لكن الشارع لم يحكم بفساد هذه العبادة و بطلانها بل أوجب الوفاء بها، هذا هو الإشكال أخي الكريم.

أما ما نقلتَه عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بخصوص الصلاة في وقت الكراهة فهو رحمه الله لا يقول أن من صلى في وقت الكراهة و هو عالم بالنهي لا يؤجر فقط، بل يقول أنه يأثم فهذا يعني أن الشيخ رحمه الله لا يقول فقط بكراهة الصلاة في هذه الأوقات بل بحرمتها و إلا فكيف يأثم و المكروه لا يأثم فاعله؟ فإن كان الأمر كذلك فلا تعلق لاستشهادك بفتواه رحمه الله بما تريد.

و قد ختمتَ مشاركتك بقولك

وعليه فان قولك:

لا لك و لا عليك "تدل على أحد معنيين كما بينتُ لك في مشاركة سابقة: إما الجواز و إما الكراهة

أقول

فاذا كان المعنى الاول قد قال به كل من رد حديث النهي، فالحديث قد صح , أما من قال بالكراهة فهذا هو ما نتباحث حوله , فاذا كان معنى لا لك و لا عليك تدل على الكراهة فنرجع الى سؤلك السابق الذي نود الاجابة عليه والسؤال لمن قد نسيه:

قد يشكل هذا، فكيف يكون الإتيان بالعبادة على وجه مكروه يستلزم الأجر و الثواب؟

أي بمعنا كيف يكون صيام يوم السبت مكروه ثم كيف يؤجر عليه من صامه؟

وهذا هو التساؤل الذي طرحه الاخ ابو سند.

فأقول بارك الله فيك، الحديث صح عندك و عند من تقلدهم من العلماء أما غيرك فلم يصح عنده و لا وجه لإلزامه بذلك، و ليتك تراجع ما قلتَه بنفسك في بداية مشاركتك تحت (أولاً)!

أما باقي كلامك فليس هذا أبداً هو ما نتباحث حوله هنا، بل الذي نتباحث حوله هو حرمة صيام السبت فإذا أثبتم لنا حرمته فقد قضي الأمر و لا حاجة للتباحث حول القول بالكراهة، أما إن ثبت عكس ذلك و أنه لا يحرم صيامه فيمكن أن نتابع الحوار لنعرف حكم صيام السبت هل هو جائز على كل حال أم هو مكروه على الانفراد.

و بعدُ فإن لي رجاء حاراً و هو أن تقصر الكلام هنا على أصل الموضوع أما باقي النقاط الجانبية فأرجو أن ترجئها أو أن تفتح لها مواضيع مستقلة إن شئت.

لقد طلبتَ أخي الكريم ألا نطالبك بالسرعة في الرد فلك ذلك و لكن نرجو أن يكون هذا بالمعقول فرغم متابعتك للموضوع من بدايته و رغم أنني منذ أكثر من شهر قد نشرت الرد الأساسي إلا أنك للآن لم تكتب أي شيء حوله.

في الختام أعود للتذكير بأن الرد الأساسي موجود في المشاركات من 71 إلى 73 لمن أراد الاطلاع عليه، و بالإضافة إليه سأنقل قريباً جزءاً من بحثي (الإعلام) كي تكتمل الصورة عند من يطالع هذا الموضوع.

و صل اللهم على عبدك و نبيك محمد و على آله و صحبه وسلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير