تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب


أخي الحبيب أبا سند ... أحسن الله إليك و نفع بك

بداية أعتذر عن تأخر الرد إذ لم أتنبه لمشاركتك إلا أمس

ثم أقول

أخي الكريم ... أرجو أن يكون واضحاً أنني لم و لن أرتب على مسألة السبت بعينها ولاء و لا براء و أنني لا أحمل في قلبي أي نوع من البغض لإخواننا في الله ـ الذين هم إخواننا في المنهج كذلك ـ الذين يقولون بالحرمة.

بل إنني قد حزنت لما كتبه أخونا ناصف في مشاركته الأخيرة و اعتذرت و أكرر اعتذاري له و لك و لأي أحد من إخواننا إن بدر مني ما ضايقه.

أما بالنسبة لمشاركتك قبل الأخيرة ... فأنت تعلم أخي الكريم أننا كنا قد توقفنا عند نقطة معينة في النقاش حددت أنت أغلب معالمها، حيث عرضت الأحاديث المتعارضة و عرضت الأقوال المحتملة للجمع أو الترجيح بينها كي يتم التباحث حول هذه الأقوال للوصول إلى أقربها للصواب.

مشاركتك الأخيرة لم تناقش فيها تلك الأقوال في ظني، و إن كان هناك ما يمكن قوله حولها فهو التالي:

وأما جواز صيامه مقروناً مع غيره:

(إلى قول الشيخ:)

... فلو جاز صيام السبت لغير الفريضة؛ لجاءت الاستثناءات كما جاءت في الجمعة ويوم الشك والنصف من شعبان؛ لمن اعتاد الصيام، والله-تعالى-أعلم.

فهذه الفقرة كلها أخي الحبيب أقول رداً عليها:

نعم حديث النهي ليس فيه سوى هذا الاستثناء و لو لم تأت بقية الأحاديث لما كان هناك مجال للاعتراض و لكن ألا ترى أخي الحبيب أن كل هذه الفقرة ـ و هو نفس ما أسمعه من بعض إخواننا ـ تغفل تماماً وجود بقية الأحاديث المخالفة لحديث النهي؟

أخي الحبيب ... إنني أريد منك أو من أي أحد من إخواننا أن يبين لي المانع شرعاً أو عقلاً أن يستثني حديث النهي صورة الفرض ثم تأتي الأحاديث الأخرى مستثنية صوراً أخرى، بالله عليك أخي الحبيب ما المانع؟!!

أما قول الشيخ حفظه الله بعد أن ذكر النصوص المتعلقة بالسبت:

فكيف يكون التعامل مع هذه النصوص؟

إن من لم يصم السبت لغير فريضة؛ لم يعارض هذه النصوص أبدا، وهذا يتمشى مع القاعدة المعروفة ((الحاظر مقدم على المبيح.

فأقول: ألم نتفق أخي الحبيب أن هذه من قواعد الترجيح التي لا يلجأ إليها إلا عند تعذر الجمع؟

فهل حاولنا الجمع و لم نفلح؟ أليست هذه هي النقطة التي وقفنا عندها على أمل المناقشة؟

أما قول الشيخ

ويحضرني في هذا المقام ما قاله البخاري-رحمه الله- في ((صحيحه))
((ما يذكر في الفخذ ... وقال أنس: حسر النبي صلى الله عليه وسلم عن فخذه وحديث أنس أسند، وحديث جرهد أحوط حتى يخرج من اختلافهم)). انظر ((الفتح)) (1/ 478).

فلا أحد أخي الكريم يستطيع أن يعترض على من يريد الأخذ بالأحوط، و لو كان موضوعك (القول الثبت) للحض على هذا المعنى فقط لما طال النقاش حتى الآن، و لكن قصدك من موضوعك هو إثبات حرمة صيام السبت، و هذا لا يكون إلا بالأدلة فتعرض ما لديك و يعرض مخالفك ما لديه بغية الوصول للحق، و أحسب أن النقاش قد توقف عند أكثر النقاط حسماً في الموضوع، فإذا كان لديك ما يدعم وجهة نظرك بالقول بالحرمة مما له تعلق بهذه النقطة فلنطرحه للنقاش، و إن كان الأمر عندك محل توقف فلتبين ذلك ثم لتقل إن شئت أن الأحوط لديك هو ترك صيام السبت فلامشكلة حينئذ.

الذي أريد أن أقوله إن طرح المسألة للتباحث العلمي يختلف عن طرح الأحوط و الأورع، لأن الذي يترك الصيام احتياطاً لا يستطيع أن يقول إن الصيام حرام فالفرق بين الأمرين واضح، و آمل أنك لن تخالفني في ذلك.

ختاماً أدعو لله لي لك و لإخواننا بالعلم النافع و العمل الصالح إنه ولي ذلك و القادر عليه،

و صل اللهم على عبدك و نبيك محمد و على آله و صحبه و سلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير