تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يلونَهم) البخاري من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه.]؟! انتهى كلامه

وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله تعالى عن عبارة (السابقون رجال ونحن رجال)

فقال رحمه الله تعالى:

هذه العبارة فيها إجمال واحتمال، فإن أريد بها أن الواجب على المتأخرين أن يجتهدوا في نصر دين الله وتحكيم شريعته، وتأييد ما عليه السلف الصالح من العقيدة والأخلاق فهذا حق. والواجب على جميع المسلمين أن يسيروا على نهج سلفهم الصالح في إتباع الكتاب والسنة وتحكيمهما في كل شيء، ورد ما تنازع فيه الناس إليهما، عملا بقول الله سبحانه (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) الآية، وقوله سبحانه (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) الآية أما إن أريد بهذه العبارة أن المتأخرين لهم أن يجددوا في دين الله ما يخالف ما عليه سلف الأمة في العقيدة والأخلاق أو في الأحكام: فهذا أمر منكر لا يجوز فعله لأنه مخالف لقول الله عز وجل (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا) وقوله عز وجل (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) وقوله سبحانه (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) ومن خالفهم وسلك غير سبيلهم، لم يتبعهم بإحسان، فلا يدخل في أتباعهم المرضي عنهم. لأنه ليس للمتأخرين أن يخالفوا ما أجمع عليه العلماء قبلهم , لأن الإجماع حق، وهو أحد الأصول الثلاثة التي يجب الرجوع إليها، ولا تجوز مخالفتها وهي الكتاب والسنة والإجماع؛ ولأن العلماء إذا أجمعوا على شيء دخلت فيهم الطائفة المنصورة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تزال على الحق , أما التفقه في الدين والتماس حل المشكلات بالطرق الشرعية في المسائل التي جدت بين المسلمين ولم يتكلم فيها الأوائل فهذا حق وليس فيه مخالفة للسابقين؛ لأن العلماء السابقين واللاحقين كلهم يوصون بتدبر الكتاب والسنة واستنباط الأحكام منهما، والاجتهاد فيما يعرض من المسائل المشكلة على ضوء الكتاب والسنة , وليس هذا تجديدا مخالفا للسابقين، ولكنه تجديد سائر على منهج السابقين وعلى أصولهم، وقد صح في هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين متفق على صحته، وقوله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة رواه الإمام مسلم في صحيحه)) انتهى كلامه.

فهذا الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في جميع دروسه ومحاضراته , يشهر الانتماء إلى السلفية، ويدعوا إلى اتباع السلف الصالح، ويحذر من أهل البدع والأهواء.

وكذلك هو الحال للشيخ الألباني والعثيمين والشيخ مقبل وغيرهم من مشايخ هذه الدعوة المباركة والتي نحمد الله عز وجل على الانتماء إليها , فالمحق هو من وافق السلف قلباً وقالباً، وأحبهم وتشرف بالانتساب إليهم، فهم الطائفة المنصورة، والفرقة الناجية، وأهل الأثر وأهل الحديث.

إن الارتباط بفهم السلف الصالح؛ في فهم النصوص ومعرفة دلالتها من الأمور المهمة؛ لأن الأفهام قد تضل، لكن من أخذ الدين غضاً طرياً من النبي عليه الصلاة والسلام مع زكاء قلبه، وصحة عقله، وحُسن رغبة، كان حريا بالعلم.

اما بخصوص موضوع صيام السبت فلا يوجد في الموضوع ما يقرر عدم الأخذ بمفهوم السلف في هذا الأمر , حيث قلت ((فإذا تقرر ذلك وجب الأخذ بالحديث وإن لم يعرف أن أحداً عمل به , فالحديث حجة بنفسه لا يحتاج إلى الاحتجاج به أن يعرف أن أحد من الأئمة عمل به)) انتهى كلامي.

فيجب التفرقة بين ان أقول (ليس من الضروري معرفة من من السلف عمل بالحديث , وبين القول ليس من الضروري فهم السلف للحديث) فهناك فرق بين الأمرين , ثم أني بعد ذلك نقلة كلام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى الموضح لهذا الأمر حيث قال رحمه الله (لا يضر الحديث ولا يمنع العمل به عدم العلم بمن قال به من الفقهاء، لأن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود) انتهى. وبعد ذلك نقلة كلاما لابن حزم ثم كلاما للعلامة ابن القيم الذي كان كلامه في غاية الوضوح لتبيان ما أردته من هذا الموضوع حيث قال رحمه الله تعالى (وأقبح من ذلك عذره في جهله إذ يعتقد أن الإجماع منعقد على مخالفة تلك السنة، هذا?سوء ظن بجماعة المسلمين إذ ينسبهم إلى اتفاقهم على مخالفة سنة رسول الله?صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأقبح?من ذلك عذره في دعوى هذا الإجماع وهو جهله ودعم عمله بمن قال بالحديث، فعاد الأمر?إلى تقديم جهله على السنة والله المستعان. ولا يعرف إمام من أئمة الإسلام البتة?قال: لا نعمل بحديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى نعرف من عمل به) انتهى. ثم كان كلامه رحمه الله تعالى في كتاب الروح أوضح من الشمس في رابعة النهار على ما اقصده من مفهوم السلف حيث قال رحمه الله تعالى (فلا تجعل جهلك بالقائل به حجة على الله ورسوله، بل اذهب إلى النص، ولا تضعف واعلم أنه قد قال به قائل قطعاً ولكن لم يصل إليك) انتهى

هذا ما أردت أن أبينه على عجالة والله ولي التوفيق وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أهله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستنا بسنته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير