ـ[ abu mohmad] ــــــــ[28 - 10 - 02, 11:11 م]ـ
وَ ننتقل إلى المحور الُلغوي بدلالته فنقول:
إن ركبة ذوات الأربع من ضمنها البعير في يديه كما قاله ابن منظور في " لسان العرب " وَالأزهري في " تهذيب اللغة " وَابن سيدة في " المُحكم وَالمحيط الأعظم" وابن حزم في " المحلى " وَروى أبوالقاسم السرقسبطي في " غريب الحديث " بسندٍ صحيح عن أبي هريرة أنه قال: (لا يبرك أحد بروك البعيرالشارد) يعني لا يرمي بنفسه في السجود على ركبتيه كما يفعل البعيرالشارد وَلكن عليه أن يطمئن فيضع يديه ثُم ركبتيه، وَفي قصة سُراقة بن مالك: (وَساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين) أخرجه البخاري وَغيره.
وَننتقل الآن إلى المحورالنظري بحُججه مُبتدئين بما ذكره الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في " شرح الترميذي":
1 - قال:" وَحديث أبي هريرة نص صريح وَ مع هذا فإن بعض العلماء ومنهم ابن القيم حاول أن يعله بعلة غريبة فزعم أن متنه انقلب على راويه وَأن صحة لفظه لعلها (وَليضع ركبتيه قبل يديه) ثُم ذهب ينصر قوله ببعض الراويات الضعيفة وَ بأن البعير إذا برك وضع يديه قبل ركبتيه فمقتضى النهي عن التشبه به هو أن يضع الساجد ركبتيه قبل يديه. وَهو رأي غير سائغ لأن النهي هو أن يسجد فينحط على الأرض بقوة وَهذا يكون إذا نزل بركبتيه أولاً والبعير يفعل هذا أيضاً وَلكن ركبتاه في يديه لا في رجليه وهو منصوص عليه في " لسان العرب" لا كما زعم ابن القيم " أ. هـ
أقول وَلو سألت راعي إبلٍ لأخبرك أن ركبة البعيرفي يديه وَهو يخرعليها.
2 - أن خرور مجموعة كبيرة من المصلين على ركبهم يُحدث صوتاً يُخل بالخشوع وَالسكينة، وَقد كنت ذات يومٍ في أحد المساجد الصغيرة وَكان به دورعلوي، فعندما يسجدالناس وَأنت بالدورالسفلي تسمع جلبة الرُكب مما يُذهب الخشوع وَيُوحي بعدم التزام الأدب في المسجد، وَلو أن هذه المجموعة قدموا أيديهم في سجودهم لكان هذا ادعى إلى السكون والخشوع المفترض في بيوت الله.
3 - لو كنت جالساً وَ جاءك رجلان لأجل أن يجلسا إليك فأما أحدهما فانحط على ركبتيه والآخر وضع يديه، فأيهما احرى بالتواضع والأدب؟؟ لا شك أنه الثاني بإجماع العُقلاء من أجل ذلك قال الإمام مالك (هو أحسن في خشوع الصلاة) بل هذا هو ما كان عليه السلف رحمهم الله حيث قال الأوزاعي: (أدركت الناس يضعون أيديهم قبل ركبهم) ذكره المروزي في مسائله بسندٍ صحيح، وَقال ابن أبي داود: (وَهو قولُ أصحاب الحديث)، وَقال الحافظ ابن سيدالناس: (أحاديث وضع اليدين قبل الركبتين أرجح .... قال وينبغي أن يكون حديُ أبي هريرة داخلاً في الحُسن على رسم الترميذي لسلامة رواته من الجرح).
4 - وَأما فعل عمررضي الله عنه فالذي يظهر وَالله أعلم أن عمر كان طِوالاً جسيماً وَبالأخص كان طويلَ الرجلين كما هو مذكورفي سيرته وَقد جرت العادة أن من كان هذا وصفه يشق عليه وَيتحرج أن يُقدم يديه،فهو يصنع ما يسهل عليه فعله.
5 - الإكثار من تقديم الركبتين يُحدث مع الزمن ألماً فيهما فكان الإعتمادعلى اليدين أخف على الركبتين كما ذكر ذلك الحافظ في " الفتح " عن الزين ابن المنير.
... خاتمة البحث ...
يتبين من خِلال هذه المحاورالتي تُعتبر ضوابط يمشي عليها أهلُ العلم تبين أن تقديم اليدين على الركبتين في السجود واجب لا محالة، وَقد قال بهذا القول من العلماء المعاصرين الشيخ الألباني رحمه الله وَغيره، وَرجحّه الشيخ محمدالمختارالشنقيطي حفظه الله وَمن بدا له غيرَ هذا الرأي فاليرد رداً علمياً من خِلال نقده لتلك المحاور بشرط أن يكونَ نقده على طريقة أهلِ العلم.
وصلى الله على نبينا محمد وَعلى آله وَأصحابه وَسلم تسليماً كثيرا
وَكتب أبوالحسن وليد بن محمد المصباحي الوصابي
21/ 8 / 1423هـ
ـ[أبو نايف]ــــــــ[29 - 10 - 02, 12:51 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك يا أخي وفي علمك
وما توصلت إليه يا أخي الفاضل هو عين الصواب
وجزاك الله خيرا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[29 - 10 - 02, 01:19 ص]ـ
هذا كلام للشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن السعد حفظه الله
وكتب حواشية خليل بن محمد وفقه الله
جلاء العينين عن النزول بالركبتين للمحدث عبد الله السعد
¥