قوله صلى الله عليه وسلم (منْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوضوءَ، خَرَجَت خَطَايَاهُ) تخرج خطاياه من هذا الوضوء حتى من تحت أظفاره , وعلى هذا فالوضوء يكون سبباً لكفارة الخطايا حتى أدق مكان وهو تحت الأظفار , وهذه الحديث يدل على أن الوضوء من أفضل العبادات , وأنه عبادة ينبغي للإنسان أن ينوي به التقرب إلى الله عز وجل , يعني أن يستحضر وهو يتوضأ , ويستشعر بأنه يمتثل أمر الله في قوله (إذا قمتم إلى الصلوة فاغسلوا وجوهكم) , ويستشعر أيضاً أنه متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم في وضوئه , وكذلك أيضاً يستحضر أنه يريد الثواب وأنه يثاب على هذا العمل حتى يتقنه ويحسنه , والله الموفق. شرح رياض الصالحين - العثيمين.
فضل إسباغ الوضوء على المكاره
+ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ) مسلم.
شرح الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم (أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ) , وإنما ساق الحديث وشك على سبيل الاستفهام من أجل أن ينتبه السامع لما يلقي إليه , لأن الأمر مهم , فقال (أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ) قالوا بلى يا رسول الله , قال (إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ).
(إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ) , يعنى أن الإنسان يتوضأ ويسبغ وضوءه على كره منه , إما لكون فيه حمى ينفر من الماء فيتوضأ على كره , وإما أن يكون الجو بارداً , وليس عند ما يسخن به الماء فيتوضأ على كره , وإما أن يكون هناك أمطار تحول بينه وبين الوصول لمكان الوضوء فيتوضأ على كره , المهم أنه يتوضأ على كره ومشقة لكن بدون ضرر , أما مع الضرر فلا يتوضأ بل يتيمم , هذا مما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات , ولكن هذا لا يعني أن الإنسان يشق على نفسه ويذهب يتوضأ بالبارد ويترك الساخن , أو يكون عنده ما يسخن به الماء ويقول لا , أريد أن أتوضأ بالماء البارد , لأنال هذا الأجر , فهذا غير مشروع لأن الله يقول (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وءامنتم). شرح رياض الصالحين - العثيمين.
فضل الغسل يوم الجمعة
+ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رضي الله عنه قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى) البخاري.
شرح الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم (ويتطهر ما استطاع من الطهر) في رواية الكشميهني " من طهر " والمراد به المبالغة في التنظيف , ويؤخذ من عطفه على الغسل أن إفاضة الماء تكفي في حصول الغسل , أو المراد به التنظيف بأخذ الشارب والظفر والعانة , أو المراد بالغسل غسل الجسد , وبالتطهير غسل الرأس.
و قوله صلى الله عليه وسلم (ويدهن) المراد به إزالة شعث الشعر به وفيه إشارة إلى التزين يوم الجمعة.
¥