قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة) زاد مسلم في رواية ورمضان إلى رمضان (كفارات لما بينهن) أي من الذنوب وفي رواية لمسلم مكفرات لما بينهن (ما لم تغش الكبائر) وفي رواية لمسلم إذا اجتنب الكبائر. قاله النووي في شرح مسلم: في شرح حديث ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيره. معناه إن الذنوب كلها تغفر إلا الكبائر فإنها لا تغفر وليس المراد أن الذنوب تغفر ما لم تكن كبيرة فإن كانت لا يغفر شيء من الصغائر , فإن هذا وإن كان محتملا فسياق الحديث يأباه قال القاضي عياض هذا المذكور في الحديث من غفر الذنوب ما لم يؤت كبيره هو مذهب أهل السنة وأن الكبائر إنما يكفرها التوبة أو رحمة الله تعالى وفضله , وقال القاري في المرقاة إن الكبيرة لا يكفرها الصلاة والصوم وكذا الحج وإنما يكفرها التوبة الصحيحة لا غيرها , نقل ابن عبد البر الإجماع عليه بعدما حكى في تمهيده عن بعض معاصريه أن الكبائر لا يكفرها غير التوبة , ثم قال وهذا جهل وموافقة للمرجئة في قولهم إنه لا يضر مع الإيمان ذنب , وهو مذهب باطل بإجماع الأمة انتهى , قال العلامة الشيخ محمد طاهر في مجمع البحار ص 221 ح 2 ما لفظه في تعليقي: للترمذي لا بد في حقوق الناس من القصاص ولو صغيرة وفي الكبائر من التوبة , ثم ورد وعد المغفرة في الصلوات الخمس والجمعة ورمضان فإذا تكرر بغفر بأولها الصغائر وبالبواقي يخفف عن الكبائر وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة يرفع بها الدرجات انتهى. تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي.
فضل صَلَّاة الْبَرْدَيْنِ
+ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ) البخاري.
شرح الحديث
أن من صلى البردين دخل الجنة , والبردين هما صلاة الفجر , وصلاة العصر , لأن الفجر يأتي في الليل في آخره , والعصر تأتي في برد النهار في آخره , ولذلك قال (من صلى البردين دخل الجنة) , وفى حديث آخر أخبر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أنه لا يلج أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) , يعني صلاة الفجر , وصلاة العصر.
ففي الحديث الأول إثبات دخول الجنة , وفى الثاني انتفاء دخول النار , فيكون هذا كقوله تعالى (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) نسأل الله تعالى أن يجعلنا و إياكم من المحافظين على الصلوات , والصلاة الوسطي وأن يحرمنا على النار ويدخلنا الجنة إنه على كل شيء قدير. شرح رياض الصالحين - العثيمين.
فضل صَلَّاة العصر
+ عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ قَالَ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ بِالْمُخَمَّصِ فَقَالَ (إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ عُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ وَلَا صَلَاةَ بَعْدَهَا حَتَّى يَطْلُعَ الشَّاهِدُ وَالشَّاهِدُ النَّجْمُ) مسلم.
شرح الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم (إن هذه الصلاة عرضت على من قبلكم فضيعوها فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين) فيه فضيلة العصر وشدة الحث عليها. شرح صحيح مسلم النووي.
فضل صَلَّاة العشاء
+ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا) مسلم.
شرح الحديث
¥