وبالنسبة إلى ما ظهر للمخلوقين تتصور الزيادة , وهو مراد الحديث. والثالث أن المراد بقاء ذكره الجميل بعده , فكأنه لم يمت. حكاه القاضي , وهو ضعيف أو باطل والله أعلم. شرح صحيح مسلم النووي.
فضل بر الولدين
+ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَقْرَبُ إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ (الصَّلَاةُ عَلَى مَوَاقِيتِهَا قُلْتُ وَمَاذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ قُلْتُ وَمَاذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) مسلم.
شرح الحديث
حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال حين سأله عبد الله بن مسعود أي العمل أحب إلى الله قال (الصَّلَاةُ عَلَى مَوَاقِيتِهَا) قلت ثم أي قال (بِرُّ الْوَالِدَيْنِ) قلت ثم أي قال (الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) , فجعل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرتبة البر بالوالدين مقدمة على مرتبة الجهاد في سبيل الله , وفى هذا دليل على فضل بر الوالدين.
فإن قال قائل ما هو البر؟ قلنا هو الإحسان إليهما , بالقول , والفعل والمال بقدر المستطاع , اتقوا الله ما استطعتم , وضد ذلك العقوق. شرح رياض الصالحين - العثيمين.
فضل نفقة الرجل على أهله
+ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ يَحْتَسِبُهَا فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ) البخاري.
شرح الحديث
هذا لحديث يدل على فضيلة الإنفاق على الأهل , وأنه أفضل من الإنفاق في سبيل الله , وأفضل من الإنفاق في الرقاب , وأفضل من الإنفاق علي المساكين , وذلك لأن الأهل ممن ألزمك الله بهم , وأوجب عليك نفقتهم , فالإنفاق عليهم فرض عين , والإنفاق علي من سواهم فرض كفاية , وفرض العين أفضل من فرض الكفاية.
وقد يكون الإنفاق علي من سواهم علي وجه التطوع , والفرض أفضل من التطوع , لقول الله تعالي في الحديث القدسي (ما تقرب إلى عبدي أفضل مما افترضته عليه) لكن الشيطان يرغب الإنسان في التطوع ويزهده في الواجب , فتجده مثلاً يحرص علي الصدقة ويدع الواجب , يتصدق علي مسكين أو ما أشبه ذلك ويدع الواجب لأهله , يتصدق علي مسكين أو نحوه ويدع الواجب لنفسه , كقضاء الدين مثلاً تجده مديناً يطالبه صاحب الدين بدينه وهو لا يوفى , ويذهب يتصدق علي المساكين وربما يذهب للعمرة أو لحج التطوع وما أشبه ذلك ويدع الواجب , وهذا خلاف الشرع وخلاف الحكمة , فهو سفه في العقل وضلال في الشرع. شرح رياض الصالحين - العثيمين.
فضل بشاشة الوجه
+ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ) مسلم.
شرح الحديث
أن طلاقة الوجه توجب سرور صاحبك , لأنه يفرق بين شخص يلقاك بوجه معبس وشخص يلقاك بوجه منطلق , ولهذا قال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبى ذر (لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ) فهذا من المعروف لأنه يدخل السرور على أخيك , ويشرح صدره.
كلمة طيبة مثل أن تقول له كيف أنت؟ كيف حالك؟ كيف إخوانك؟ كيف أهلك؟ وما أشبه ذلك , لأن هذه الكلمات الطيبة التي تدخل السرور على صاحبك كل كلمة فهي صدقة لك عند الله وأجر وثواب وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام (البر حسن الخلق) وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً). شرح رياض الصالحين - العثيمين.
فضل أفشى السلام
¥