ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 12 - 05, 01:19 ص]ـ
السؤال:
ما حكم شراء أسهم شركة ينساب؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
يجب على المسلم تحري أكل الحلال الطيب، واجتناب الخبيث المحرم، فإن أكل الحرام سبب من أسباب عدم إجابة الدعاء، بل هو سبب عظيم من أسباب دخول النار، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به) رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع (4519)، وقد حذرنا الله تعالى من فتنة المال فقال: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) الأنفال/28.
وما من إنسان إلا سيسأل عن ماله يوم القيامة: من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟
فليحرص المسلم على أن يكتسب المال من وجه حلال، ويؤدي حق الله تعالى فيه.
ثانياً:
من المحرمات التي لا يشك مسلم في تحريمها: الربا، فقد ورد عليه الوعيد الشديد من الكتاب والسنة، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) البقرة/278 - 279.
ولعن الرسول صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه وقال: (هم سواء) رواه مسلم (1598).
وشدَّد الرسول صلى الله عليه وسلم في أكل الربا مهما كان المال يسيراً، حتى قال صلى الله عليه وسلم: (دِرْهَمٌ رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً) رواه أحمد (21450) وصححه الألباني في صحيح الجامع (3375)
وهذا يوجب على المسلم نوعاً من الحذر من هذه المعصية الكبيرة.
ثالثاً:
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات (ينساب) هي شركة مساهمة سعودية تحت التأسيس، وأصل نشاط الشركة مباح (تصنيع المنتجات البتروكيماوية)، غير أنها لا تمانع من تمويل مشروعاتها بالقروض الربوية، فقد جاء في النشرة المفصلة للاكتتاب في هذه الشركة ينساب (ص 29) أن الشركة مقدمة على تمويل بمبلغ يقارب 13 مليار ريال سعودي، وقد نصت الشركة على أن البنك الملتزم بتدبير المبلغ يقوم " حاليا بالتفاوض مع المصارف الدولية والإقليمية والمحلية وبعض الجهات شبه الحكومية لتقديم قروض تجارية (أي: ربوية) وإسلامية عادية للمشروع "
وهذا القرض الربوي لم يتم إلى الآن، ولكنه يدل على أن الشركة لا مانع لديها من تمويل مشروعاتها بقروض ربوية.
ومن خلال قائمة المركز المالي المستقبلية للشركة في 31/ 1/ 2006م وهو تاريخ التأسيس المتوقع، يتبين أن الشركة تتعامل بالفعل بالربا أخذاً وإعطاءً وبيان ذلك فيما يلي:
1 - للشركة رصيد لدى البنوك (وديعة إلى أجل) تتقاضى عليه فائدة ربوية سنوية بنسبة 4.85% تقريباً.
وقد حققت هذه الوديعة فائدة ربوية قدرها 4.375.000 ريال سعودي.
2 - جاء في قائمة المركز المالي المستقبلية أن شركة ينساب قد اقترضت من شركة سابك
1.2 مليار ريال سعودي تقريباً، وسيضاف إلى هذا القرض عمولة (أي فائدة ربوية) قدرها 10 مليون ريال سعودي.
ونظراً لأن أصل نشاط هذه الشركة مباح (تصنيع المنتجات البتروكيماويات) غير أنها دخلت في بعض المعاملات المحرمة، فهذه الشركة لا تعد من الشركات النقية التي تلتزم بأحكام الشريعة الإسلامية في معاملاتها.
ولكنها - كما يسميها البعض - من الشركات المختلطة، وقد اختلف العلماء والباحثون المعاصرون في حكم المساهمة في مثل هذه الشركات.
فجمهور العلماء المعاصرين على تحريم المساهمة فيها.
وممن ذهب إلى هذا القول:
1 - مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة، ونص قراره: " الأصل حرمة الإسهام في شركات تتعامل أحيانا بالمحرمات، كالربا ونحوه، بالرغم من أن أنشطتها الأساسية مشروعة " " مجلة المجمع الفقهي " (7/ 1/ 712).
2 - المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي في مكة، ونص قراره: " لا يجوز لمسلم شراء أسهم الشركات والمصارف إذا كان في بعض معاملاتها ربا، وكان المشتري عالما بذلك ". قرارات المجمع الفقهي (ص 297).
3 - سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله وعلماء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (13/ 407).
¥