تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فيما يتغير به المبنى ويفسد به المعنى واستحبابا فيما يحسن به اللفظ ويستحسن به النطق حال الاداء وانما قلنا بالاستحباب في هذا النوع لان اللحن الخفي الذي لا يعرفه الا مهرة القراء من تكرير الراآت وتطنين النونان وتغليظ اللامات في غير محلها وترقيق الراآت في غير موضعها كما سياتي بيانها لا يتصور ان يكون من فرض عين يترتب العقاب على فاعلها لما فيه من حرج عظيم

وقد قال تعالى وما جعل عليكم في الدين من حرج ولا يكلف الله الا وسعها وهو الحق الذي يعض عليه بالنواجذ ولا يعدل عنه الى غيره الا المذاحذ وفي الجمل عند قوله تعالى ورتل القرآن ترتيلا اي اقراه بترتيل وتؤدة وتبيين حروف واشباع حركات بحيث يتمكن السامع من عدها الخ خطيب اه منه

فاذا علمت ان المد الطبيعي متواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تقدم واجمع عليه القراء من غير مخالف كما تبين مما ذكرنا فالواجب العمل به والتحرز من اهماله لان تركه يؤدي الى تغيير المبنى وفساد المعنى الا ترى ان قوله تعالى وآتى المال على حبه فما آتاني الله يؤتي

الحكمة من يشاء وايتاء ذي القربى وأمثالها مصدرها الايتاء فوزنه الافعال ومعناه الاعطاء فاذا اسقط القارئ مدها تغير المبنى لصيررورته من باب أتى ومصدرة الاتيان وفسد معناه الذي هو الاعطاء وصار معناه المجيئ لان اتى معناه جاء وآتى معناه أعطى وكلفظ السلام سواء اريد به اسم الله تعالى كقوله تعالى هو السلام او اريد به التحية من المار او اريد به الخروج من الصلاة او غير ذللك فوزنه منكرا فعال ومعرفا الفعال فاذا اسقط الالف تغير المبنى وصار على وزن فعل او الفعل وفسد معناه لان السلم بغير الف عقد من عقود البيع وقد ترجم له الشيخ خليل بقوله شرط السلم الخ

وايضا السلم شجر ببادية الحجاز ذو شوك قال الشاعر

كان ظبية تعطوالى وارق السلم واشباه ذلك كثيرة كالتباس المفرد والتثنية والجمع ببعضها وغيرها مما يؤدي الى ما ذكرنا

وفي الموطا وسنن النسائي عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم اقرؤا القران بلحون العرب واياكم ولحون اهل الفسوق والكتابين وفي رواية اهل العشق والكتابين فانه سيجيئ قوم بعدي يرجعون القران ترجيع الغناء والرهبانية والنوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شانهم والمراد بالحان العرب القراءة بالطبائع والاصوات السليقة وبالحان اهل الفسق الانغام المستفادة من القواعد الموسيقية والامر محمول على الندب

والنهي محمول على الكراهة ان حصل له معه المحافظة على صحة الفاظ الحروف والا فمحمول على التحريم والقوم الذين لا يجاوز حناجرهم قراءتهم الذين لا يتدبرونه ولا يعملون به ومن جملة العمل به الترتيل والتلاوة حق تلاوته ونقل الزيلعي من ائمة الحنفية انه لا يحل التطريب فيه ولا الاستماع اليه لان فيه تشبها بفعل الفسقة وهو التغني ولا يعكر عليه قوله صلى الله عليه وسلم ليس منا من لم يتغن بالقران لان المراد بالتغني به الاستغناء على ما اختاره سفيان بن عيينة

ونقله شارح المصابيح والمراد به تحسين الصوت وتزيينه على وفق التجويد وتبيينه لقوله صلى الله عليه وسلم زينوا القران باصواتكم لكن في الشبرخيتي انه مقلوب اي زينوا اصواتكم بالقران كما ورد ذلك في بعض طرقه

وخبر ليس منا من لم يتغن بالقران المراد به ليس منا من لم يتلذذ بسماع القران كتلذذ اهل الغواني بسماعهن

وهذا ما لم يخرجه عما اتفق عليه السبعة بزيادة او نقص كمد المقصور وقصر الممدود وفك المدغوم وادغام المفكوك والا فيحرم اتفاقا وعليه يحمل قول الرسالة ولا يحل لك ان تتعمد سماع قراءة القران باللحن المرجعة كترجيع الغناء اه

وفيها ايضا ومن القراءة المنهية مااحدثه الجماعة الازهرية حيث يجتمعون فيقرؤون بصوت واحد ويقطعون القران فياتي بعضهم ببعض الكلمة والاخر ببعضها ويحذفون حرفا ويزيدون اخر ويحركون الساكن ويسكنون المتحرك وامثالها ويمدون تارة ويقصرون اخرى في غير محالها مراعاة للاصوات خاصة دون احوالها مع ان الغرض الاهم من القراءة انما هو تصحيح مبانيها لظهور معانيها بما فيها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير