(يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ)
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 12 - 05, 05:57 م]ـ
قال تعالى: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ)
قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى:
(وعني بقوله: {يوم تبلى السرائر} يوم تختبر سرائر العباد , فيظهر منها يومئذ ما كان في الدنيا مستخفيا عن أعين العباد , من الفرائض التي كان الله ألزمه إياها , وكلفه العمل بها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
28608 - عن عبد الله بن صالح , عن يحيى بن أيوب , عن ابن جريج , عن عطاء ابن أبي رباح , في قوله: {يوم تبلى السرائر} قال: ذلك الصوم والصلاة وغسل الجنابة , وهو السرائر ; ولو شاء أن يقول: قد صمت وليس بصائم , وقد صليت ولم يصل , وقد اغتسلت ولم يغتسل.
28609 - حدثنا بشر , قال: ثنا يزيد , قال: ثنا سعيد , عن قتادة {يوم تبلى السرائر} إن هذه السرائر مختبرة , فأسروا خيرا وأعلنوه إن استطعتم , ولا قوة إلا بالله. 28610 - حدثنا ابن حميد , قال: ثنا مهران , عن سفيان {يوم تبلى السرائر} قال: تختبر.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: (أي يوم القيامة تبلى فيه السرائر أي تظهر وتبدو ويبقى السر علانية والمكنون مشهورا وقد ثبت في الصحيحين عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " يرفع لكل غادر لواء عند استه يقال هذه غدرة فلان بن فلان").
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 12 - 05, 10:16 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
وقوله: {يوم تبلى السرائر} أي تختبر السرائر، وهي القلوب، فإن الحساب يوم القيامة على ما في القلوب، والحساب في الدنيا على ما في الجوارح، ولهذا عامل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المنافقين معاملة المسلمين حيث كان يُستأذن في قتلهم فيقول: «لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه»، فكان لا يقتلهم وهو يعلم أن فلانًا منافق، وفلانًا منافق، لكن العمل في الدنيا على الظاهر ويوم القيامة على الباطن.
{يوم تبلى السرائر} أي تختبر وهذا كقوله: {أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور. وحصل ما في الصدور} [العاديات: 9، 10].
ولهذا يجب علينا العناية بعمل القلب أكثر من العناية بعمل الجوارح، عمل الجوارح علامة ظاهرة، لكن عمل القلب هو الذي عليه المدار، ولهذا أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن الخوارج يخاطب الصحابة يقول: «يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم ـ يعني أنهم يجتهدون في الأعمال الظاهرة لكن قلوبهم خالية والعياذ بالله ـ لا يتجاوز الإسلام حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية».
قال الحسن البصري رحمه الله: (والله ما سبقهم أبو بكر بصلاة ولا صوم، وإنما سبقهم بما وقر في قلبه من الإيمان)، والإيمان إذا وقر في القلب حمل الإنسان على العمل، لكن العمل الظاهر قد لا يحمل الإنسان على إصلاح قلبه، فعلينا أن نعتني بقلوبنا وأعمالها، وعقائدها، واتجاهاتها، وإصلاحها، وتخليصها من شوائب الشرك والبدع، والحقد والبغضاء، وكراهة ما أنزل الله على رسوله وكراهة الصحابة رضي الله عنهم، وغير ذلك مما يجب تنزيه القلب عنه.أ. هـ
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17870.shtml
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 12 - 05, 07:30 م]ـ
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى:
(أي تختبر سرائر الصدور، ويظهر ماكان في القلوب من خير وشر على صفحات الوجوه، قال تعالى:" يوم تبيض وجوه وتسود وجوه "، ففي الدنيا تنكتم كثير من الأمور، ولا تظهر عيانا للناس، وأما في القيامة، فيظهر برُّ الأبرار، وفجور الفجّار، وتصير الأمور علانية) أ. هـ
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 03 - 08, 12:20 ص]ـ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه "التبيان في أقسام القرآن" عند قول الله تعالى:
? يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ?:
(وفي التعبير عن الأعمال "بالسر" لطيفة:
وهو أن الأعمال نتائج السرائر الباطنة؛ فمن كانت سريرته صالحة كان عمله صالحاً، فتبدو سريرته على وجهه نوراً وإشراقاً وحياء.
ومن كانت سريرته فاسدة كان عمله تابعاً لسريرته، لا اعتبار بصورته، فتبدو سريرته على وجهه سواداً وظلمة وشيناً.
وإن كان الذي يبدو عليه في الدنيا إنما هو عمله لا سريرته، فيوم القيامة تبدو عليه سريرته، ويكون الحكم والظهور لها) [التبيان ص110]
أسأل الله أن يلطف بنا، وأن يستر علينا، ويعفو عنا.
ـ[أبو شوق]ــــــــ[24 - 03 - 08, 06:05 ص]ـ
جزاكم الله خير ورحمنا الله واياكم وستر علينا بستره
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 05 - 08, 10:19 م]ـ
الأخ الكريم / أباشوق
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه .... وأسأل الله أن يستجيب الدعاء.
---
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 05 - 08, 10:26 م]ـ
إذا ما قال لي ربي ... أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب عن خلقي ... وبالعصيان تأتيني
قال بعض السلف:
" اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك ".
وقال بعضهم:
" خف الله على قدر قدرته عليك، واستحي منه على قدر قربه منك ".
¥