تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سيبويه سل أنت فسأله عن هذا المثال فقال سيبويه فإذا هو هي ولا يجوز النصب وسأله عن أمثال ذلك نحو خرجت فإذا عبد الله القائمُ أو القائمَ فقال كل ذلك بالرفع فقال له الكسائي العرب ترفع كل ذلك وتنصبه فقال يحيى قد اختلفتما وأنتما رئيساً بلديكما فمن يحكم بينكما فقال له الكسائي هذه العرب ببابك قد سمع منهم أهل البلدين فيحضرون ويسألون فقال جعفر ويحيى انصفت فحضروا فوافقوا الكسائي فاستكان سيبويه فأمر له يحيى بعشرة آلاف درهم فخرج إلى فارس فأقام بها حتى مات ولم يعد إلى البصرة فيقال أن العرب أرشوا على ذلك أو أنهم علموا منزلة الكسائي عند الرشيد ويقال إنما قالوا القولُ قول الكسائي ولم ينطقوا بالنصب وأن سيبويه قال ليحيى مرهم أن ينطقوا بذلك فإن ألسنتهم لا تطوع (161)

7 - إمام اللغة والعروض والنحو الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي وقيل سنة خمس وسبعين ومائة وهو الذي استنبط علم العروض وحصر أقسامه في خمس دوائر واستخرج منها خمسة عشر بحراً وزاد فيها الأخفش بحراً سماه الخبب قبل ان الخليل دعا بمكة أن يرزقه الله علماً لم يسبق إليه وهو في اختراعه بديهة كاختراع أرسطاطاليس علم المنطق ومن تأسيس بناء كتاب العين الذي يحصر لغة أمة من الأمم وهو أول من جمع حروف المعجم في بيت واحد فقال

صِف خُلقَ خَودٍ كمثلِ الشمسِ إذ بَزَغت @@@ يحظى الضجيعُ بها نجلاءَ مِعطَار

وقال تلميذه النضر بن شميل جاءه رجل من أصحاب يونس يسأله عن مسألة فأطرق الخليل يفكر وأطال حتى انصرف الرجل فعاتبناه فقال ما كنتم قائلين فيها قلنا كذا وكذا قال فإن قال كذا وكذا قلنا نقول كذا وكذا فلم يزل يغوص حتى انقطعنا وجلسنا نفكر فقال: إن المجيب يفكر قبل الجواب وقبيح أن يفكر بعده. وقال وقال ما أجيب بجواب حتى أعرف ما علي فيه من الاعتراضات والمؤاخذات وكان مع ذلك صالحا قانعا قال النضر أقام في خُصٍ بالبصرة لا يقدر على فلس وعلمه قد انتشر وكسب به أصحابه الأموال قال وسمعته يقول إني لأغلق على بابي مما يجاوزه همي وقيل للخليل وقد اجتمع مع ابن المقفع كيف رأيته فقال علمه أكثر من عقله وقيل لابن المقفع كيف رأيت الخليل قال عقله أكثر من علمه وقرأ عليه رجل في العروض فلم يفهم فقال له الخليل قطع هذا البيت

إذا لم تستطع شيئا فدعه @@@ وجاوزه إلى ما تستطيع

قال الخليل فشرع الرجل في تقطيعه على مبلغ علمه ثم قام فلم يرجع إلى فعجبت من فطنته لما قصدته في البيت مع بعد فهمه ويقال أن أباه أول من سمى أحمد بعد النبي صلى الله عليه وسلم وكان شاعرا مُفلُقاً مطبوعا ومن شعره

وما هي إلا ليلةً ثم يومُها @@@ وحولٌ إلى حولٍ وشهرُ إلى شهرِ

مطايا يقرّبن الجديد إلى البِلى @@@ ويدنين أشلاء الكرامِ إلى القبرِ

ويتركنَ أزواجَ الغيورِ لغيرهِ @@@ ويقسمن ما يحوِي الشحيحُ من الوفرِ

وكان من الزهد في طبقة لا تدرك حتى قيل أن بعض الملوك طلبه ليؤدب له أولاده فأتاه الرسول وبين يديه كسرٌ يابسة يأكلها فقال له قل لمرسلك مادام يلقى مثل هذه لا حاجة به إليك ولم يأت الملك

وسأله الأخفش لم سميت بحر الطويل طويلاً قال لأنه تمت أجزاؤه والبسيط لأنه انبسط على حد الطويل والمديد لتمدد سباعيه حول خماسيه والكامل لكمال أجزائه السباعيه ليس فيه غيرها والوافر لوفور أجزائه لأن فيه ثلاثين حركة لا تجتمع في غيره والرجز لاضطرابه كاضطراب قوائم الناقة الرجزاء والرمل لأنه يشبه رمل الحصير يضم بعضه إلى بعض والهزج لأنه يتصرف شبه هزج الصوت والسريع لسرعته على اللسان والمنسرح لانسراحه وسهولته والخفيف لأنه أخف السباعيات والمقتضب لأنه اقتضب من الشعر لقلته والمضارع لأنه ضارع المقتضب والمجتث لأنه اجتث أي قطع من طول دائرته والمتقارب لتقارب أجزائه وأنها خماسية كلها يشبه بعضها بعضا. قيل لما دخل الخليل البصرة لمناظرة أبي عمرو بن العلاء جلس إليه ولم يتكلم بشيء فسئل عن ذلك فقال هو رئيس منذ خمسين سنة فخفت أن ينقطع فيفتضح في البلد وقال الواحدي في تفسيره الإجماع منعقد على أنه لم يكن أحد أعلم بالنحو من الخليل قاله ابن الأهدل وقال في العبر الخليل بن أحمد الأزدي البصري أبو عبد الرحمن صاحب العربية والعروض روى عن أيوب السختياني وطائفة وكان أماماً كبير القدر خيراً متواضعاً فيه زهد وتعطف صنف كتاب العين في اللغة (170)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير