الولاء مأخوذ من الولاية والمحبة, فنحب أهل الإيمان على قدر ماعندهم من إيمان ونبغض الكفار مطلقاً ونبغض أهل الذنوب والمعاصي على قدر ماعندهم من الذنوب والمعاصي) أهـ
ولكن يجب ان تحذر اخي في الله وتعرف كيف تعامل اعداء الله بما شرع لنا الله ولا نغلو في معادتهم, فالمؤمن من يقيد عمله بما علمنا رسول الله ووفق شريعه الله, قال عليه الصلاة والسلام: (لا تبدؤوهم بالسلام، وإذا لقيتموهم في الطريق، فاضطروهم إلى أضيق الطريق) ,
قد روى مسلم في «صحيحه» من حديث أبي هريرة أن النبي قال: «لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدهم في الطريق، فاضطرّوه إلى أضيقه»
فلابد أن نعاملهم على هذا الأساس عباد الله, وأعلموا بأنه لا يحل لمسلم مؤادتهم وابداء المحبه لهم والتشبه بهم وبطباعهم ولكن لمن اراد دعوتهم والله مطلع على ما تخفى الصدور يجوز له ملاطفتهم في حدود دعوتهم الى الاسلام فان قبلوا منه والا فهو آثماً ان استمر في ملاطفتهم من غير ساغ شرعي والله بصير بالعباد.
نقل ابن القيم رحمه الله عن أبو داود أنه قال: سمعت أحمد ابن حنبل يسأل عن عيادة اليهودي والنصراني، فقال: إذا كان يريد أن يدعوه إلى الإسلام فنعم. أهـ
يقول ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد: قال السلف لا يبدؤون بالسلام، وقالت طائفة: يجوز الابتداء لمصلحة راجحة من حاجة تكون له إليه، أو خوف من أذاه، أو لقرابةٍ بينهما، أو لسببٍ يقتضي ذلك. أهـ
وقد بيّن أهل العلم مراد رسول الله من التضييق عليهم ببيان ان العزة لك يا اخ الاسلام,
ويقول ابن عثيمين رحمه الله: معنى التضييق يكون باأظهار العزة عليهم بان لا تفسح لهم في الطريق وتكون انت صاحب المبادرة في استخدام الطريق او ما شابهه ذلك مثل الدخول من الباب او الخروج منه. أهـ بتصرف
والدعوة الى الله مطلوبة وواجبه علينا لأمثال هؤلاء ولكن كما علمنا الله, قال تعالى {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ} فيجب علينا دعوتهم الى الاسلام بالحكمه والموعظه الحسنه ولكن الى حين, والمؤمن كيّس فطّن فان لم يجد التجاوب فلابد من التعامل معهم كما امرنا الله من البراءه منهم, لاننا لابد ان نعلم بان الامر لله من قبل ومن بعد فعلينا بيان الحق والله يهدي من يشاء, قال سبحانه {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} وقال جل في علاه {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}
فالمقصود لابد ان تحيا فينا عقيدة الولاء والبراء مع اهل الكفر والشرك في كل وقت, وليس فقط في بعض المواقف التي يصرحون فيها بعداوتهم لهذا الدين الحنيف او برسوله الكريم عليه الصلاة والسلام.
وكذلك من الأمور الواجبه علينا في الدفاع عن نبينا ان كنا نحبه عليه الصلاة والسلام فلابد علينا من اتباعه في جميع ما يأمر واجتناب ما نها عنه وزجر وهذه قمه المحبه لهذا النبي الطاهر صلى الله عليه وسلم, قال تعالى {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} وقال سبحانه {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} ,
وصدق القائل حين قال:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في القياس بديع
لو كنت صادقا في حبه لأطعته أن المحب لمن يحب مطيع
قال الحسن: ادعى قوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة الله فابتلاهم الله بهذه الآية:" قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم "
وكذلك من الدفاع بحق على الرسول الامين , تنقية سنتة عليه الصلاة والسلام من ابطال المبطلين ومن تحريف المحرفين الذي يكذبون زوراً وبهتاناً على رسول الله كما قال عليه الصلاة والسلام: [إياكم وكثرة الحديث عني من قال علي فلا يقولن إلا حقا أو صدقا فمن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار] الصحيحه.
¥