تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الْمُشْرِكُونَ) فما أعظم إحسانه البشرية و ما أحوجها في هذه العصور التي على فيها زبد الباطل و انتفش إلى نور الحق الذي جاء به

عباد الله بعد هذه المقدمة المقتضبة أن أعظم العظماء و سيد الأولياء و إمام الأتقياء دعوني أنقل لكم الخبر الفاجعة والمصيبة و الداهية خبر يقرح الأفئدة المؤمنين و يقض المضاجع المتقين فما ذلك الخبر؟

لقد سخر من رسول صلى الله عليه و سلم و أعتدي على شخصه الكريم فما اجل الخطب و ما أعظم المصاب حُق للعين أن تدمع و حق للقلب أن يحزن شلت يدٌ خطت الإساءة إلى خير البرية و سيد البشرية و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.

في يوم الثلاثاء 26/ 8 / 1426هـ الموافق 30 سبتمبر الماضي تعرض الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم- إلى هجوم حاد وحملة حاقدة في الصحافة الدانمركية، والتي بدأت عندما أراد مؤلف كتب أطفال دانماركي أن يضع على غلاف كتابه صورة للرسول -صلى الله عليه وسلم- ورفض رسام الكاريكاتير المكلف بإعداد الغلاف رسم هذه الصورة، فقرر المؤلف إقامة مسابقة لرسم الرسول، حيث تقدم لها (12) رسام كاريكاتير أرسلوا (12) صورة مسيئة لرسولنا الكريم •

ولم تفوّت صحيفة (بيو لاندز بوستن) اليمينية المتطرفة والتابعة للحزب الحاكم هذه الفرصة، في التقاط هذه الصور ونشرها استهانة بمشاعر أكثر من مليار و (300) مليون مسلم، بالرغم من أن مسلمي الدانمارك والبالغ عددهم (200) ألف، (الإسلام هو الديانة الثانية في الدانمارك بعد المسيحية البروتستانتية) حاولوا الاحتجاج على القرار، وذلك عن طريق رفع مذكرة إلى الحكومة الدانماركية، إلا أن الجواب كان هو الرفض، وإصرار الحكومة على دعم حملة الهجوم تحت مسمى ''حرية التعبير''

بل كان الموقف الحكومي الدانماركي أكثر شراسة برفض المدعي العام تلبية طلب الجالية الإسلامية برفع دعوى قضائية ضد الصحيفة

و لنا مع هذه الحادثة وقفات:

الأولى: عظم هذه الجريمة فهي تنتهك حرمة أعظم رجل مشى على الأرض رسول الرحمة و الهدى والاعتداء عليه صلى الله عليه و سلم اعتداء عل المولى جل و علا و اعتداء على الدين الذي جاء به صلى الله عليه و سلم ولذا فقد بين العلماء حكم من سب النبي صلى الله عليه و سلم يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: [من سب النبي من مسلم أو كافر فانه يجب قتله هذا مذهب عليه عامة أهل العلم قال ابن المنذر: [أجمع عوام أهل العلم على أن حد من سب النبي صلى الله عليه و سلم القتل] و ممن قاله مالك و الليث و أحمد و إسحاق و هو مذهب الشافعي رحمهم الله جميعاً

قال عبد الله بن الحكم: [من سب النبي صلى الله عليه و سلم من مسلم أو كافر قتل و لم يستتب.

الثانية: التأكيد على عقيد الولاء و البراء فالكفر ملة واحدة و هو يناوب الأدوار في كر الدين و بغضه و العداوة له و لأهلة فمرة هجوم على الإسلام و مرة اعتداء على القرآن و اليوم العداوة لرسول الله صلى الله عليه و سلم و قد أوضح الله هذا الأمر و جلاله قال تعالى: ({وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} البقرة120

و قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً)

فالعداوة لرسول الله و دينه و كتابه باقية إلى قيامة الساعة وهي رسالة إلى كل مسلم أن يجدد عقيدته فيحب رسول الله صلى الله عليه و سلم و حزبه المؤمنين و يكره حزب الشيطان الكافرين.

الوقفة الثالثة:أن هذه الهجمة من أعداء الدين وأعداد النبي صلى الله عليه و سلم هي اختبار لنا كمسلمين هل نهب لنصرة نبينا صلى الله عليه وسلم و ندافع عنه أم نبقى في غفلتنا و نومنا و إلا فالله سبحانه قد تكفل بالدفاع عن نبيه و مصطفاه وقال الله جل شأنه: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (61) سورة التوبة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير