إنّ ما تقوم به الدنمارك وتؤيدها عليه النرويج وتسكت عنه بقية دول العالم النصراني يؤكد أنّ الحرب القائمة بين الإسلام والنصرانية في أفغانستان، والشيشان، والعراق حرب دينية عقدية وإن تبرقعت بغطاء مكافحة الإرهاب, أو تلفعت بمرط محاربة الدكتاتوريات في العالم!
أمة الإسلام .. هكذا يفعل النصارى الحاقدون مع نبينا صلى الله عليه وسلم .. وبعضنا ينادي بألا نقول للكافر .. يا كافر .. بل نقول له الآخر .. احتراماً لمشاعره .. ومراعاة لنفسيته!! فهل احترم هؤلاء نبينا؟!! وهل قدروا مشاعر أمة المليار مسلم!! وهل راعوا نفسيات المسلمين!!
أيها المسلمون: هذه ليست أوّل مرة ينال فيها من مقام النبوة، أو يساء فيها إلى الجناب الكريم فقد صدر مثل ذلك من مستشرقين وصحفيين وفنانين وغيرهم كثيرين، ولكن جانب الفظاعة أن يصدر من إعلام أكثر من دولة أوربية تدعي احترامها وتمسكها بالقوانين الدولية والتي تنص على وجوب احترام الأديان. ثم هي ممارسات ظلت بشكل متكرر ودون أي اعتذار مع حجم المطالبات الفردية والشعبية ومن الأقليات والمراكز الإسلامية هناك ومن عدد من المنظمات والقيادات في بعض الدول الإسلامية
وهكذا يفعل النصارى الحاقدون مع رسولنا صلى الله عليه وسلم ..
وبعضنا ينادي ألا نبغضهم .. ولا نظهر العداوة لهم!! وربنا يقول لنا: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ)) (الممتحنة:1).
وهكذا يفعل عباد الصليب بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. وبعضنا يطالب بحذف الولاء والبراء من مناهجنا الدراسية .. وننزعه من قلوبنا .. لأننا في عصر الصفح والتسامح بين الأديان!!
بالله ماذا يبقى في الحياة من لذة يوم ينال من مقام محمد صلى الله عليه وسلم ثم لا ينتصر له ولا يذاد عن حياضه. ماذا نقول تجاه هذا العداء السافر , والتهكم المكشوف .. هل نغمض أعيننا , ونصم آذاننا , ونطبق أفواهنا .. لا وربي .. لا يكون ذلك ما دام في القلب عرق ينبض. والذي كرم محمداً وأعلى مكانته لبطن الأرض أحب إلينا من ظاهرها إن عجزنا أن ننطق بالحق وندافع عن رسول الحق. ألا جفت أقلام وشُلت سواعد جبنت عن تسطير أحرفٍ تذود بها عن حوضه صلى الله عليه وسلم وتدافع عن حرمته.
فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم فداء
إن هؤلاء يتكلمون عن النبي – صلى الله عليه وسلم – الذي علّم البشرية تعظيم أنبياء الله وتوقير رسله: ففي ما أنزل عليه (لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ) [البقرة: 285] وأن الإيمان برسالة محمد – صلى الله عليه وسلم – لا يصح ولا يقبل إلا مع الإيمان برسالة عيسى – عليه السلام- ومن سبقه من المرسلين.- وعندما كان اليهود يصفون المسيح بأقبح الأوصاف كان محمد – صلى الله عليه وسلم- يعلم البشرية: (إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ)
[آل عمران: 45]، (مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ) [المائدة: 75].
- وعندما كان اليهود يصفون المحصنة العذراء بأفحش الصفات كان محمد – صلى الله عليه وسلم- يعلّم البشرية: ((وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) [التحريم] وأين كلام ذلك الإعلام الجائر عن القتل وسفك الدماء هناك؟ أم هو الذعر المخرس من معاداة السامية، والمقاييس الانتقائية الجبانة، والتعصب الأعمى المقيت؟
- أين الكلام عن القتل الذي مارسته الكنيسة ضد المسلمين واليهود في الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش؟
-أين الكلام عن القتل وسفك دماء المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ في هيروشيما ونجازاكي وفيتنام والشيشان والأفغان والعراق وغيرها؟
-أين الكلام عن سفك الدماء الذي يمارسه اليهود ضد الأطفال والصبايا في فلسطين؟
¥