تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

((يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ)) (المنافقون: 8).

وثبت أنَّ المنافق عبد الله بن أُبيِّ بن سلول تكلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلام قبيح، حيث قال: " والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل .. فعلم ولده عبد الله بذلك فقال لوالده: والله لا تفلت حتى تقر أنك أنت الذليل ورسول الله صلى الله عليه وسلم العزيز!!

.

فهل يستجيب رجال الأعمال .. لهذا الواجب في الغيرة لنبيهم صلى الله عليه وسلم؟

وهل يكفُّون عن التعامل التجاري والاستيراد مع الدنمارك حتى يتم تقديم الاعتذار الرسمي، واشتراط عدم تكرار هذه الجريمة.

وأنتم أيها المسلمون .. أتعجزون عن مقاطعة منتجاتهم .. غيرة لنبيكم صلى الله عليه وسلم؟! حتى يعلم أولئك الأوغاد أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنصاراً؛ لا يرضون أن يدنس جنابه .. أو أن يمس بسوء عرضه .. ودون ذلك حزُّ الرؤوس

أيها المسلمون: رسولنا الكريم وحبيب رب العالمين صلى الله عليه وسلم الذي ضحى بكل ما يملك من أجل أن يصلنا هذا الدين؟!! فكم أوذي من أجلنا؟ كم بُصق على وجهه الشريف من أجلنا؟!! كم طرد من أرضه من أجلنا؟!! وهو الشفيق الرؤوف الرحيم بأمته (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيم) ٌ [التوبة 8] ألم يؤذيه قومه فكسروا رباعيته وشجوا رأسه وأدموا عقبيه ثم يعفوا ويصبر ويقول (اللهم اغفر لقومي فإنهم لايعلمون) وحين دخل مكة فاتحا ومنتصراو توقع الجميع أن ينتقم من أهل مكة ويقتلهم قال (اذهبوا فأنتم الطلقاء) أليس هو الرحمة المهداة والنعمة المسداة الذي يقول

(مثلي كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب التي في النار يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه فيتقحمن فيها قال فذلكم مثلي ومثلكم أنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار فتغلبوني تقحمون فيه) رواه البخاري ومسلم

أبعد هذا الجهد والجهاد والبذل والعطاء .. الذي قدمه لنا وللبشرية جمعاء أنعجزأن نصنع شيئا لهذا الرسول الكريم.أنعجز. أن نقاطع منتجات الدنمرك بأنواعها وأشكالها؟!! أنعجز أن نكتب إلى سفارتهم خطابا نعبر فيه عن غضبنا عما حصل من تلك الصحيفة!! أنعجزولدينا تقنيات الاتصال الحديث عبر الفضاء وعبر البريد الاليكتروني أن نراسل كافة مسؤلي تلك الدولتين

حقا أيها المسلمون هلموا إلى سلاح المقاطعة ولا يقولن قائلٌ كم سيكونُ حجمُ مقاطعتي؟ فإن لها تأثيرا وأي تأثير؟ ولو على المدى البعيد وفي نفس الوقت تسجيل موقف عملي يسجله التاريخ لأهل الاسلام .. .. يقولُ النبي صلى الله عليه وسلم: ((جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم) رواه أبوداود والنسائي بسند صحيح.فأين جهاد الكلمة والبيان؟ وأين المقتدرون بأقلامهم وكتاب الصحف والأعمدة والزوايا لم لايتشرفون ويبلغون ذرى المجد بتبني مواقف بيانية دفاعية وهجومية معتدلة. وكم نأسف لحال أعداد كبيرة من الكتاب افتقدناهم في مثل هذا الموضوع وهذا المنعطف الخطير وهم الذين أجلبوا على المسلمين بكتاباتهم الاستفزازية لمحاربة التطرف ونبذا لإقصاء واتهام المناهج الشرعية بكل نقيصة ورمي المراكز الإسلامية والدعوية والأنشطة الصيفية بتهم تفريخ الإرهاب؟ ولما كان الأمر يتعلق بنقد الغرب (الأسياد) جحروا وتكسرت نصالهم وجفت محابرههم مع أن قضية سب النبي صلى الله عليه وسلم قضية دينية وقومية ووطنية؟ ألاتتسع لها قائمة اهتماماتهم ألايتحدثوا عنها ولومجاملة للمسلمين في بلادهم وخارجها؟ حقا إن الفتن كواشف وومحصات (مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) [آل عمران: 179]

وبالأمس القريب حين عزا أهل العلم زلزال وطوفان سونامي في بعض دول شرق آسيا إلى أن ذلك عقوبة ربانية خرجوا عن طورهم وهبوا جميعا مدافعين عن أمجاد الغرب وحرياتهم الدينية في اعيادهم! إنها مفارقات في زمن الذل والانبطاح للمستعمر بل وجهود حثيثة لتسويق منهجه وثقافته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير