وإنك لتعجب من دول يعتذر حكماؤها لسفهائها بحجة إتاحة الحريات، مع أن شأنهم مع من عادى السامية أو تنقصها يختلف! وحسبك أن تقرير الحريات الأمريكي الأخير أشاد بحادثة تحقيق وإدانة في الدنمارك لمعادات السامية، وببعض جهود الدولة في ذلك، ولامها في بعض التقصير –وفق رؤيتهم- وفي معرض ذلك عرض بالمسلمين، فضلاً عن تغافله عن حوادث السخرية بالإسلام ونبيه _صلى الله عليه وسلم_ المتكررة هناك.
ومن هنا يتبين أن مسألة الديمقراطية وقضية الحريات وقوانين الأمم المتحدة التي تزعم احترامها وحمايتها وبالأخص الدينية منها، أمور ذات معايير مختلفة عند القوم، والمعتبر عندهم فيها ما وافق اعتقادهم ودينهم وثقافتهم.
وإذا تقرر هذا فليعلم أن من واجب المسلمين أن يذبوا عن عرض رسول الله بما أطاقوا قولاً وعملاً، وأن يسعوا في محاسبة الظالم وفي إنزال العقوبة التي يستحقها به، كما قال الله _تعالى_: "لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً" [الفتح:9]، وقال: "إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ" [التوبة:40]، ومن المفارقات الظاهرة التي وقع فيها بعض المسلمين، تقصيرهم في الذب عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، مع أنك ترى الموالد الحاشدة المكتظة بدعوى المحبة، فهل يا ترى عبرت تلك الحشود التي ربما رمت غيرها بعدم محبته _صلى الله عليه وسلم_ عن حبها بذبها عن رسولها _صلى الله عليه وسلم_؟ وهل أنصف النبي الأكرم _صلى الله عليه وسلم_ أولئك الذين يحاولون تصوير مسألة تنقصه –مجاملة للغرب- على أنها مسألة لا تنبغي؛ لأنها من قبيل الحديث في الأموات؟ هل هذا علاج صحيح للقضية؟ وهل هذا هو حجمها عند المسلمين؟ أرأيتم لو استهزأ بحاكم أو ملك أو رئيس، أوَ تبقي بعدها تلك الدولة المستهزؤ بحاكمها علاقة مع الدولة التي يُستهزؤ فيها تحت سمع وبصر الساسة باسم الحريات؟ أو يقبل مسلم أن تقطع دولة إسلامية علاقتها مع دولة غربية لأسباب يسيرة وقضايا هامشية ثم لا تحرك ساكنا تجاه السخرية بنبي الأمة _صلى الله عليه وسلم_؟
لقد كان الذب عنه _صلى الله عليه وسلم_، ومجازاة المعتدي وردعه من هدي الصحابة والسلف الكرام، بالعمل والقول وربما بهما جميعاً، وكم جاد إنسان منهم بنفسه في سبيل ذلك، إلاّ أنه لايتوجب على المسلم أن يُعَرِّض نفسه للهلكة في سبيل ذلك، بل له في السكوت رخصة إذا لم تكن له بالإنكار طاقة، وفي خبر عمار –رضي الله عنه- في الإكراه ونزول قول الله _تعالى_: "إلاّ من أكره" الآية ما يشهد لهذا، وكذلك حديث جابر في قتل محمدُ ابن مسلمة كعبَ بن الأشرف، فهو يشهد لهذا المعنى، وغيره مما هو معروف عند أهل العلم.
ومن كان هذا شأنه فلا يقتله الأسى وليعلم أن الله منتقم لنبيه، وأن المجرم إذا تداركته فلتة من فلتات الدهر في الدنيا فلم تمض فيه سنة الله في أمثاله، فإن وراءه:
يوم عبوس قمطرير شره في الخلق منتشر عظيم الشان
وحسبه من خزي الدنيا أن يهلك وألسنة المليار ومن ينسلون تلعنه إلى يوم الدين، فإن المسلمين قد ينسون أموراً كثيرة ويتجاهلون مثلها، ولكنهم لاينسون ولا يغفرون لمن أساء إلى نبيهم _صلى الله عليه وسلم_ وإن تعلق بأستار الكعبة، وخاصة بعد موته _صلى الله عليه وسلم_ وتاريخهم على هذا شاهد.
هذا والله أسأل أن يعجل بالانتصار لنبيه _صلى الله عليه وسلم_، وأن يعز الإسلام وأهله إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من موقع المسلم
ـ[أبوالمقدادالمنبجي]ــــــــ[28 - 01 - 06, 11:26 م]ـ
اليوم على قناة الشارقة رأينا جمعية الشارقة و هي تسحب المنتجات الدنماركة من الجمعية التعاونية ان شاء الله المزيد من الأخبار السارة.
الفضل لله والحمد لله.
ـ[أحمد المحيل]ــــــــ[28 - 01 - 06, 11:35 م]ـ
الله أكبر
إليكم أولي بشارات النصر علي خدام البقر ......
[الخبر]
صحيفة (جيلاندز بوسطن) الدنماركية تكتب لـ "السعوديين المحترمين" .. واللجنة العالمية تردّ ببيان
http://www.alwifaq.net/news/picarchive/denmark2.jpg
موقع الصحيفة كما ظهر على الإنترنت
الرياض: وسيم الدندشي
¥