تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الشافعي في الأم: فإنّ دعا لأحد بعينه أو على أحد كرهته ولم تكن عليه عيادة وقال البيهقي في السنن الكبرى: (باب ما يكره من الدعاء لأحد بعينه أو على أحد بعينه في الخطبة) ثم أورد أثر عطاء ثم أسند عن ابن عون قال:نبئت أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كتب ألا يُسمى أحد في الدعاء 0واستدل القاضي أبو يعلى على أنه لا يستحب بأثر عطاء السابق 0 وقد ذكر الشاطبي في كتابه الاعتصام عن العز بن عبد السلام:أن الدعاء للخلفاء في الخطبة بدعة غير محبوبة 000 لم يكن عليه من تقدم 000إلخ أهـ قال الشيرازي صاحب المهذب وأما الدعاء للسلطان فلا يستحب – يعني في الجمعة –لما روي أنه سئل عطاء عن ذلك فقال:إنه محدث وإنما كانت الخطبة تذكيراً0 أهـ قال صاحب (الدر المختار) الحنفي:ويندب ذكر الخلفاء الراشدين والعمّين – يعني حمزة والعباس – لا الدعاء للسلطان وجوّزه القهستاني ويكره تحريماً وصفه بما ليس فيه أهـ وقال في (البحر الرائق) للحنفية:إنه لا يستحب واستدل بقول عطاء 000) أهـ قال الحافظ ابن حجر في الفتح:وقد استثني من الإنصات في الخطبة ما إذا انتهى الخطيب إلى كلام لم يشرع في الخطبة مثل: الدعاء للسلطان مثلاً بل جزم صاحب التهذيب بأن الدعاء للسلطان مكروه أهـ واستثنى الحافظ ابن حجر ما إذا خشي على نفسه فيباح له وأما إذا لم يخف الضرر فلا 0

والقول الثاني:

ذهب أصحابه إلى أن السلطان يُدعى له أثناء الخطبة وإليك بعض عبارات بعضهم في هذا:قال ابن قدامة رحمه الله:وإن دعا لسلطان المسلمين بالصلاح فحسن 0واستدل بدعاء أبي موسى الأشعري لأبي بكر و عمر أثناء الخطبة

قلت [القائل الشيخ سعود الشريم]: ولم أقف على سند هذه الرواية حسب البحث 0

قال ابن قدامة:

ولأن سلطان المسلمين إذا صلح كان فيه صلاح لهم ففي الدعاء له دعاء لهم وذلك مستحب غير مكروه 0وجوّز الدعاء له في الخطبة القهستاني من الحنفية وتبعه ابن عابدين في حاشيته فقال هذا الكلام بتمامه: ثم يدعو لسلطان الزمان بالعدل والإحسان متجنباً في مدحه عما قالوا إنه كفر وخسران كما في الترغيب وغيره وقال أيضاً بل لا مانع من استحبابه فيها كما يدعو لعموم المسلمين فإن في صلاحه صلاح العالم 0وما في البحر من أنه محدث لا ينافيه فإن سلطان هذا الزمان أحوج إلى الدعاء له ولأمرائه بالصلاح والنصر على الأعداء 0وقال أيضاً: فإن الدعاء لسلطان على المنابر قد صار الآن من شعار السلطنة فمن تركه يخشى عليه ولذا قال بعض العلماء:لو قيل: إن الدعاء له واجب لما في تركه من الفتنة غالباً لم يبعد كما قيل به في قيام بعضهم لبعض 0والظاهر أن منع المتقدمين مبني على ما كان في زمانه من المجازفة في وصفه مثل السلطان العادل الأكرم شاهٍنشاه الأعظم مالك رقاب الأمم ففي كتاب الردة من التاتارخانية سئل الصفار هل يجوز ذلك؟ فقال:لا لأن بعض ألفاظه كفر وبعضها كذب وقال أبو منصور وأما شاهنشاه فهو من خصائص الله تعالى بدون وصف الأعظم لا يجوز وصف العباد به وأما مالك رقاب الأمم فهو كذب اهـ وقال ابن عابدين أيضاً: قالت في البزازية فلذا كان أئمة خوار زم يتباعدون عن المحراب يوم العيد والجمعة اهـ وقال أيضاً:وأما ما اعتيد في زماننا من الدعاء للسلاطين العثمانية أيدهم الله تعالى كسلطان البرين والبحرين وخادم الحرمين الشريفين فلا مانع منه والله تعالى أعلم اهـ وقال شمس الدين الرملي من الشافعية:بل يسن ولا بأس كما في الروضة والمجموع بدعاء لسلطان بعينه إذا لم يكن في وصفه مجازفة 0

وقال النووي في (المجموع):وأما الدعاء لسلطان –يعني في الجمعة – فاتفق أصحابنا على أنه لا يجب ولا يستحب وظاهر كلام المصنف وغيره أنه بدعة إما مكروه وإما خلاف الأولى هذا إذا دعاء له بعينه فأما الدعاء للأئمة المسلمين وولاة أمورهم بالصلاح والإعانة على الحق والقيام بالعدل ونحو ذلك ولجيوش الإسلام فمستحب بالاتفاق والمختار أنه لا بأس بالدعاء لسلطان بعينه إذا لم يكن مجازفة في وصفه ونحوها والله أعلم أهـ0و قال النووي أيضاً: يكره المجازفة في أوصاف السلاطين وكذبهم في كثيرٍ من ذلك كقولهم:السلطان العالم العادل ونحوه اهـ0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير