ـ[أبو صهيب]ــــــــ[30 - 01 - 06, 11:02 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد ..
فقد أجمع المسلمون على وجوب الانتصار للرسول صلى الله عليه وسلم وبذل الأنفس والأموال فداء له، وحفظه وحمايته من كل مؤذ، وهذا أدنى ما له من الحق علينا، ليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب، وإلا فإن الله سبحانه أغنى رسوله وكفاه عن نصرة الخلق له، ولعن من آذاه وأذاقه العذاب المهين قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً} الأحزاب57 فالله تعالى نصر رسوله، وأيده، وأظهره على جميع أعدائه، ورفع ذكره، وأعلى اسمه، وأخضع له أمم الأرض عربهم وعجمهم.
ولا يعلم أن أحداً آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأي نوع من أنواع الإيذاء إلا كبته الله وقصمه وأذله في كل مكان وزمان.
وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه لله تعالى أن أعداداً من المسلمين من أهل الفقه والخبرة حدثوه عما جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا كنا نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس إذ تعرض أهله لسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والوقيعة في عرضه فعجلنا فتحه وتيسر ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا: حتى إن كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوه.
وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل الغرب حالهم مع النصارى كذلك، ومن سنة الله أن يعذب أعداءه تارة بعذاب من عنده، وتارة بأيدي عباده المؤمنين.ا. هـ
ولاريب أن ما قام به أحفاد بني الأصفر من أهل الدنمارك وغيرهم الذين تعرضوا للسخرية بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وانتهاك حرمته من خلال الرسومات القبيحة والتعليقات الساقطة التي يقشعر منها قلب المؤمن الذي لم يمت قلبه. ستأتي عليهم سنة الله كما أتت على أجدادهم من قبل.
وليعلم كل مسلم يدين بدين الإسلام أن الغضب للرسول صلى الله عليه وسلم وحمايته والذب عنه من كل أنواع الإيذاء فرض لازم على كل أحد بحسب الإمكان.
لماذا أيها المسلمون لا يكون لنا أسوة حسنة بمن كان قبلنا من الصحابة والتابعين والأئمة المهديين الذين قدروا رسول الله صلى الله عليه وسلم حق قدره واحترموه ووقروه واتبعوا النور الذي أنزل إليه ومن ثم بذلوا أنفسهم وأموالهم وأعراضهم فداء له عليه الصلاة والسلام فلله درهم وما أحسن أثرهم.
لماذا أيها المسلمون لا نقول كما قال حسان بن ثابت يخاطب أبا سفيان بن الحارث:
هجوت محمدا فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
فإن أبي والدي وعرضي لعرض محمد منكم وقاء
فزاده ذلك رفعة عند الله ورسوله والمؤمنين.
أين نحن من فعل خبيب بن عدي رضي الله عنه حين كان مأسوراً عند كفار قريش، فلما أجمعوا على صلبه قالوا له: أيسرك أن محمداً عندنا تضرب عنقه وأنك في أهلك؟ فقال: لا والله، ما يسرني أني في أهلي، وأن محمداً في في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه! فرفع الله قدره، وأعظم أجره، وجعل له لسان صدق في الآخرين.
وإن السكوت عن هذا الأمر العظيم أو المداهنة في ذلك دليل على موت القلب نسأل الله العافية والسلامة فإن الغضب إذا انتهكت حرمة الرسول صلى الله عليه وسلم، والذب عنه وحمايته وإيثار مرضاته على مرضاة كل أحد كل ذلك ينشأ من حياة القلب وغيرته وإذا عدم الحياة والغيرة والاشمئزازفأي خير بقي في قلبه!
وعلى كل عالم وداعية وخطيب وإمام مسجد وكاتب أن يبين للناس خطورة هذا الأمر العظيم بالأدلة الشرعية، ويبين لهم وجوب الكف عن التعامل مع مثل هذه الدول التي تسمعنا ما يؤذينا في ربنا وكتابنا ورسولنا وديننا!
ولو أن المسلمين صاروا يدا واحدة على هؤلاء الكفرة المجرمين وتناصروا فيما بينهم وتعاونوا لصار للإسلام شأن آخر ولذل لهم الكفار وأدوا إليهم الجزية كما أدوها للنبي صلى الله عليه وسلم عن يد وهم صاغرون.
وكتبه أبو محمد عادل الهدبا
ـ[أبوجابر]ــــــــ[30 - 01 - 06, 11:18 ص]ـ
الاستهزاء بالنبي محمدٍ ودينه من أعظم موارد الإرهاب
د. عاصم بن عبدالله القريوتي
كلية أصول الدين
¥