أما هذه السخريات والرسومات التي أساءت فيها الجريدتان السابقتان فهي جمعت بين أنواع من الشرور، إذ جمعت بين الاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم، وبين الافتراءٍ والكذبٍ عليه صلى الله عليه وسلم، إضافةً إلى احتقار مشاعر المسلمين وأحاسيسهم في تلك الديار بل وفي كل أقطار الدنيا، إذ نبينا محمدٌ صلى الله عليه وسلم أطهر البشرية جمعاء وأزكاها.
و إن هذه السخرية وهذه الرسوم لا تمثل رسول الله محمداً صلى الله عليه وسلم بأي حال، لا رسماً ولا دلالةً، إذ إنها لا تعبر عن معالم وجهه المنيرة، والذي يفيض سماحةً وبشراً وسروراً. كما أنها لا تعبر عن سمته وخلقه صلى الله عليه وسلم.
الوقفة الثالثة:
أين أنتم من الدعاوى البراقة التي تنادي بحقوق الإنسان؟
أليس من حقوق الإنسان عدم السخرية و الاستهزاء بما يعتقده؟
أم أن المسلمين في أنحاء العالم عندكم ليسوا من بني الإنسان؟
و بالتالي لا تشملهم الحقوق!
بل انظروا لأنفسكم كيف تعاملون الحيوان؟!!
ثم قارنوا بتعاملكم أين أنتم من مراعاة مشاعر المسلمين واحترام معتقداتهم؟
الوقفة الرابعة:
إن موقف هاتين الجريدتين المخزي أكبر دعم للإرهاب الدولي المنظم الذي عقدت لمحاربته مؤتمراتٌ ولقاءاتٌ، مع الاختلاف في تحديد مفهومه لأنَّ المسلم قد لا يستطيع ضبط نفسه مع هذا التحدي السافر للإسلام وأهله وعندئذٍ نتساءل:
أليس بالجدير بأن يدرج من يسلك هذا السبيل ويسخر بدين الإسلام ونبيه ويشجِّع على ذلك الإرهاب بأن تتخذ ضده القرارات الدولية لأنه مغذٍ للإرهاب؟
ثم ما دامت الشعارات الدولية تنادي بتجفيف موارد الإرهاب، أليس من مهامها تجفيف كلَّ موارده بأنواعها وأشكالها؟
ولا شك ولا ريب أن هذا المورد من أشد موارده، وهو أخطر بكثير من الموارد المالية، لأنها من أعظم الدوافع له.
الوقفة الخامسة:
إنَّ ادعاء صحيفة ( Jyllands-Posten ) حرية التعبير في نشرها لتلك الرسوم الساخرة عن محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ادعاءٌ غير مسلَّمٍ ولا مقنعٍ؛ لأن منظمات العالم تؤكد على احترام الرسل، وعلى احترام الشرائع السماوية، واحترام الآخرين وعدم الطعن فيهم بلا بيِّنة. ولذا فإنَّ الحرية المزعومة فيها انتهاكٌ لدين الإسلام، وسخريةٌ برسول الله وإخلالٌ بحقوق الآخرين.
ولهذا فقد استُنكِرَ هذا العمل الشنيع الذي يعدُّ استخفافاً بدين الإسلام الذي يدين به ملايين المسلمين في أنحاء العالم؛ فقام المسلمون من دولٍ ومجالس ووزراء و هيئاتٍ و جمعياتٍ عدةٍ و أفراد باستنكار هذه الحملة الظالمة.
ختاماً:
إننا معشر المسلمين نوجه دعوةً إلى هؤلاء المستهزئين برسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، وإلى غيرهم من غير المسلمين لأن يمتِّعوا أعينهم وفكرهم بالإطلاع على الحقائق من خُلُقِهِ وصفاته، من خلال الكتب في شمائل النبي وصفاته مما كتبه أهل الإسلام، مما هو مسطورٌ في كتب السنة والسيرة، وإن أبيتم فاقرؤوا ما كتبه عددٌ من أهل الإنصاف عن نبيِّ الرحمة والهدى صلى الله عليه وسلم من عقلاء البشر ومثقفيهم، حتى من أهل الملل الأخرى ممن شهدوا له بمكارم الأخلاق والفضائل الجمَّة.
وليعلم المستهزئون وأمثالهم أنَّ الله عز وجل متكفلٌ بحفظ دينه وحامٍ لحمى رسالته، ولن تضير نبيه صلى الله عليه وسلم سخرية الساخرين واستهزاء المستهزئين، فقد كفاه الله ذلك كله، كما قال سبحانه: ? إنا كفيناك المستهزئين ?.
وقد قال الشيخ العلًّامة ابن سعدي رحمه الله في تفسيرها: " وهذا وعدٌ من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أنْ لا يضرّه المستهزئون، وأنْ يكفيهم الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة، وقد فعل الله تعالى، فإنَّه ما تظاهر أحدٌ بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلَّا أهلكه الله وقتله شر قتلةٍ ".
والله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يُعلي دينه، وأن يرد كيد الكائدين للمسلمين ودينهم في نحورهم، وأن يقيهم من كل شرٍ.
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على نيينا محمدٍ وعلى آله وصحبه
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[30 - 01 - 06, 11:37 ص]ـ
إلا تنصروه فقد نصره الله ..
لقد قامت القناة الاولى الدنماركية باستفتا ء عام حول قضية الرسومات و نريد همتكم
http://www.islamudeni.info/stemme/
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[30 - 01 - 06, 12:17 م]ـ
جزاك الله خيرا
هل هذا إقرار بالمشروعية
أم فتوى بالوجوب؟
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[30 - 01 - 06, 12:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لا شك أن المسلمين الآن في حالة ضعف ولاكن هناك أحكام شرعية لاتسقط عنهم ولو في حالة ضعفهم.
ومنها فداء النبي صلى الله عليه وسلم بالنفس والأهل والمال والتضحية بالجاه والسلطان.
ولي بحث منذ فترة بينت فيه وجوب إغتيال منتقص النبي صلى الله عليه وسلم أو سابه أو ساب
الله استهزاء او إغاضة للمسلمين من الممتنعين بالعدو, وجوب كفائي على الأمة ولو بدون إذن ولي الأمر, عنوانه" من لنا بسليمان رشدي وله الشهادة إن شاء الله" ولكن لم أجد من أيدني في ذلك من أهل العلم الأكابر من أهل السنة , ووجدت الفتوى منتشرة عند من يوصفون بالتشدد عندنا أو الشيعة فهبت وتجنبت مواقع الشبهات ...
فمن يعرف فتوى توافق ذلك فليدلنا عليها وجزاكم الله خيرا.
أخوكم أ. محمد فوزي
¥