تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالعزيز بن إبراهيم]ــــــــ[06 - 02 - 06, 08:06 م]ـ

إلا محمد صلى الله عليه وسلم

8/ 1/1427 هـ

2006 - 02 - 06 عبد العزيز الطريفي

تناقلت وسائل الإعلام كلها أنباء الاستهزاء بالنبي الكريم، وهذا الشيء لم يختلف فيه مسلم أنه خطير جداً، لكن الغريب أننا نقرأ من يقول أن هذا حرية رأي وفكر وحرية إعلامية، ويجب تقدير ذلك، فلبلادهم وضع يختلف عن بلادنا، فهم ينتقدون الحكام والرؤساء وكذلك أنبيائهم علانية، وقد وقع في نفس بعض الناس خاصة ممن يعيشون في الغرب من المسلمين تهوين هذا الأمر، حتى تخطى ذلك بعض وسائل الإعلام، فما الرأي في ذلك وحكمه؟

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على النبي الأمين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

فقد طالعت وقرأت ما نشرته الصحيفة الدنمركية: " جيلاندز بوستن " Jyllands-Posten بنشرها (12) رسماً كاريكاتيرياً ساخراً يوم الثلاثاء 26 شعبان 1426هـ الموافق (29 September 2005 )

فعداء النصارى واليهود لأهل الإسلام ليس بالجديد، وكذلك المنافقين وإن تلونت أسماؤهم وتغيرت في الأعصار المتأخرة، فهم الذي يعتبرون اليد الخفية في بلاد المسلمين، والعون والسند القوي لخصوم الإسلام، وهم أشد خطراً من عدو أمتنا الخارجي، وهم أولياؤهم، ولذلك قال الله تعالى مبيناً شيئاً من صفاتهم تلك: ((أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)) (الحشر:11). إخلاص عجيب لكنهم كاذبون، فهم أرباب دنيا فقط، ((لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ)) (الحشر:12).

وساب النبي- صلى الله عليه وسلم- أو المستهزئ به مرتد بلا خلاف إن كان مسلماً قبل ذلك، ومن تعدى عليه من أهل العهد والذمة فعهده منقوض بلا خلاف، ودمه هدر، ويجب على ولي أمر المسلمين أن يقيم فيه حد الله وهو القتل إن كان تحت ولايته وقدر عليه، ويجب على المحكوم رفع أمره إلى الحاكم ليقيم فيه حد الله، ولا يجوز له قتله بنفسه، فإقامة الحدود للحاكم لا للمحكوم، إلا في بعض الصور استثناها بعض السلف كالسيد مع عبده وأمته، فأجاز إقامة الحد عليه ابن مسعود وابن عمر بأسانيد صحيحه، أثر ابن مسعود رواه سعيد والطبراني وابن عمر رواه مالك وغيره، وإن قتله من سمعه يسب النبي لا يقتل به، والأدلة على ذلك كثيرة:

منها ما روى أبو داود والنسائي في "سننيهما" من حديث إسماعيل بن جعفر عن إسرائيل عن عثمان الشحام قال: كنت أقود رجلا أعمى فانتهيت إلى عكرمة، فأنشأ يحدثنا عن ابن عباس قال: أن أعمى كان على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وكانت له أم ولد، وكان له منها ابنان، وكانت تكثر الوقيعة برسول الله- صلى الله عليه وسلم- وتسبه، فيزجرها فلا تنز جر، وينهاها فلا تنتهي، فلما كان ذات ليلة ذكرت النبي- صلى الله عليه وسلم- فوقعت فيه، فلم أصبر أن قمت إلى المغول فوضعته في بطنها فاتكأت عليه فقتلتها، فأصبحت قتيلة، فذكر ذلك للنبي- صلى الله عليه وسلم- فجمع الناس وقال: ((أنشد الله رجلا لي عليه حق فعل ما فعل إلا قام)).

فأقبل الأعمى يتدلدل، فقال: يا رسول الله أنا صاحبها، كانت أم ولدي، وكانت بي لطيفة رفيقة، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين، ولكنها كانت تكثر الوقيعة فيك وتشتمك، فأنهاها فلا تنتهي، وأزجرها فلا تنز جر، فلما كانت البارحة ذكرتك فوقعت فيك، فقمت إلى المغول فوضعته في بطنها فاتكأت عليها حتى قتلتها، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ((ألا اشهدوا أن دمها هدر)).

وفي "سنن أبي داود" من حديث جرير عن مغيرة عن الشعبي عن علي -رضي الله عنه-: ((أن يهودية كانت تشتم النبي- صلى الله عليه وسلم- وتقع فيه، فخنقها رجل حتى ماتت، فأبطل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- دمها)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير