تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أحمد بن عبد المنعم]ــــــــ[06 - 02 - 06, 11:26 م]ـ

وقفه مع النفس

حول موضوع " الاستهزاء بالرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يُهَان فيها نبي الإسلام - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ذلك النبي الذي أضاء برسالته الخاتمة ربوع الأرض، و انتفع بها المسلم و الكافر، و الإنسان و الحيوان، فبعد أن عَلّمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - المسلمين حقوق البشر من حولهم بفئاتهم المختلفة، و حتى المعاملة لأسرى الحرب، علمهم الرفق بالحيوان، و مع انتشار الدين في أرجاء الأرض انتفع غير المسلمين بالمنهج الأخلاقي المحمدي، فنقلوا منه الكثير ليضعوه في قوانينهم الدولية، التي يتشدقوا بها، و بما تحمله من عدالة بين الناس، و لولا أن نزعاتهم الشهوانية، و تملقهم من الحق لكانوا بالفعل أمم عادلة، لكن شهوتهم الشَيطَانية تَحُثهم على الكَيل بمكيالين لكل شيء، و رغم كل ما انتفعوا به من أخلاقه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، و من رسالته الخاتمة، إلا أنهم يسبونه، و يقفز للأذهان كيف كان كفار قريش يسبون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، و يكذبونه، ثم بعد ذلك لا يأتمنون غيره، و لا يصدقون أحدا من الناس مثلما يصدقونه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، و تلك الفصامية، و الازدواجية لا تعرف إلا من شأن هؤلاء، فالدنمرك، إحدى الدول التي المشاركة في اتفاقية حقوق الإنسان، و لديها حملات ضخمة لحقوق الحيوان، فهم من أكثر البلاد الغربية استفادة من الإسلام و رسول الإسلام - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، و مع هذا يسخرون منه، و يصورون رأسه على أنها قنبلة، و السؤال يطرح عليهم. أي قنبلة تلك التي تضيء العالم خلال ألفٍ و أربعمائةِ عام بالمعرفة و الأخلاق؟! لو أن هناك قنبلة بهذه الصورة، فهلموا نصنعها، لكنهم يرونها قنبلة تمزق أوصال الظلم الذي يحيوا به، حتى صار كالهواء، فهم مدمنون له، و لما أحسوا أن رسالة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ستدمر الفُحش الذي يحيون به، حاربوه و سبوه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فهم يتشدقون بحقوق النساء، و هم يعرضون النساء في المتاجر عرايا، من أجل المتعة، و بالطبع من يحيا على بيع لحوم النساء للذة حيوانية، ينبغي عليه أن يحارب العفة و الطهارة، و يحارب من يدعوا لها، و لا يوجد على وجه الأرض من دعا للعفة و الطهر أكثر من الإسلام و رسول الإسلام - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، إذا فينبغي أن يناله حظا وافرا من هؤلاء الشرذمة ممن يحيون حيات الضباع.

لكن المشكلة الكبرى هي أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يسب الآن بسببنا نحن، فحالنا الآن سبب رئيسي، و ينبغي لنا أن نفطن لهذا قبل أن ندعوا إلى المقاطعة، فنحن لم نتعلم حتى الآن كيف نخاطب الناس بفرائض ديننا و آداب ديننا كما أمرنا، إننا نمارس الغيبة و النميمة كما نمارس التنفس في الهواء الطلق، و لا نتقن عملنا، و نلقي بمخلفاتنا في الطريق العام، و يهمل أصحاب المطاعم تنظيف الأدوات لكي لا تنتقل عدوى من شخص لآخر، و نمارس التدخين في الأماكن العامة، ووسائل المواصلات، و نسير بسياراتنا دون أن نهتم بالمارة، و .. و ...

ثم يأتي بعد ذلك دور فئة مدعي الثقافة، فيقوم أحدهم و يتهم " عمرو بن العاص "1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بأنه أحقر شخصية في التاريخ، و يستند على ذلك بخبر تاريخي مضحك لا يصدقه رجل معاق في عقله، فالخبر يرويه شخص للإمام ابن كثير لا خبر له غير أنه ولد بعد زمن ابن العاص بقرون، و يرويه و كأنه حضره، و لم يقل من أخبره بهذه الوقعة، و للأسف الشديد فإن جزء كبير من التاريخ على هذا النحو من السذاجة، و يتحدث آخر عن أن أم المؤمنين " عائشة " رضي الله عنها، هي سبب حادثة الجمل الأحمر و المقتلة التي راح فيها عدد من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، و يستند هو الآخر بخبر تاريخي واهي عن فترة مُشَوَشَة الملامح لا يعرف منها الصدق و الكذب، و يترك تاريخها الثابت و القوي و لا يعتبر له، و آخر يسب " مُعاوية ابن أبي سفيان " كاتب الوحي، و هكذا انحلت السبحة و انفرطت خرزاتها تحت دعوى حرية الفكر، أو قل عَسفِيَة الفكر.

لذلك فإنا نقول لك أخ الإسلام _ و نحن لا ننكر المقاطعة _ قبل أن تقاطع بضائع الدول التي تهين الرسول و الإسلام، قاطع شيطانك ... قاطع نفسك الأمارة بالسوء، و اعلم أن ما تفعله هو سبب رئيسي في نشر الإسلام أو في سب رسول الإسلام، إن كنت تدعي المحبة لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فلا تجعل أخلاقك تشوه الإسلام و تشوه رسول الإسلام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير