تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا قائدكم .. وإمامكم .. وقدوتكم .. أحبه قومه حتى أنهم يتسابقون نخامته فيدلكون بها وجوههم وأيديهم .. ويتنافسون على فضل وضوئه .. وأحبوه حتى كان شوقهم للقائه ينسيهم مصائبهم .. فهذه امرأة من بني دينار أصيب في أحد زوجها وأخوها وأبوها فلما قالوا لها: مات أبوك .. قالت وما فعل رسول الله؟ قالوا وأعظم الله أجرك في أخيك .. قالت: وما فعل رسول الله؟ قالوا وقد استشهد زوجك قالت وما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا خيرا يا أم فلان .. هو بحمد الله كما تحبين قالت أرونيه حتى أنظر إليه فأشير إلها أي هناك الرسول صلى الله عليه وسلم حتى رأته قالت كل مصيبة بعدك جلل (أي ضعيفة)

.. وعن أنس قال: لما كان يوم أحد انهزم ناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة بين يديه مجوبا عليه بحجفة وكان راميا شديد النزع .. كسر يومئذ قوسين أو ثلاثة .. وكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل فيقول صلى الله عليه وسلم أنثرها لأبي طلحة .. ثم يشرف إلى القوم فيقول أبو طلحة بأبي أنت لا تشرف لا يصيبك سهم .. نحري دون نحرك ..

وعن أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة .. وكان إذا بقي مع النبي جثا بين يديه وقال: نفسي لنفسك الفداء .. ووجهي لوجهك الوقاء ..

عباد الله ...

هكذا عاشت الأمة حبها لنبيها صلى الله عليه وسلم رافعة لواء محبته .. وتقديم امتثال شرعه على شرع غيره .. في ضعفها وقوتها .. فهاهي الدماء تسكب إلى هذا اليوم لنشر لدعوته ودفاعا عن منهجه وسنته .. فيا لله كم من نفوس أزهقت في عهده دفاعا عن جسده الطاهر .. ويا لله كم من نفوس تزهق اليوم دفاعا عن دينه ورايته .. كيف لا نحبه اليوم وهو من أضاء لنا الحياة بنور الدين .. وأخرجنا من الظلمات إلى النور .. قد تمنى رؤيتكم .. فعن أبي هريرة أن رسول الله أتى المقبرة فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا!! قالوا أولسنا إخوانك يا رسول الله .. قال أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد .. )

ومع كل هذا الحب والوفاء له من أمثلة سطرها التاريخ إلا أن أعداءه وأعداء دينه .. ما فتئوا يتربصون به الدوائر .. من شتم قريش له لطرده منا الطائف وإدماء أقدامه الطاهرة إلى قول الأشعار لهجائه إلى دس السم له في طعامه .. وهذا هو ديدنهم إلى أن تقوم الساعة .. ((قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون)). ((وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا)) ... وهاهم اليوم يعيدون مكر آبائهم وأجدادهم بالتآمر عليه صلى الله عليه وسلم وعلى عرضه فما كفاهم أن تآمروا عليه حيا حتى تآمروا عليه ميتا صلى الله عليه وسلم وهاهو إعلامهم وقنواتهم ودساتيرهم وديموقراطياتهم المزعومة تشهد بحقدهم وبغضهم له صلى الله عليه وسلم كما أخبر بذلك سبحانه وتعالى ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)) واستطالتهم في ذلك في ظل عجز أمته الفاضح عن الدفاع عن عرضه .. وما الدعوة إلى حوارهم والتلطف معهم وتغيير مسماهم الذي سماهم به الله إلى مسمى عصري يقتل معنى البراءة منهم في القلوب .. وهو ما أ"لقوا عليه الآخر .. ما هذا وذلك إلا دليل على هذا العجز والهوان وانطباق معنى الغثائية على هذه الأمة ..

-وما أن ركنت الأمة الإسلامية اليوم إلى التخاذل والقعود ركونا إلى دعاوى أذناب الفاتيكان من العلمانيين الذين يسبحون بحمدهم آناء الليل وأطراف النهار .. حتى جاء هذا المصاب الجلل ليوقظ الأمة من سباتها العميق وليعيدها إلى دينها واعتزازها بتاريخها المجيد .. وليقطع ألسنة أدعيائهم من دعاة الحوار والتقارب الفكري والديني والإعلامي والسياسي والثقافي والاجتماعي الذين تجاهلوا وعن عمد آيات الله عز وجل المحفوظة من التحريف إلى قيام الساعة والمسطرة في لوح الله المحفوظ التي ترسم لنا المنهج الرباني في التعامل مع هؤلاء الكفرة من عباد الصليب .. وليفضح نواياهم ومخططاتهم وبغضهم لأهل الحق عبر أجيالهم وعلى مر العصور .. فهل يا ترى سيستمر السماح لهؤلاء العلمانيين؟؟ وهل يا ترى سيبقى الطريق أمامهم مفتوحا لبث أفكارهم وسمومهم بعد أن بدت البغضاء من أفواه أسيادهم وما تخفي صدورهم أكبر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير