مصر وشمالي أفريقيا والقرن الأفريقي المطران منير حنا أنيس ورئيس لجنة حوار الأديان بالأزهر الشيخ فوزي الزفزاف ونائب رئيس اللجنة الدكتور علي السمان إلى أهمية توحيد الجهود الإسلامية المسيحية في مصر والعالم العربي ضد تيار الإلحاد في الغرب والذي يسخر بشدة من الأديان كافة سواء المسيحية أو الإسلام أو حتى اليهودية من خلال أعمال درامية أو مقالات ورسومات في الصحف وغيرها من وسائل التعبير. وقال إن حرية التعبير التي يتشدق بها الغرب يجب أن تكون حرية مسؤولة ولا تنتهك حرية الآخرين. وأشار مفتي الديار المصرية أن الزيارة تستهدف إيصال الإسلام الصحيح إلى العالم الغربي من خلال مد جسور الحوار والتأكيد على أن الإسلام يرفض الإرهاب بشدة ويسعى إلى نشر السلام وثقافة الحوار. ودعا الحكومات الغربية إلى عدم الدفاع عن ازدراء الأديان تحت دعوى حرية الرأي والتعبير كما حث المسلمين أن يسلكوا قنوات الشريعة عند تضررهم بما يسيء إلى عقيدتهم ونبيهم عليه الصلاة والسلام. وأكد مفتي مصر اللجوء إلى القضاء فيما يتعلق بانتهاكات الصحف الدنماركية للعقيدة الإسلامية لكنه قال إن هذه الأخطاء شخصية ولا يجب أن تعمم على كل أوروبا والعالم الغربي. وكانت رئيسة الجمهورية الأيرلندية ماري ماكليز قد أعلنت حرصها على ترتيب لقاء مع الوفد الإسلامي المسيحي واصفين الزيارة بأنها ''تاريخية''. وهي الزيارة التي تأتي بدعوة من الكنيسة الأسقفية في ايرلندا وبالتنسيق مع الحكومة الايرلندية وتجري في إطار تنفيذ اتفاقية الحوار التي وقعت بين الأزهر الشريف والكنيسة الأسقفية في بريطانيا عام 2002م] اهـ.
وسوف أناقش بعض هذه الفقرات التي نسبت إلى مفتي مصر من باب بيان موقف الإسلام الحق والصحيح من الديانات الأخرى قياماً بواجب النصيحة للإسلام والمسلمين, وقياماً بواجب الأمانة العلمية التي سنسأل عنها بين يدي الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
1 - يقول المفتي:" إنّ الإسلام يؤمن بالحوار ومدّ جسور التعاون مع أتباع الديّانات الأخرى ويؤمن باحترام المقدسات الدينية دون تمييز".
وأقول: لا ندري ما هي هذه الجسور؟!
ولا ندري ما هي المجالات التي يتم التعاون فيها بين الإسلام والديّانات الأخرى؟! نرجو من مفتي مصر أن يبينها لنا؟!.
وأين في القرآن والسنة الإيمان باحترام المقدسات الدينية دون تمييز؟!.
هل نحترم معابد البوذيين والهندوك ونؤمن بقداستها؟!
وهل الإسلام يؤمن باحترام الصلبان التي يقدسها النصارى ويعبدونها؟!.
وهل نؤمن بقداسة الكنائس وما فيها من مظاهر الشرك؟!.
وهل عقيدة: (أنّ عيسى هو الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة): عقيدة مقدسة عند المسلمين؟!.
إنها عقيدة كافرة كما قال تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) (المائدة: من الآية17) وقال تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ) (المائدة: من الآية73).
وهل نأخذ من قول المفتي: (إنّ الإسلام يؤمن باحترام المقدسات الدينية دون تمييز):
أنّ الإسلام وهذه الديانات كلّها تقف على قدم المساوات سواء بسواء دون تمييز للإسلام على غيره؟ فأين أنت أيّها الرجل من قول الله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (الصف:9) فالهدى ودين الحق خاصّان بالإسلام ,والأديان الباطلة تختص بالباطل والغي والضلال.
ويجب أن يكون الإسلام هو العالي وهو الظاهر, وكلمة الكفر هي السفلى وكلمة الله هي العليا.
ونقول لأهل الإسلام ما قاله الله تعالى: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:139).
إنّ الله ليأبى هذه المساواة وكذلك الإسلام والمسلمون قال تعالى: (أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون).
فكيف يرضى الله والمؤمنون بالمساواة بين الإسلام دين الله الحق وبين الديانات الكافرة الباطلة؟!
فهل تستوي الظلمات والنور؟! قال الله تعالى: (وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور)، (فاطر 19 - 20).
¥