وهل نسيت أيُّها الرجل ما قامت به منظمة نصرانية من تشويه صورة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ووصفه بأبشع الصفات وسعي هذه المنظمة بدون كلل لوقف انتشار الإسلام هذه المنظمة تُسمَّى بـ " منظمة رابطة الرهبان لنشر الإنجيل " وتُدعَّم بالأموال الطائلة من الفاتيكان وهي منظمة كبيرة يبلغ عدد الناشطين فيها المليون (!!).
كيف تُبرِّئ ساحة أوروبا وأمثل من فيها يعملون هذه الأعمال وهل يُوافقك المسلمون على هذه التبرئة ووصف الجريمة بأنَّها شخصية؟!
هذه هي ثمرة الجهود الإسلامية المسيحية (!) ومدِّ جسور التعاون مع أتباع الديانات أو أخوة الأديان!!
إنَّ خسارة الإسلام والمسلمين كبيرة جدا في هذا التآخي والتعاون والمكاسب كبيرة لمن يُجيدون التلاعب بعقول المسلمين وعواطفهم العمياء.
فعلى المسلمين أن يتفطَّنوا لمكائد الأعداء التي ترمي إلى إخراجهم من دينهم. قال تعالى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) (البقرة: من الآية109).
وليعلم المسلمون وغيرهم أن الإسلام يكرم الأنبياء والرسل وما أنزل إليهم من كتب قال تعالى: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله) الآية.
وقال تعالى: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة:136). فيؤمن المسلمون بهؤلاء الرسل ويجلونهم ويوقرونهم ويعتقدون أن من كذَّب رسولاً منهم فقد كذب الرسل جميعاً ومن انتقص واحداً منهم فقد انتقصهم جميعاً وأن من كفر بكتاب واحد فقد كفر بالكتب جميعاً.
هذا هو موقف الإسلام والمسلمين من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وما أنزل إليهم من الكتب.
بل يؤمن المسلمون أن دين الأنبياء والرسل جميعاً واحد وهو الإسلام:
قال تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام).
وقال تعالى: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ) (الشورى:13). وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة والأنبياء إخوة لعلاّت أمهاتهم شتى ودينهم واحد " (البخاري: 3443،مسلم:2365).
فهل موقف اليهود والنصارى مثل موقف المسلمين؟!
الجواب: كلا فإنهم قد كذَّبوا التوراة والإنجيل قبل أن يكذِّبوا القرآن.
لقد بشرت التوراة والإنجيل بمحمد ورسالته فكذبوا هذه البشائر وكذبوا بالقرآن وكذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم وكفروا به.
ووصفت التوراة والإنجيل محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام بأجمل الصفات وأفضلها فكذبوا بذلك.
وقابلوا محمداً وأصحابه بالعداوة والبغضاء والتكذيب.
ودعت التوراة والإنجيل إلى عبادة الله وإخلاص الدين له فكفروا بعقيدة التوحيد واستبدلوا بها الشرك , قال تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (التوبة: 30 - 32).
¥